الجمعية المهنية ستنصف فنانين ظلوا سنوات ينتظرون اعترافا رسميا بتجاربهم
قال المسرحي عباس الحايك إنه رغم شعوره بالفخر بالحراك الثقافي في المملكة، وبجهد وزارة الثقافة كي تكون صوتًا لكل المثقفين والفنانين بالإستراتيجيات والخطط والتنظيم، فإنه يشعر بالقلق على مستقبل المسرح، ويخشى أن يتحول إلى مجرد فن بعيد عن الناس ويكون فنًا متحفيًا تحضره النخب فقط، وأبدى سعادته بمبادرة إنشاء الجمعية المهنية للمسرح والفنون الأدائية لحفظ حقوق المسرحيين، مؤكدًا أنه من المهم وجود مثل هذه الجمعيات للمسرح ولغيره أيضًا، لأن المسرحي يحتاج إلى جهة تسنده وتقف وراءه، وهذا ما ستحققه الجمعية لاحقًا؛ إذ ستنصف المسرحيين الذين ظلوا لسنوات طويلة ينتظرون اعترافا رسميا بمسرحهم وبتجاربهم.
* مَن هو عباس الحايك؟
ـ أنا كاتب مسرحي، بدأت الكتابة للمسرح في نهايات التسعينيات الميلادية بعد أن مارست كتابة الشعر والقصة القصيرة، كتبتُ عدة نصوص مسرحية أهمها «فصول من عذابات الشيخ أحمد»، «المزبلة الفاضلة»، «المعلقون»، «زهرة الحكايا»، «ولاية الأحلام»، «حارسة الماء».. وغيرها من النصوص، كما أنني مارست النقد، وصدر لي كتابان: «علبة الدهشة» ويتناول المسرح في المنطقة الشرقية ومقالاتي النقدية، وكتاب «المسرح السعودي.. مسارات وتجارب»، وصدر عن الهيئة العربية للمسرح، ويتناول المسرح السعودي من وجهة نظر تاريخية ونقدية، وشاركت في كتبٍ مشتركة مثل: «في المسرح السعودي.. دراسات نقدية» عن كرسي الأدب بجامعة الملك سعود، و«موسوعة المسرح العربي»، الذي صدر عن مجموعة مسارح الشارقة، وأسست عام 2018، وأدرت «بيت المسرح» في جمعية الثقافة والفنون بالدمام، وأشرفت على عدة ملتقيات مسرحية، وأعد وأقدم الآن بودكاست «تشاكيل مسرحية» أحاور فيه مسرحيين من كل الوطن العربي، وحصلت على عدة جوائز أهمها جائزة الشارقة للإبداع العربي، والجائزة الأولى في مسابقة وزارة الثقافة والإعلام السعودية -سابقا- عن نص للأطفال، والجائزة الثانية في مسابقة الشارقة للتأليف المسرحي.
* ماذا عن شعورك عندما تشارك نصوصك في المهرجات وتحصد الجوائز؟
ـ أشعر بالفخر بالتأكيد، فنصوصي تحظى بفرص التنفيذ في مسارح الوطن العربي، وفي الأكاديميات المسرحية، وتوجد في مهرجانات عربية مهمة، مثل مهرجان قرطاج المسرحي، ومهرجان الشارقة الخليجي، ومهرجان أيام الشارقة، وغيرها من المهرجانات المحلية في أكثر من دولة، وأفخر بما حققته نصوصي من انتشار، خاصة عند جيل الشباب الذين يرون في نصوصي ما يحفزهم لتنفيذها؛ لأني اخترت فكرة التواصل عبر الإنترنت، ونشر نصوصي في المواقع المتخصصة أو عبر موقعي الإلكتروني، الذي يزوره الآلاف شهريًا.
* ما زلت تعاني إحباطا يظهر في العديد من تغريداتك.. ما السبب؟
ـ لا أنكر أني أعاني الإحباط بسبب ظروف المسرح في الوطن العربي، الذي يعاني أكثر من مشكلة، فالمسرح بطبيعته يفترض أن يوجّه للجمهور، لكن المسرحيين العرب مشغولون بتنفيذ أعمال مهرجانات لا يحضرها سوى نخبة من المسرحيين ضيوف هذه المهرجانات، والجمهور بعيد عن المشاهدة والمتابعة، وهذا ما يبدو خللًا في معادلة التلقي المسرحي، إضافة إلى أن المهرجانات تحوّلت مما يفترض بها أن تكون خلاصة التجارب المسرحية إلى ما يشبه كانتونات يديرها أشخاص يجمعون أصدقاءهم ليقينهم بأنهم سيكونون مدعوين أيضًا، هذا ما يستشفه الكثير من المسرحيين، ويبدون شعور الإحباط، وما يشعرني بالإحباط أيضا أن النشاط المسرحي في المملكة متوقف تمامًا رغم إطلاق إستراتيجية هيئة المسرح والفنون الأدائية.. ما يخلصني من الإحباط المسرحي وحضور العروض المسرحية.
