طارق آل مزهود - الدمام

21 ألف شخص يعانون قصورا نهائيا في وظائف الكلى بالمملكة سنويا

أكد مختصون على أهمية التبرع بالأعضاء، وأن شخصا واحدا قد يساهم في إنقاذ حياة عدة أشخاص، وأوضحوا خلال «قضية الأسبوع»، أن هناك بعض المعلومات المغلوطة عن التبرع، ومنها أن التبرع يسبب قصورا في وظائف الكلى، وذلك غير صحيح لأن الكلى تستطيع التكيف وظيفيا، ونسبة الإصابة بقصور وظائف الكلى للمتبرعين ضعيفة، والاعتقاد بأن المتبرع يحتاج أدوية «غير صحيح»، حيث يعيش المتبرع بشكل طبيعي دون أي أدوية ولا يسمى مريضا ويعيش بكامل صحته ويتابع في العيادات بشكل سنوي.

وأشاروا إلى أن إحصائيات المركز السعودي لزراعة الكلى عام 2019 أظهرت أن هناك 21 ألف شخص يعانون من قصور نهائي في وظائف الكلى، ولا يخضعون لأي نوع من أنواع الغسيل، ويزيد عددهم سنويا إلى 4 آلاف مريض.

تبرعت بكليتي لصديق قبل 5 سنوات

ذكر المواطن عبدالعزيز جمال الدوسري «متبرع»، أنه تبرع بالكلى عام 2017 لأحد الأصدقاء الذي كان يعاني من فشل كلوي ومطلوب له متبرع بالكلى، وقال: إن قصة التبرع بدأت، حيث كنت أعمل في أحد البنوك المحلية حينها وزارني الصديق بقصد إجراء خدمة في البنك، وكان تبدو عليه أعراض التعب والإرهاق، وطلب مني ماء في أسرع وقت وقمت بسؤاله ماذا بك فأجاب إنه يعاني من فشل كلوي حاد ويحتاج عملية زراعة كلى في أسرع وقت ممكن، فسألته وما المانع من إجراء العملية، فقال إنه إلى الآن لم يعثر على متبرع، وكان وقت إتمام معاملته سيستغرق ساعتي عمل، فقلت له اذهب وارجع بعد ساعتين وقمت بعمل اتصالاتي مع أحد أقاربي وهي عمتي، وتعمل في مستشفى الملك فيصل التخصصي لأسالها عن العملية ومخاطرها وأعراضها الجانبية، فردت بأن العملية سهلة وشجعتني وأعطتني دافعا قويا لإجرائها، وبعدها تواصلت مع والدي وأعطيته فكرة عن الموضوع وأيدني لإنقاذ حياة الصديق، وبعد ساعتين عاد الصديق إلى الفرع وأبلغته أني مستعد للذهاب معه لإجراء الفحوصات اللازمة قبل العملية، وجاءت النتائج متطابقة، وخلال شهر أجريت العملية، وأنا الآن بصحة جيدة.

سحب «الخلايا» والخروج بنفس يوم العملية

قال أحد المتبرعين الذي طلب عدم ذكر اسمه إنه تبرع انطلاقا من واجب ديني وإنساني وشعوره بعد التبرع بالمساهمة في صحة إنسان وحياته «بعد مشيئة الله» شعور كبير وجميل لا يوصف، وسأل الله القبول، مضيفا إنه بعد التسجيل في السجل السعودي والمطابقة مع مريض يحتاج فحوصات طبية شاملة، ثم العملية لسحب الخلايا وخرج بنفس يوم العملية مباشرة دون آلام تذكر، والآن بعد ثلاث سنوات الوضع لديه طبيعي ولله الحمد.

وطالب الجميع بالإطلاع على حاجة المرضى لمتبرعين بالخلايا الجذعية ومدى فائدة ذلك، والمبادرة بالتسجيل بالسجل السعودي، فشعور العطاء في هذه الحالات لا يوصف، والموفق من وجد له شخصا مطابقا بحاجته.

