د. خالد العرفج

يعتبر الساد المسمى العلمي الصحيح لمرض الماء الأبيض وهو من أكثر الأمراض التي تصيب العين انتشارا ويعرف بأنه عتامة تصيب عدسة العين الطبيعية وتؤدي إلى تدني القدرة البصرية وعدم وضوح الرؤية حسب قدر هذه العتامة، وقد تصل إذا زادت إلى عدم القدرة على تمييز الأشياء، ويعتبر الماء الأبيض هو أهم مسبب للعمى المسترد (الذي يمكن علاجه) في العالم.

تتمثل أعراض الساد الشائعة بضبابية وتشويش في الرؤية، صعوبة متزايدة في الرؤية ليلا، حساسية للضوء وجهر، هالات حول مصادر الضوء والحاجة إلى إضاءة أقوى للقراءة أو القيام بأعمال أخرى.

لا يغير الساد شيئا في مظهر العين، ولا يشكل خطرا على صحة العين، إلا إذا أصبح أبيض اللون بالكامل، وهو ما يسمى عندئذ «الساد الناضج» هذا الوضع قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط العين، آلام وصداع. عندها يجب إزالة الساد الناضج بشكل طارئ وعاجل.

وعادة ما تكون أسباب الساد مرتبطة بالعامل الوراثي، السن، إصابات العين، التعرض لأشعة الشمس بشكل مباشر ولفترات طويلة، تناول بعض العقاقير وخاصة الكورتيزون إذا استخدم على المدى البعيد وقد يولد الطفل بمرض الساد لأسباب جينية أو التهابات في الأم الحامل.

العلاج الوحيد للساد هو عملية جراحية لإزالة العدسة المعتمة وتعويضها بعدسة صناعية وقد تطورت جراحة الساد تطورا كبيرا خلال العقود الماضية ومن أهم طرق جراحة الساد: استخراج العدسة بالطرق القديمة ويتطلب إجراء شق كبير نسبيا (8-10 مم) تستخرج عبره العدسة تاركين المحفظة الخلفية سليمة ثم تزرع العدسة الصناعية داخل العين ويعقبها خياطة الجرح.

تفتيت العدسة بالفاكو: ويكون الشق هنا صغيرا (2.2 مم) يدخل عبره جهاز الفاكو الذي يقوم بتفتيت نواة العدسة عن طريق إصدار أمواج فوق صوتية كما يقوم بشفط النواة المفتتة والقشر ثم تدخل العدسة الصناعية عبر هذا الشق الصغير ولا حاجة هنا للخياطة.

وبالتوازي مع التقدم الجراحي الهائل في عمليات الساد فقد حدثت طفرة كبيرة أيضا في نوعية العدسات التي يتم زرعها داخل العين فأصبح لدينا اختيارات متعددة منها: عدسات أحادية البؤرة وتمتاز هذه العدسات برؤية ممتازة للمسافات البعيدة في مختلف ظروف الإضاءة، ولأن هذه العدسات لها بعد بؤري واحد (والذي يتم اختياره عادة لرؤية واضحة للمسافات البعيدة)، فإنه يكون هناك حاجة لاستخدام نظارة للقراءة -عدسات متعددة البؤرة وتقدم مجالا واسعا من الرؤية للأشياء القريبة والبعيدة في نفس الوقت وقد يكون هناك هالات حول الضوء في الضوء الخافت. ولها نوعان: النوع الأول عدسات ذات العمق الممتد وتقدم مجالا معقولا للأشياء المتوسطة والبعيدة. النوع الثاني عدسات تصحيح الانحراف (الاستجماتزم): يكون لها محور قادر على إصلاح درجات الانحراف مما يقلل الحاجة لاستخدام النظارات بعد عملية الساد.

يؤدي التأخر في إجراء العملية في حالات متقدمة جدا إلى ارتفاع ضغط العين أو ربما إلى عمى تام غير مسترد للأسف الشديد.

كذلك قد يحدث تصلب للعدسة الذي بدوره يترك أثرا على الخلايا المبطنة للقرنية مما يتسبب بأمراض في قرنية العين.

يعتقد الدكتور خالد العرفج بأن عملية الساد من العمليات ذات النتائج السريعة والمبهرة والتي من الممكن أن تحدت تغييرا في حياة الإنسان، فقد رأينا قصص نجاح لمرضى أجريت لهم عملية الساد وأدت إلى تغيير في نمط حياتهم.

@kmarfaj1‬‬