* ماذا يقلقك وإلى أين تتجه بك بوصلة الحياة؟
ـ يقلقني سؤال: وماذا بعد؟، خاصة فيما يتعلق بالمسرح، وسؤال حول جدوى ما فعلته خلال سنوات علاقتي بالمسرح، وحول هل ما حققته خلال هذه الفترة يستحق كل هذا العناء، والقلق من أن يكون المسرح مجرد فن بعيد عن الناس ويكون فنا متحفيًا تحضره النخب فقط.
* ما تقييمك للساحة الفنية في حالة الانتعاش الثقافي، التي تعيشها المملكة؟
ـ أشعر بالفخر بالحراك الثقافي بالمملكة، فالتنظيمات الجديدة ستعطي للثقافة روحًا واعترافًا رسميًا، ووزارة الثقافة تعمل جاهدة على أن تكون صوتًا لكل المثقفين والفنانين، خاصة في مجال السينما، التي تحظى بعناية فائقة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وغيرها من الفنون، وننتظر الفعل بعد إطلاق الإستراتيجيات والخطط والتنظيم، كما ننتظر أن نرى مسرحًا وأفلامًا ومعارض تشكيلية وحفلات موسيقية وغيرها.
* هل تعتقد أن الحراك الثقافي ضجيج فقط بدون فائدة أم أنه صدى لأصوات جاهدت حتى ثبتت أقدامها؟
ـ لا.. ليس ضجيجًا، بل هي أصوات عالية استطاعت أن تترك أثرًا.. فكما ترك الأولون الأثر، فإن هذا الجيل قادر على أن يترك أثرًا على مستوى العالم، فالفنون والثقافة السعودية أثبتت أنها تملك عناصر محلية مبدعة منافسة، وهذا لا يمكن أن يكون مجرد ضجيج.
* مبادرة إنشاء الجمعية المهنية للمسرح والفنون الأدائية.. هل تشعرك بالرضا؟
ـ الجمعية إحدى المبادرات، التي قامت عليها الهيئة بالتعاون مع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية لحفظ حقوق المسرحيين، وهي أشبه بالنقابة في بعض الدول العربية، وستبدأ عملها قريبًا بعد الإعلان عنها، ومن المهم جدًا وجود مثل هذه الجمعيات للمسرح ولغيره أيضًا؛ لأن المسرحي يحتاج إلى جهة تسنده وتقف وراءه، وهذا ما ستحققه الجمعية لاحقًا.
* هل تعتقد أن تأسيس هذه الجمعية سينصف المسرح والمسرحيين؟
ـ بالتأكيد، إنصاف للمسرحيين الذين ظلوا لسنين طويلة ينتظرون اعترافًا رسميًا بمسرحهم وبتجاربهم المسرحية، وهذه الجمعية ستنصفهم وتنصف وجودهم، فقط ننتظر أن تفعل وسنرى لأي مدى سيستفيد المسرحيون منها.
* ماذا ينقصنا لتحسين الواقع الثقافي؟
ـ ينقصنا أن تتحول الثقافة إلى حالة شعبية، كما هو الحال مع الترفيه؛ لتكون قريبة من الناس، ولا ينظر لها كأنها حالة قادمة من زمن آخر، ولن يتحقق هذا دون فعل واستمرار فعاليات ونشاطات ثقافية تغطي كل مساحة المملكة، ويكون حضور هذه الفعاليات متاحًا للجميع.
* هل تؤمن بالشللية وتعتبرها مسيطرة على عالم الفنون؟
ـ بالتأكيد أؤمن بوجودها، لكنني لا أؤمن بها، كما يحسن بعض المشتغلين بالفنون صورتها، الشللية تضيع فرص كثير من المبدعين، الذين لا يملكون قدرة على تكوين علاقات واختراق شلل، فالمبدع يبحث عن منصة ينطلق منها، فإذا كانت المنصات الفنية تَسيطَر عليها شلل، فبالتأكيد لن تكون هناك مساحة لأي مبدع من خارج الشلة.
