المسؤولون في واشنطن يتظاهرون بأن نتيجة الحرب يمكن أن تضعف أمن أمريكا
تعددت أهداف الولايات المتحدة منذ لحظة تدخلها عسكريا في سوريا عام 2014 ما بين دعمها للمعارضة وقوات سورية الديمقراطية خلال الحرب الأهلية التي تشهدها البلاد إلى محاربة تنظيم داعش، حتى أنها استهدفت كذلك مواقع عسكرية تتبع الحكومة السورية، وبات التساؤل المطروح حاليا هو: هل وجود الولايات المتحدة هناك يخدم مصالحها؟ ويقول الباحث والمحلل الأمريكي مايكل هول في تقرير نشرته مجلة ناشونال إنتريست الأمريكية إنه عندما انسحبت الولايات المتحدة من أفغانستان، قوبلت هذه اللحظة بمزيج من الترحيب والشجب باعتبارها نقطة تحول من شأنها أن تبشر بسلسلة من الانسحابات العسكرية الأمريكية في الوقت الذي تعيد فيه واشنطن توجيه استراتيجيتها الكبرى.
لا انسحاب
وكان الغرض من زيارة ماكنزي طمأنة الزعيم الكردي بأن قواته يمكن أن تعتمد على الدعم الأمريكي المستمر. وبعد هذا الاجتماع بقليل، التقت إلهام أحمد، المسؤولة الكردية التي تشغل منصب رئيس اللجنة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطي، بمسؤولين في الإدارة الأمريكية في واشنطن وعلقت في وقت لاحق بالقول: «قالوا إنهم سيبقون في سوريا ولن ينسحبوا». ويقول هول إنه بدلا من استخدام القوات الأمريكية كحامٍ لأكراد سوريا، سيكون من الحكمة أكثر إنهاء التدخل العسكري الأمريكي في سوريا. وعلى خلفية الحرب الأهلية التي لا يمكن تسويتها والتهديدات بتجدد الهجوم التركي ردا على هجمات الميليشيات الكردية، فإن الأكراد ليسوا في موقف يحسدون عليه. وصحيح أن المقاتلين الأكراد قاتلوا إلى جانب القوات الأمريكية في حرمان داعش من أي أرض استخدمها ذلك التنظيم في وقت من الأوقات للمطالبة بالشرعية، لكن اتخاذ الولايات المتحدة إجراءات حركية للدفاع عن الأكراد ضد تركيا، العضو بحلف شمال الأطلسي (ناتو) التي تستضيف أسلحة نووية أمريكية، أمر غير وارد.
مساعدة الأكرادويوضح هول أنه على الرغم من أننا يمكن أن نكون ممتنين للمساعدة الكردية ضد داعش، يجدر بنا أن نعترف بأنه في حين أن المصالح تتواءم في بعض الأحيان، إلا أنها تتباعد أيضا، وليس هناك سبب للاعتقاد بأن الأكراد، أو أيا من غير الأمريكيين، يحق لهم الحصول على الحماية الدائمة التي يوفرها الجيش الأمريكي.
ويرى هول أن المهمة المناهضة لداعش هي في الواقع تمثل تناقضا كبيرا مع المهمة الحالية في سوريا. وكان حرمان ذلك التنظيم من الأراضي التي يمكنه العمل منها، هو مهمة محدودة وقابلة للتحقيق، وكانت القوة العسكرية الأداة المناسبة لها. ومع ذلك، تتطلب حماية أكراد سوريا إمدادات مستمرة من الموارد والقوى البشرية ولا تطرح شروطا للانتصار يمكن الوفاء بها بما يبرر انسحاب الولايات المتحدة.
مهمة بلا هدف
وليس من المفاجئ أنه بعد سقوط «خلافة» داعش، كانت المهمة الأمريكية في سوريا بلا هدف، الأمر الذي ينبغي أن يثير تساؤلات مهمة للغاية حول سبب مطالبة الجنود الأمريكيين، حتى يومنا هذا، بمراقبة الطائرات بدون طيار والصواريخ والقوافل الروسية، في حين يتظاهر المسؤولون في واشنطن بأن نتيجة الحرب الأهلية في سوريا يمكن أن تضعف أمن الولايات المتحدة.