مبادرة «أملهم بالحياة» لنشر روح التكافل بالمجتمع

أشاد رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية السعودية لتنشيط التبرع بالأعضاء بالمنطقة الشرقية «إيثار» خليفة الضبيب، بتسجيل صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، وصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبدالعزيز نائب أمير المنطقة الشرقية «يحفظهما الله» في برنامج التبرع بالأعضاء، التابع للمركز السعودي للتبرع بالأعضاء، ودعوة سموهما كافة المواطنين والمقيمين إلى التسجيل في البرنامج، مبينا أن هذا التوجيه يأتي إرساءً لمبادئ الشريعة الإسلامية ومقاصدها السمحة، في الحث على التبرع بالأعضاء، وتحقيق مصالح التبرع من خلال تعزيز القيم المجتمعية النبيلة، وإحياء روح الإيثار بين أفراد المجتمع وتحفيزهم على رفع المعاناة عن بعضهم البعض، وكذلك تنمية الحس الوطني المرتبط بالتبرع بالأعضاء لسد حاجة مرضى الفشل العضوي، ونشر ثقافة العمل الخيري التطوعي لصالح مرضى الفشل العضوي لتقليل أعداد المرضى بقوائم انتظار زراعة الأعضاء، وأشار إلى أن هذا التوجيه يعد وسيلة كبيرة لنشر روح التكافل بين أفراد المجتمع، والتكامل بين مختلف المؤسسات المجتمعية لاستنهاض القيم والهمم الإسلامية وتحفيز المتبرعين للتبرع.

وقال الضبيب، إن المبادرة وما سبقها من مبادرة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين «يحفظهما الله»، غير مستغربة على قيادتنا الحكيمة، في إطار ما يحظى به مرضى الفشل العضوي النهائي من عناية بالغة وتشجيعًا من القيادة لعموم المواطنين والمقيمين على التسجيل في برنامج التبرع بالأعضاء، لما له من أهمية بالغة في منح الأمل للمرضى الذين تتوقف حياتهم على زراعة عضو جديد، مبينا أن الجمعية تسعى خلال الفترة المقبلة لتنفيذ العديد من المبادرات لدعم هذا التوجه ومن بينها مبادرة «أملهم بالحياة» لدعم مرضى الفشل الكلوي والتوسع في افتتاح مراكز للتبرع بالدم في كافة المجمعات التجارية بالمنطقة الشرقية، بالتعاون مع صحة الشرقية، وكذلك تكثيف البرامج التوعوية لما لها من أهمية بالغة في توعية المجتمع بأهمية التبرع، ومنح الأمل للمرضى ولأهميته كذلك في تقليص قوائم انتظار المرضى الذين تتوقف عملية تشافيهم على زراعة عضو جديد.وأشاد بسهول وصول الراغبين بالتبرع بالأعضاء والتسجيل عن طريق تطبيق «توكلنا».

أقل مضاعفات وأكثر أمانا من استئصال المرارة 40 مرة

أكد استشاري أمراض وزراعة الكلى والبنكرياس بمستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام د. فهد عيد العتيبي، أن قصور وظائف الكلى من أهم المشاكل الصحية التي يعاني منها العالم ويتجاوز عدد من يعانونه أكثر من 850 مليون مصاب، ويموت في الولايات المتحدة الأمريكية حوالي 17 شخصا يوميا ممن ينتظرون التبرع بكلى، وفي المملكة تشير الدراسات إلى أنه في كل 100 هناك من 5 - 6 أشخاص لديهم شكل من أشكال القصور المزمن في وظائف الكلى، و7 ٪ فقط منهم من يدركون إصابتهم، وأظهرت إحصائيات المركز السعودي لزراعة الكلى عام 2019 أن هناك 21 ألف شخص يعانون من قصور نهائي في وظائف الكلى، ولا يخضعون لأي نوع من أنواع الغسيل، ويزيد عددهم سنويا إلى 4 آلاف مريض.

وبين أن مصادر زراعة الكلى تكون من متبرع حي أو أحد أقارب المريض أو المتوفى دماغياً، وهي العملية التي تتم اختياراً وليس فيها إجبار للمتبرع . ويتم شرح المضاعفات للمرضى قبل التبرع، وتعد من أكثر العمليات أمانا وأقل في المضاعفات مقارنة بجميع العمليات الجراحية الأخرى، وتشير الدراسات إلى أنها أكثر أماناً 40 مرة من استئصال المرارة، وتسير بشكل سلس ويستطيع المريض بعد يومين من العملية مغادرة المستشفى.

وأوضح أن العملية تتم بواسطة المناظير ويكون هناك جرح بسيط أسفل السرة أو أعلاها، ووقت العملية بسيط جدا، ويستطيع المريض الخروج في اليوم الثاني أو الثالث متمتعا بصحة جيدة، مشيرا إلى أن الآثار الجراحية بالعادة تكون آلاما بسيطة بعد العملية، ودم في البول، إلا أن الجرح يلتئم بعد 6 أسابيع، والآثار طويلة الأجل هي احتمالية حدوث ارتفاع في ضغط الدم ويحدث بنسبة بسيطة، وفرص الإصابة بالفشل الكلوي محدودة جداً، والمتابعة ضرورية، ولا يحتاج المتبرعون بعد التبرع لأي أدوية، أو مثبطات مناعة.