* ما هي خططك المستقبلية؟
ـ متفرغ حاليا لتجربة الدراما التليفزيونية، بالإضافة إلى كتابة النصوص المسرحية، ومواصلة تقديم حلقات بودكاست «تشاكيل مسرحية».
ينقصنا تحول الثقافة لحالة شعبية قريبة من الناس مثل الترفيه
الشللية تضيع فرص المبدعين الباحثين عن «منصة انطلاق»
* مَن هو عباس الحايك؟
ـ أنا كاتب مسرحي، بدأت الكتابة للمسرح في نهايات التسعينيات الميلادية بعد أن مارست كتابة الشعر والقصة القصيرة، كتبتُ عدة نصوص مسرحية أهمها «فصول من عذابات الشيخ أحمد»، «المزبلة الفاضلة»، «المعلقون»، «زهرة الحكايا»، «ولاية الأحلام»، «حارسة الماء».. وغيرها من النصوص، كما أنني مارست النقد، وصدر لي كتابان: «علبة الدهشة» ويتناول المسرح في المنطقة الشرقية ومقالاتي النقدية، وكتاب «المسرح السعودي.. مسارات وتجارب»، وصدر عن الهيئة العربية للمسرح، ويتناول المسرح السعودي من وجهة نظر تاريخية ونقدية، وشاركت في كتبٍ مشتركة مثل: «في المسرح السعودي.. دراسات نقدية» عن كرسي الأدب بجامعة الملك سعود، و«موسوعة المسرح العربي»، الذي صدر عن مجموعة مسارح الشارقة، وأسست عام 2018، وأدرت «بيت المسرح» في جمعية الثقافة والفنون بالدمام، وأشرفت على عدة ملتقيات مسرحية، وأعد وأقدم الآن بودكاست «تشاكيل مسرحية» أحاور فيه مسرحيين من كل الوطن العربي، وحصلت على عدة جوائز أهمها جائزة الشارقة للإبداع العربي، والجائزة الأولى في مسابقة وزارة الثقافة والإعلام السعودية -سابقا- عن نص للأطفال، والجائزة الثانية في مسابقة الشارقة للتأليف المسرحي.
* ماذا عن شعورك عندما تشارك نصوصك في المهرجات وتحصد الجوائز؟
ـ أشعر بالفخر بالتأكيد، فنصوصي تحظى بفرص التنفيذ في مسارح الوطن العربي، وفي الأكاديميات المسرحية، وتوجد في مهرجانات عربية مهمة، مثل مهرجان قرطاج المسرحي، ومهرجان الشارقة الخليجي، ومهرجان أيام الشارقة، وغيرها من المهرجانات المحلية في أكثر من دولة، وأفخر بما حققته نصوصي من انتشار، خاصة عند جيل الشباب الذين يرون في نصوصي ما يحفزهم لتنفيذها؛ لأني اخترت فكرة التواصل عبر الإنترنت، ونشر نصوصي في المواقع المتخصصة أو عبر موقعي الإلكتروني، الذي يزوره الآلاف شهريًا.
* ما زلت تعاني إحباطا يظهر في العديد من تغريداتك.. ما السبب؟
ـ لا أنكر أني أعاني الإحباط بسبب ظروف المسرح في الوطن العربي، الذي يعاني أكثر من مشكلة، فالمسرح بطبيعته يفترض أن يوجّه للجمهور، لكن المسرحيين العرب مشغولون بتنفيذ أعمال مهرجانات لا يحضرها سوى نخبة من المسرحيين ضيوف هذه المهرجانات، والجمهور بعيد عن المشاهدة والمتابعة، وهذا ما يبدو خللًا في معادلة التلقي المسرحي، إضافة إلى أن المهرجانات تحوّلت مما يفترض بها أن تكون خلاصة التجارب المسرحية إلى ما يشبه كانتونات يديرها أشخاص يجمعون أصدقاءهم ليقينهم بأنهم سيكونون مدعوين أيضًا، هذا ما يستشفه الكثير من المسرحيين، ويبدون شعور الإحباط، وما يشعرني بالإحباط أيضا أن النشاط المسرحي في المملكة متوقف تمامًا رغم إطلاق إستراتيجية هيئة المسرح والفنون الأدائية.. ما يخلصني من الإحباط المسرحي وحضور العروض المسرحية.
