كتبت: نورهان عباس

استقطبت اهتماما دوليا بينما تعثر أقرانها العرب

سلطت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية الضوء على التغيرات الثقافية الكبيرة التي شهدتها المملكة خلال الفترة الأخيرة، وإصرارها على التميز وترك بصمة مؤثرة في هذا القطاع اللافت خلال فترة قصيرة نسبيا، مع توفير الموارد اللازمة كافة لدعم القطاع.

وقالت الصحيفة في موضوع بعنوان: «المملكة العربية السعودية تسعى إلى التحول لمركز ثقافي بينما تتعثر الدول العربية الأخرى»، ترجمت صحيفة اليوم أبرز ما جاء فيه، إن المملكة تميزت على أقرانها بالمنطقة، في الوقت الذي عصفت فيه الصراعات والأزمات بالعواصم الثقافية العربية، حيث تستضيف مهرجانات سينمائية كبرى، وتمول أفلاما جديدة.

وأضافت: «هناك 27 فيلما سعودية الصنع تم عرضها لأول مرة هذا الشهر في مهرجان سينمائي في جدة، كجزء من جهد ضخم للمملكة المحافظة لتحويل نفسها إلى قوة سينمائية في الشرق الأوسط».

ولفتت الصحيفة الأمريكية الكبرى إلى أن السعودية تحاول إجراء تغيرات عميقة في الصناعات الإبداعية عبر العالم العربي.

ونقلت الصحيفة عن منى خاشقجي، المنتجة السينمائية والمسرحية السعودية، التي كانت تتجول في معرض المواهب الذي أقامه مهرجان البحر الأحمر السينمائي لصانعي الأفلام السعوديين الطموحين، قولها: «حان وقت التألق هنا في المملكة العربية السعودية».

وأشارت «نيويورك تايمز» إلى توجه المملكة لدعم إنتاج 100 فيلم بحلول عام 2030، وتعزيز وتيرة عمل المشاريع الجديدة بالتمويل وتسهيل التصاريح.

وأوضحت الصحيفة على موقعها الإلكتروني أن الحكومة جذبت حتى الآن 3 أفلام هوليوودية ذات ميزانيات كبيرة لتصويرها في البلاد، ووفرت لها الحكومة تمويلا وطائرات هليكوبتر وطائرات مقاتلة، على أمل التفوق على الأردن والمغرب كوجهة مفضلة للمناظر الطبيعية الصحراوية الخلابة.

ونقلت عن بهاء عبدالمجيد، المسؤول في وزارة الاستثمار السعودية، تأكيده أن المملكة لديها هدف واحد، وهو: «جعل المملكة مركزا جديدا لصناعة الأفلام في المنطقة».

وهناك أيضا مجموعة من نقاط القوة التي تصب في صالح المملكة في القطاع الفني والثقافي، ويمكن أن تدعم تلك النقاط صناعة الأفلام المحلية بشكل أفضل من جيران الدولة الخليجيين، بحسب رأي الصحيفة الأمريكية، كما أن الدولة لديها الآن 430 شاشة سينما والعدد في ازدياد، ما يجعلها السوق الأسرع نموا في العالم، وتستهدف زيادة هذا العدد إلى 2600 بحلول 2030.

وأضافت: «قد يعزز انفتاح المملكة العربية السعودية بقية صانعي الأفلام في المنطقة أيضا»، ومن ذلك مثلا استقطاب الأفلام السينمائية العربية المتميزة، وجذب مواهب التمثيل والكتابة والإخراج من لبنان وسوريا ومصر، وستحتاج البلاد إلى تدعيم ذلك الاتجاه على الأرجح للوصول إلى الجماهير غير السعودية كذلك.

وأردفت «نيويورك تايمز»: «تظهر البرامج والأفلام السعودية في الوقت الذي تتغير فيه عادات المشاهدة في المنطقة، مما يخلق فرصا جديدة، في الوقت الذي ابتعد فيه العديد من الشباب العرب عن المسلسلات التلفزيونية الرمضانية التي هيمنت على شاشات آبائهم، وأصبحوا يقبلون على المسلسلات الدولية، التي تبث على منصتي نتفليكس وشاهد، وأدى ذلك إلى خلق سوق كبير للمحتوى العربي».

وبدأت المملكة العربية السعودية في فتح شهيتها على خدمات البث أيضا، ووقعت «نتفليكس» خلال العام الماضي صفقة بـ8 أفلام مع «تلفاز11»، وهو استوديو إبداعي سعودي.

الانفتاح الفني السعودي الأخير قد ينقذ بقية صانعي الأفلام في المنطقة العربية

المملكة تقبل على الاستثمار في خدمات البث الرقمي مع المنصات الدولية الكبرى