وأكد أنه من ضروريات التبرع التأكد بشكل كامل من أهلية المتبرع، وعدم وجود موانع من مخاطر صحية على المتبرع، مثل السكر والضغط غير المتحكم فيه، وغيرها من الأمراض المزمنة النشطة التي قد تسبب مضاعفات بالكلى أو الصحة العامة، وقال إن التبرع يتم برضا تام من المتبرع وأي إكراه يبطل عملية التبرع مباشرة، ويجب أن يبلغ عمر المتبرع 18 عاما أو أكثر ويتمتع بصحة جيدة، وتعمل الكليتان لديه بكفاءة عالية، وألا يكون يعاني من أمراض نفسية أو تعاطي أي أدوية سواء المخدرة أو غيرها وخلال عملية التبرع يتم تقييم المتبرع تقييما نفسيا وجسديا وجراحيا واجتماعيا، ويوجد فريق متكامل للتأكد من ذلك، وتجرى الكثير من التحاليل للتأكد من أهلية المتبرع.ونصح المتبرعين بعد العملية بعدم حمل أي شيء ثقيل خلال أول فترة من بعد التبرع، حتى التأكد من التئام الجرح.

فتوى «كبار العلماء» بالإجازة حسمت القضية ودرأت الشبهات

أوضح رئيس لجنة الشفاعة الحسنة د. خالد العبدالكريم، أن مبادرة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين «يحفظهما الله» بالتسجيل في برنامج التبرع بالأعضاء، يعد قدوة لأبناء المجتمع، ويعمل على إرساء مبادئ ديننا الحنيف ويحثنا على حب الخير للغير والأعمال الصالحة ويعود بالنفع على إخواننا في الله، وحث على تفاعل المجتمع إيجابيا مع المبادرة والعمل على تحقيق أهدافها ومقاصدها النبيلة بما يعود على المصابين بالقصور العضوي بالنفع وتخفيف معاناتهم وآلامهم، والمساهمة في نشر الوعي الصحي بثقافة التبرع وزراعة الأعضاء.

وأشار العبدالكريم إلى محورية دور «لجنة الشفاعة الحسنة» في إقناع ذوي المتوفين دماغيا بالتبرع بالأعضاء، استنادًا على آراء الفقهاء في مسألة التبرع بالأعضاء، وكيف حسم الرأي الفقهي المسألة بجواز التبرع بالأعضاء درءاً للشبهات التي يتم تداولها، فالعلماء هم أعلم الناس بحاجة الناس للناس، حيث صدرت فتوى من هيئة كبار العلماء بإجازة التبرع بالأعضاء والتي تعتبر الرأي الشرعي المعتمد في المملكة، بالإضافة لقرار مجمع الفقه الإسلامي، والذي يجيز للإنسان التبرع بأعضائه قولا واحدا، وأن المتبرع بأعضائه يجازى بالخير على تبرعه خاصة أنه قدم أعظم صدقة لغيره وساهم في إحياء النفس التي أمر الله.

وطرح العبدالكريم قصة فتاة متوفاة وافق ذووها على التبرع بأعضائها بعد مقابلة ممثلي لجنة الشفاعة الحسنة لتساهم في إنقاذ 7 مرضى محتاجين من تبرعها لينعموا بحياة طبيعية، ويجدوا اليسر بعد العسر بفضل الله.

وأضاف: إن آلية عمل لجنة الشفاعة الحسنة تقوم على إبلاغها بحالات الوفاة الدماغية الموثقة في المنطقة الشرقية، ثم مقابلة ذوي المتوفين بعد تأكيد الوفاة الدماغية لهم لإقناعهم بالتبرع بالأعضاء، وأن اللجنة تعتبر كيانا منفصلا عن أقسام المستشفيات المختصة بتوثيق الوفاة الدماغية لتفادي تضارب المصالح وللتوثق من الوفاة الدماغية درءا للشبهات، ثم تتحرك اللجنة للمقابلة بعد ثبوت الوفاة ودعا المجتمع إلى التسجيل كمتبرعين بالأعضاء من خلال منصة «توكلنا» أسوة بولاة الأمر، ونشرها لأهاليهم ومعارفهم ليعم الخير.