* ماذا يقلقك وإلى أين تتجه بك بوصلة الحياة؟
ـ يقلقني سؤال: وماذا بعد؟، خاصة فيما يتعلق بالمسرح، وسؤال حول جدوى ما فعلته خلال سنوات علاقتي بالمسرح، وحول هل ما حققته خلال هذه الفترة يستحق كل هذا العناء، والقلق من أن يكون المسرح مجرد فن بعيد عن الناس ويكون فنا متحفيًا تحضره النخب فقط.
* ما تقييمك للساحة الفنية في حالة الانتعاش الثقافي، التي تعيشها المملكة؟
ـ أشعر بالفخر بالحراك الثقافي بالمملكة، فالتنظيمات الجديدة ستعطي للثقافة روحًا واعترافًا رسميًا، ووزارة الثقافة تعمل جاهدة على أن تكون صوتًا لكل المثقفين والفنانين، خاصة في مجال السينما، التي تحظى بعناية فائقة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وغيرها من الفنون، وننتظر الفعل بعد إطلاق الإستراتيجيات والخطط والتنظيم، كما ننتظر أن نرى مسرحًا وأفلامًا ومعارض تشكيلية وحفلات موسيقية وغيرها.
* هل تعتقد أن الحراك الثقافي ضجيج فقط بدون فائدة أم أنه صدى لأصوات جاهدت حتى ثبتت أقدامها؟
ـ لا.. ليس ضجيجًا، بل هي أصوات عالية استطاعت أن تترك أثرًا.. فكما ترك الأولون الأثر، فإن هذا الجيل قادر على أن يترك أثرًا على مستوى العالم، فالفنون والثقافة السعودية أثبتت أنها تملك عناصر محلية مبدعة منافسة، وهذا لا يمكن أن يكون مجرد ضجيج.
* مبادرة إنشاء الجمعية المهنية للمسرح والفنون الأدائية.. هل تشعرك بالرضا؟
ـ الجمعية إحدى المبادرات، التي قامت عليها الهيئة بالتعاون مع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية لحفظ حقوق المسرحيين، وهي أشبه بالنقابة في بعض الدول العربية، وستبدأ عملها قريبًا بعد الإعلان عنها، ومن المهم جدًا وجود مثل هذه الجمعيات للمسرح ولغيره أيضًا؛ لأن المسرحي يحتاج إلى جهة تسنده وتقف وراءه، وهذا ما ستحققه الجمعية لاحقًا.
* هل تعتقد أن تأسيس هذه الجمعية سينصف المسرح والمسرحيين؟
ـ بالتأكيد، إنصاف للمسرحيين الذين ظلوا لسنين طويلة ينتظرون اعترافًا رسميًا بمسرحهم وبتجاربهم المسرحية، وهذه الجمعية ستنصفهم وتنصف وجودهم، فقط ننتظر أن تفعل وسنرى لأي مدى سيستفيد المسرحيون منها.
* ماذا ينقصنا لتحسين الواقع الثقافي؟
ـ ينقصنا أن تتحول الثقافة إلى حالة شعبية، كما هو الحال مع الترفيه؛ لتكون قريبة من الناس، ولا ينظر لها كأنها حالة قادمة من زمن آخر، ولن يتحقق هذا دون فعل واستمرار فعاليات ونشاطات ثقافية تغطي كل مساحة المملكة، ويكون حضور هذه الفعاليات متاحًا للجميع.
* هل تؤمن بالشللية وتعتبرها مسيطرة على عالم الفنون؟
ـ بالتأكيد أؤمن بوجودها، لكنني لا أؤمن بها، كما يحسن بعض المشتغلين بالفنون صورتها، الشللية تضيع فرص كثير من المبدعين، الذين لا يملكون قدرة على تكوين علاقات واختراق شلل، فالمبدع يبحث عن منصة ينطلق منها، فإذا كانت المنصات الفنية تَسيطَر عليها شلل، فبالتأكيد لن تكون هناك مساحة لأي مبدع من خارج الشلة.
* ما هي خططك المستقبلية؟
ـ متفرغ حاليا لتجربة الدراما التليفزيونية، بالإضافة إلى كتابة النصوص المسرحية، ومواصلة تقديم حلقات بودكاست «تشاكيل مسرحية».
ينقصنا تحول الثقافة لحالة شعبية قريبة من الناس مثل الترفيه
الشللية تضيع فرص المبدعين الباحثين عن «منصة انطلاق»