عبدالله الزبدة

نشكر معاليك على حرصك وتواجدك مع أبنائك من ذوي الإعاقة ورعايتك لفعاليات (كل الأيام لنا) لتعزيز دور الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع وإبراز جهودهم ومنجزاتهم الرياضية القارية بالتعاون مع وكالة الوزارة للبرامج التعليمية والاتحاد السعودي للرياضة المدرسية، ومما لا شك فيه حضورك لمثل هذه الفعالية ورعايتك واهتمامك دليل على إيمانك الكامل بقدراتهم، وانعكاس للاهتمام الكبير لقيادتنا الرشيدة لهذه الفئة، التي بذلت من أجلهم الغالي والنفيس لإسعادهم وادماجهم في جميع مؤسسات الدولة دون تمييز عن غيرهم من غير ذوي الإعاقة سواء كان في التعليم أو غيره.

معالي الوزير... جميع المتخصصين والمهتمين بالتربية الخاصة يؤكدون أهمية التربية البدنية وأنشطتها المختلفة، فلها أهمية قد تفوق في أغلب الأحيان أهميتها لغير ذوي الإعاقة من جميع النواحي البدنية والنفسية والاجتماعية، وكما أن ممارسة الأنشطة البدنية ليست وقائية فقط، ولكنها بالنسبة لذوي الإعاقة علاجية، حيث تعد قلة الحركة من الصفات المصاحبة لمعظم الإعاقات، التي تكون بسبب الإعاقة ذاتها كما في الإعاقات الحركية، أو بسبب ظروف المعوق النفسية أو الاجتماعية كالانطوائية، وقد تؤدي قلة الحركة إلى بعض التغيرات الفسيولوجية السلبية، التي تجعل أكثرهم عرضةً لما يعرف بأمراض نقص الحركة، التي تتضمن ارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب وهشاشة العظام وغيرها، والبعض يعانون من قصور في تقدير الذات وفقدان للثقة بالنفس مما ينتج عنه الانطوائية والعزلة وتنمية الاتجاهات السلبية ضد المجتمع. فكل هذه المشكلات حلها بالمشاركة في الأنشطة البدنية، التي تعيد بدورها التوازن النفسي وتنمي الثقة بالنفس وتقدير الذات، خصوصاً عندما تكون خبرات المشاركة ناجحة.

معالي وزير التعليم... ندرك جميعنا سعيكم الدؤوب للارتقاء بجودة التعليم في جميع تخصصاته، وكون التربية البدنية تتعدى حدود المنهج وتدخل ضمن جودة الحياة لرؤية المملكة 2030 لذوي الإعاقة، نجد إحدى إداراتك تعمل عكس هذا الاتجاه دون مبرر، فمنذ ست سنوات تقريباً اتخذت إدارة التعليم بالأحساء قرارا غريبا بنقل جميع معلمي التربية البدنية من البرامج والمعاهد إلى التعليم العام بحجة سد العجز، بالرغم من معارضة المختصين والعاملين بالتربية الخاصة لهذا القرار، فتمت إعادة 42 معلماً تتجاوز خبرتهم في التعليم التربية الخاصة 22 سنة ليحل مكانهم معلمو صفوف التربية الخاصة، والمنقولين تم توجيههم إلى مدارس ليسوا بحاجة إلى هذا العدد، والدليل القرار تم تنفيذه قبل نهاية العام الدراسي بشهرين وفي مدارس غير محتاجة، فهل يعقل أن يكتشف العجز في نهاية العام الدراسي؟.

علماً بأن هذا القرار تسبب بحرمان 1500 طالب تقريباً في المعاهد والبرامج الخاصة من الأنشطة الرياضية وممارستهم التربية البدنية بشكلها الصحيح ومراعاة ظروف كل إعاقة، وكما لهذا الإجراء تبعيات سلبية بشكل مباشر على رياضة ذوي الإعاقة في المنطقة، فقد كان سابقاً جميع المنتخبات السعودية لذوي الإعاقة لا تخلو من خمسة أو ستة لاعبين من الأحساء، فهذه القرارات يا معالي وزير التعليم من الصلاحيات الممنوحة لمديري التعليم وثغرات التعاميم، التي يؤول لها بأكثر من رأي دون إشراك المتخصصين وأهل الدراية والتجربة والخبرة.

@alzebdah1