سجدي الروقي

يقول جرير:

إذا مات الفرزدق فارجموه

كما ترمون قبر (أبي رغال)

وكان بين جرير والفرزدق هجاء طويل تناقلته العرب عبر الأزمان وبقيت أبياتهم مضربا للأمثال وحديث المجالس والسمر، ولست بصدد تبيان ما كان بينهما من هجاء..

ولكن من هو (أبو رغال)؟! الذي ترجم العرب قبره كلما مروا بجانبه، وتبول عليه؟!

إنه الجاسوس الخائن الذي دل أبرهة الحبشي على الطريق إلى الكعبة المشرفة وهو يعرف أنه سيهدمها مقابل بعير أجرب! استعان به الأحباش بعد أن رفض كل عربي أصيل أن يكون سببا لهدم البيت المعمور، هرب أبو رغال بعد أن خذلهم الله وأفناهم بطير أبابيل في أعظم معركة في التاريخ، وفي رواية أنه قد برك عليه جمل «الرشوة» وهو نائم فقتله فدفن خارج قبور البشر وكانت العرب ترجم قبره وتلعنه كلما مر حاج إلى بيت الله الحرام.

من أعظم الخيانات على مر العصور خيانة الأوطان، ممن نشأ على ترابها وأكل خيراتها وتنفس هواءها وانكر وتنكر واغترب وهو يريد أن يوهم الناس بأنه مصلح وهو أقرب للفساد منه للصلاح، ولم تر العرب أحقر ممن قاد الموت والبؤس والشقاء على أبناء جلدتهم مقابل عارض من الدنيا.

ولا يلام النازي هتلر عندما سألوه من أحقر صديق قابلته؟ قال من كان يقود جيوش العدو إلى بلاده!

‏وكما يقول المجاهد عمر المختار (الحر هو الذي لا يبيع عقله ولا فكره ولا موقفه ولا وطنه للآخرين).

أبو رغال لم تمت الخيانة بموته، ولم ولن تتقبل العرب هذه الصفة الذميمة حتى وإن كانت من أسيادهم.

أحفاد «أبي رغال» منتشرون في كافة أصقاع المعمورة ولكل بلد نسخ من «الرغالية»، وأغلبهم نوائح مستأجرة، وعجبا لهم فهم ينعتون ويجرمون الانحلال والفساد، وهم في بؤر الفساد ومنابع الرذيلة حتى أن أحدهم انتقد رفع الصلاة في مكبرات الصوت وهو في بلاد لا يسمع فيها الأذان.

غالبيتهم سذج «وداشين» من مبدأ خالف تعرف، وآخرون أغرتهم الأموال وانبهروا بالحضارة الزائفة والحياة المختلفة التي يعيشونها.

ورغم كل ذلك ستبقى بلادي «منارة الأمم» وسندحر كل خائن بالعمل والإنجازات والسمعة والتفاف الشعب حول قيادته وفي أعناقهم بيعة لا يحيدون عنها، ويكفينا شرفا وعزة ورفعة أننا خدم الحرمين الشريفين.

تحويلة:

تذكر أننا في بلد الخير والفضيلة ورغد العيش والأمان بلاد التوحيد والعقيدة الحقة والكمال لرب العباد، فلا تنجرف وراء أقوال الحاسدين وأبواق الحاقدين ومن ينادون على الباطل حتى يظنوا أنهم على حق.

@sajdi9