تتميز بمعايير علمية صارمة وتمنح قيمة كبيرة للحاصلين عليها.. الفائزون:
أكد الفائزون بجائزة الملك فيصل العالمية أهمية الجائزة كونها لها أثر واضح في خدمة الإسلام والمسلمين في المجالات الفكرية والعلمية، وإثراء الفكر الإنساني وتأصيل المبادئ والقيم الإسلامية في الحياة الاجتماعية وإبرازها للعالم، وذلك وفق معايير علمية صارمة، وتكريم الشخصيات الأكثر عطاء وإبداعًا وتأثيرًا في حركة الثقافة العربية والعالمية، جاء ذلك بعد حفل تكريم الفائزين بجائزة الملك فيصل العالمية لعامي 2020 و2021، العربية والتقنية.
تطويع التقنيات
وقال الفائز بجائزة خدمة الإسلام لعام 2021 محمد بن عبدالرحمن الشارخ، الذي كان له دور بارز في دعم وغرس روح البحث والتجديد والابتكار لحفظ التراث الإسلامي من خلال التقنية الحديثة: يمثل الحصول على جائزة الملك فيصل السنوية أقصى طموح لمَن يعمل في البلاد العربية أو الإسلامية في مجال الإبداع العلمي أو الأدبي، ويقينا فإن حصولي على الجائزة يمثل مكافأة لما بذلته طيلة عمري الطويل لتطويع تقنيات الكمبيوتر لخصائص ومتطلبات اللغة العربية، كما أنه تشجيع لنا كي نستمر في هذا الجهد حتى تتمكن العربية من مواكبة التطورات التقنية العالمية في مجالي اللغويات والحوسبة، ولا شك أن عملنا في هذا المجال يسهم ويكمل الأبحاث والدراسات المختلفة في العديد من الجامعات العربية، التي عليها أن تقوم بهذا الدور، الذي لا يمكن أن يكون مسؤولية طرف آخر.
تطوير المصحح وأضاف: يبلغ عدد مستخدمي الإنترنت العرب حوالي 350 مليون شخص، هؤلاء يحتاجون إلى أدوات تساعدهم على الكتابة السليمة باللغة العربية، وإلا فإنهم سينزلقون لاستخدام رموز ومصطلحات جديدة قد تنمو وتتطور فتصبح لغة متداولة، كالأوردو التي هي مزيج من التركية والفارسية والعربية، ولذا فنحن نعمل الآن على تطوير المصحح الآلي، الذي يصحح آليا الأخطاء النحوية والإملائية بدقة كبيرة جدا تضاهي التصحيح البشري، الذي يختلف عادة من لغوي إلى آخر، وسنوفره على الإنترنت بكل وسائل التواصل الحديثة سواء أجهزة الهاتف الجوال أو تويتر أو جوجل كروم أو مايكروسوفت وورد، وسنحتاج إلى فترة زمنية يصعب تحديدها الآن كي يتوصل مستخدمو الإنترنت إلى أهمية هذه الحلول، لأنهم لم يتعودوا استعمال أدوات تصحيح في السابق، ولكن مع الوقت ستعتمد فئات كثيرة على هذا المنتج لتحسين كتابتها، مثل المذيعين والصحفيين ورجال القضاء والمحامين وطلبة الآداب، وهذا هو الدور الذي نأمل أن نسهم به في تحديث العربية.
دراسات القدس
أما مدير مركز الحسن لدراسات القدس، رئيس مؤسسة التراث العربي محمد هاشم غوشة، الفائز في موضوع «تراث القدس الإسلامي»، فقال: عندما كنت في السادسة عشرة من عمري صنفت كتابا عن القدس بعنوان «القدس الشامخة عبر التاريخ»، وقد جعل مني هذا الكتاب أصغر مؤرخ في العالم، وكان حلمي الكبير أن أحظى ذات يوم بالفوز بجائزة الملك فيصل، كون هذه الجائزة لكبار العلماء في العالم، وهو ما جعلني أكرس حياتي كلها من أجل العلم والبحث العلمي والقدس، وفوزي بالجائزة يعني لي الكثير، فهو يأذن بدخولي في مرحلة علمية جديدة في مصاف الكبار، ويجعلني أخرج إلى حيز النور أعمالا كبيرة للقدس وتراثها الحضاري، فالقدس تستحق منا أن نقدرها ونبقيها حاضرة في الضمير الإنساني والوجدان، كما كان لوالدي -رحمه الله- الفضل فيما أنا عليه اليوم، إذ أتذكر جيدا كيف كان يمسك بيدي وينطلق معي للبحث عن وسيلة لنشر كتابي الأول، لقد عاشت القدس في ضميري وخاطري، وكل ما أتمناه في هذه الدنيا أن أترك بصمة من خلال أعمالي الأكاديمية.