حجز العملية لمصابي فشل الجهاز التنفسي

قال مدير برنامج زراعة الرئة بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض استشاري جراحة الصدر وزراعة الرئة بالمستشفى د. محمد حسين، إن زراعة الرئة هي إجراء جراحي لاستبدال الرئة المريضة برئة سليمة، عادة من متبرع متوفى، ويتم حجز عملية الزراعة للأشخاص المصابين بفشل الجهاز التنفسي الذين جربوا أدوية أو علاجات أخرى، ولكن لم تتحسن حالاتهم بشكل كافٍ، وقد تخلق الرئة غير الصحيّة أو التالفة مشكلة للجسم بمنع الحصول على الأوكسيجين الذي يحتاجه الجسم، ويمكن لمجموعة متنوعة من الأمراض والحالات المرضية أن تضر بالرئة، وتعيق قدرتها على العمل بشكل فعال، من بينها: مرض الانسداد الرئوي المزمن بما فيه انتفاخ الرئة والتليف الرئوي والتليف الكيسي ونقص ألفا -1 انتي تريبسين وساركويد وارتفاع ضغط الدم الرئوي وتوسع القصبات الشديد وتحطب الرئة وأنواع زراعة الرئة.

ويمكن للأشخاص الأصحاء غير المدخنين التبرع بفص من الرئة إلى المريض إذا تم التوافق بالنسبة للفحوصات مع المتبرع.

زراعة النخاع العظمي ليست عملية جراحية

ذكرت مدير السجل السعودي للمتبرعين بالخلايا الجذعية د. دنيا جودت أن زراعة النخاع العظمي أو الخلايا الجذعية علاج طبي يتم فيه نقل الخلايا الجذعية، إما من نفس المريض أو من متبرع آخر لعلاج عدد من الأمراض مثل سرطان الدم وسرطان الغدد الليمفاوية وأمراض فشل النخاع العظمي وبعض أمراض الدم أو نقص المناعة الوراثية، وخلافا للانطباع السائد فزراعة النخاع العظمي ليست عملية جراحية، وإنما تتم بطريقة مشابهة لعملية نقل الدم بعد إعطاء المريض جرعات تحضيرية بالعلاج الكيميائي أو الإشعاعي، والخلايا الجذعية لها القدرة على الانقسام وتعويض الخلايا التالفة في أنسجة الجسم ومن هذه النظرية أتت فكرة زراعة الخلايا الجذعية في علاج أمراض فشل النخاع العظمي أو أمراض الدم الأخرى، مشيرة إلى أن الأمراض التي تمت معالجتها بواسطة الخلايا الجذعية هي سرطان الدم، سرطان الغدد اللمفاوية وأمراض الدم المناعية والوراثية، وأشارت إلى استفادة 83 حالة من التبرع.

السجل السعودي للمتبرعين بالخلايا الجذعية:

80

ألف مسجل ومسجلة

الأكبر من نوعه في العالم العربي

مصدر رئيسي للمرضى الذين لم يجدوا متبرعا مطابقا من أقاربهم

60 ٪ من الأطفال و30 ٪ من البالغين لا يجدون متبرعا مطابقا من نفس الأسرة

الهدف: توفير قاعدة بيانات للأشخاص الراغبين بالتبرع

2011

تأسس بمركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبية

شروط التسجيل:

العمر: 18 إلى 49 سنة

أن يكون المتبرع بصحة جيدة

الاستعداد التام للتبرع

طريقتا التبرع:

جمع الخلايا من دم الوريد بعد إجراء الفحوصات اللازمة

تستغرق 3 إلى 5 ساعات ويمكن للمتبرع الأكل والشرب ومشاهدة التلفاز أو القراءة خلال العملية

عن طريق النخاع العظمي

عملية جراحية يتم فيها تخدير المتبرع ولا يشعر بألم

1998

بدء برنامج «زراعة الرئة» بمستشفى الملك فيصل التخصصي

زراعة كاملة تستغرق 6 إلى 12 ساعة

رئة واحدة تستغرق 4 إلى 8 ساعات

«فص» تجرى غالبًا للأطفال

القلب والرئتين من متبرع متوفى

أنواع العمليات:

٪85من المتبرعين شعروا بسعادة بعملية التبرع

٪95 لديهم الرغبة في التبرع بأعضاء أخرى

35 - 40 «رئة» سنويا