ويقول هول إن سوريا بصراحة ليست جائزة تطمع بها الولايات المتحدة. ولم تعد فلول داعش المتناثرة هي التهديد الذي شكلته في ذروة تنظيمها، وهذا التنظيم لديه الكثير من الأعداء الموجودين في المنطقة ، بما في ذلك إيران وروسيا والحكومة السورية. وفي الوقت نفسه، تميل دفة الحرب الأهلية، منذ بعض الوقت، لصالح الرئيس السوري بشار الأسد، ويعترف جيران سوريا بذلك بشكل متزايد، مع تسارع وتيرة الجهود الرامية إلى تطبيع العلاقات في الآونة الأخيرة.
وعود الأمريكية
أما بالنسبة للأكراد، فإن إعلان الولايات المتحدة عن «الانسحاب» من سوريا في عام 2019 دفع الأكراد إلى عقد اتفاق سريع مع الحكومة السورية من شأنه أن يوفر لهم الحماية. ويقول الباحث إن ما يمكننا تعلمه من هذا هو أن الأكراد يهتمون بشكل مفهوم بالبقاء على قيد الحياة والحصول على الحماية أكثر من اهتمامهم بمن يقدم تلك الحماية. ومن الممكن أن تشجع الولايات المتحدة القادة الأكراد على اتخاذ ترتيبات للحماية دون توقع أن الأكراد مرة أخرى إلى التوصل إلى اتفاق مع دمشق، فإن دعم روسيا للحكومة السورية يوفر رادعا قويا يمنع تركيا من اتخاذ تدابير مفرطة ضد أكراد سوريا.
وتكشف نظرة عامة خاطفة عن علاقة الولايات المتحدة مع الأكراد عن تاريخ من التخلي من جانب الولايات المتحدة. ومن المؤسف أن الوعود الأمريكية الأخيرة للأكراد يمكن أن تسهم في هذا النمط. وكما اضطرت الولايات المتحدة في نهاية المطاف إلى الاعتراف بأن الانتشار إلى أجل غير مسمى في أفغانستان أمر غير مستدام، سيصبح من الأصعب إنكار أن الشيء نفسه يمكن أن يقال عن سوريا.
الحقيقة الرصينة
ويختتم هول تقريره بالقول إن الحقيقة الرصينة هي أن الإبقاء حتى على نشر رمزي للقوات الأمريكية في سوريا يعرض حياة الأمريكيين للخطر، وينذر بجر الولايات المتحدة إلى صراعات ينبغي على القادة العقلانيين السعي إلى تجنبها. والخيار الأفضل هو الانسحاب من سوريا، مع الاعتراف بأنه عندما تختلف المهمة عن المصالح الأمنية المشروعة، يحين وقت التراجع.
لا انسحاب
وكان الغرض من زيارة ماكنزي طمأنة الزعيم الكردي بأن قواته يمكن أن تعتمد على الدعم الأمريكي المستمر. وبعد هذا الاجتماع بقليل، التقت إلهام أحمد، المسؤولة الكردية التي تشغل منصب رئيس اللجنة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطي، بمسؤولين في الإدارة الأمريكية في واشنطن وعلقت في وقت لاحق بالقول: «قالوا إنهم سيبقون في سوريا ولن ينسحبوا». ويقول هول إنه بدلا من استخدام القوات الأمريكية كحامٍ لأكراد سوريا، سيكون من الحكمة أكثر إنهاء التدخل العسكري الأمريكي في سوريا. وعلى خلفية الحرب الأهلية التي لا يمكن تسويتها والتهديدات بتجدد الهجوم التركي ردا على هجمات الميليشيات الكردية، فإن الأكراد ليسوا في موقف يحسدون عليه. وصحيح أن المقاتلين الأكراد قاتلوا إلى جانب القوات الأمريكية في حرمان داعش من أي أرض استخدمها ذلك التنظيم في وقت من الأوقات للمطالبة بالشرعية، لكن اتخاذ الولايات المتحدة إجراءات حركية للدفاع عن الأكراد ضد تركيا، العضو بحلف شمال الأطلسي (ناتو) التي تستضيف أسلحة نووية أمريكية، أمر غير وارد.
مساعدة الأكرادويوضح هول أنه على الرغم من أننا يمكن أن نكون ممتنين للمساعدة الكردية ضد داعش، يجدر بنا أن نعترف بأنه في حين أن المصالح تتواءم في بعض الأحيان، إلا أنها تتباعد أيضا، وليس هناك سبب للاعتقاد بأن الأكراد، أو أيا من غير الأمريكيين، يحق لهم الحصول على الحماية الدائمة التي يوفرها الجيش الأمريكي.
ويرى هول أن المهمة المناهضة لداعش هي في الواقع تمثل تناقضا كبيرا مع المهمة الحالية في سوريا. وكان حرمان ذلك التنظيم من الأراضي التي يمكنه العمل منها، هو مهمة محدودة وقابلة للتحقيق، وكانت القوة العسكرية الأداة المناسبة لها. ومع ذلك، تتطلب حماية أكراد سوريا إمدادات مستمرة من الموارد والقوى البشرية ولا تطرح شروطا للانتصار يمكن الوفاء بها بما يبرر انسحاب الولايات المتحدة.
مهمة بلا هدف
وليس من المفاجئ أنه بعد سقوط «خلافة» داعش، كانت المهمة الأمريكية في سوريا بلا هدف، الأمر الذي ينبغي أن يثير تساؤلات مهمة للغاية حول سبب مطالبة الجنود الأمريكيين، حتى يومنا هذا، بمراقبة الطائرات بدون طيار والصواريخ والقوافل الروسية، في حين يتظاهر المسؤولون في واشنطن بأن نتيجة الحرب الأهلية في سوريا يمكن أن تضعف أمن الولايات المتحدة.
ويقول هول إن سوريا بصراحة ليست جائزة تطمع بها الولايات المتحدة. ولم تعد فلول داعش المتناثرة هي التهديد الذي شكلته في ذروة تنظيمها، وهذا التنظيم لديه الكثير من الأعداء الموجودين في المنطقة ، بما في ذلك إيران وروسيا والحكومة السورية. وفي الوقت نفسه، تميل دفة الحرب الأهلية، منذ بعض الوقت، لصالح الرئيس السوري بشار الأسد، ويعترف جيران سوريا بذلك بشكل متزايد، مع تسارع وتيرة الجهود الرامية إلى تطبيع العلاقات في الآونة الأخيرة.
وعود الأمريكية
أما بالنسبة للأكراد، فإن إعلان الولايات المتحدة عن «الانسحاب» من سوريا في عام 2019 دفع الأكراد إلى عقد اتفاق سريع مع الحكومة السورية من شأنه أن يوفر لهم الحماية. ويقول الباحث إن ما يمكننا تعلمه من هذا هو أن الأكراد يهتمون بشكل مفهوم بالبقاء على قيد الحياة والحصول على الحماية أكثر من اهتمامهم بمن يقدم تلك الحماية. ومن الممكن أن تشجع الولايات المتحدة القادة الأكراد على اتخاذ ترتيبات للحماية دون توقع أن الأكراد مرة أخرى إلى التوصل إلى اتفاق مع دمشق، فإن دعم روسيا للحكومة السورية يوفر رادعا قويا يمنع تركيا من اتخاذ تدابير مفرطة ضد أكراد سوريا.
وتكشف نظرة عامة خاطفة عن علاقة الولايات المتحدة مع الأكراد عن تاريخ من التخلي من جانب الولايات المتحدة. ومن المؤسف أن الوعود الأمريكية الأخيرة للأكراد يمكن أن تسهم في هذا النمط. وكما اضطرت الولايات المتحدة في نهاية المطاف إلى الاعتراف بأن الانتشار إلى أجل غير مسمى في أفغانستان أمر غير مستدام، سيصبح من الأصعب إنكار أن الشيء نفسه يمكن أن يقال عن سوريا.
الحقيقة الرصينة
ويختتم هول تقريره بالقول إن الحقيقة الرصينة هي أن الإبقاء حتى على نشر رمزي للقوات الأمريكية في سوريا يعرض حياة الأمريكيين للخطر، وينذر بجر الولايات المتحدة إلى صراعات ينبغي على القادة العقلانيين السعي إلى تجنبها. والخيار الأفضل هو الانسحاب من سوريا، مع الاعتراف بأنه عندما تختلف المهمة عن المصالح الأمنية المشروعة، يحين وقت التراجع.