منهج عصريوتابع: بلغ عدد المجلدات، التي نشرتها حتى اليوم 74 مجلدا، وأتطلع أن أنشر موسوعتين كبيرتين هذا العام تليقان بالقدس، لقد أدخلت منهجا عصريا جديدا في توثيق القدس، بما يواكب القرن الحادي والعشرين، فأصبحت الصورة والوثيقة والخريطة والرسم المعماري والنقش والرسمة التاريخية، وحتى الأختام والرنوك والقطع المتحفية، مادة علمية تستعرض تاريخ القدس وتراثها الثقافي والحضاري، وسأكمل الطريق من أجل القدس على أمل أن يأتي يوم يتمكن فيه كل عربي ومسلم أن يكحل عينيه بالنظر إلى حجارة القدس العتيقة.
اختصاصات عالمية
أما أستاذ البلاغة والنقد الأدبي الفائز بجائزة موضوع «البلاغة الجديدة» د. محمد مشبال، فقال: جائزة الملك فيصل أكثر الجوائز العربية قيمة، وهي جائزة عالمية لأن المرشحين واختصاصات الجائزة هي اختصاصات عالمية، تشمل الفيزياء والرياضيات والطب وفروع المعرفة، وهذه عادة يفوز بها أجانب بالنظر إلى التطور العلمي، التي تكون عليه الجامعات الأجنبية في هذه المجالات، وهناك تخصصان يمكن أن نقول إنهما يتوجهان إلى المرشح العربي، هما «الدراسات الإسلامية» و«اللغة العربية»، وإن كانا بمفهومهما العالمي يتوجهان إلى المستعربين كما حصل في الجائزة السابقة، وهي جائزة بمقاييس علمية صارمة جدا، كما أن الجائزة تستمد قيمتها من قيمة الفائزين في الاختصاصات العلمية، فالذين حصلوا عليها عبر التاريخ هم من كبار العلماء والمثقفين في العالم العربي، وهذا يضيف قيمة للجائزة أيضا، فالجائزة ليست في حد ذاتها قيمة فقط، بل حتى الذين فازوا بها يمتلكون هذه القيمة.
البلاغة الجديدةوأشار إلى أن هناك تفاعلا في إضفاء القيمة بين الجائزة والفائز بها، وقال: الجائزة توجت مرحلة من تأليفي في مجال البلاغة، وكنت في حاجة إلى هذا الفوز، وإن كنت لم أتوقعه إطلاقا لأني لم أكن أتصور أن الجائزة يمكن يوما ما أن تطرح موضوع البلاغة الجديدة بهذه الدقة المتناهية، وهو الموضوع الذي ألفت فيه أكثر من كتاب، وهو ما جعلني أفوز بها، واجتهاداتي منذ بداية التسعينيات في هذا المجال حظيت بهذا التقدير العلمي الكبير، ما جعلني أتحمس أكثر وأثق في هذا المشروع أكثر، لأن لجانا متعددة تعاقبت على تقييم أعمالي في هذه الجائزة، وذلك يحفزني على المزيد من العطاء، فالجائزة أعطت وجها آخر للبلاغة في الثقافة المعاصرة، وبفضلها أصبح هناك إقبال على معرفة ماذا تعني البلاغة الجديدة.
الشارخ: تتويج لجهودي في تطويع تقنيات الكمبيوتر لمتطلبات العربية
غوشة: الفوز يأذن بدخولي مرحلة علمية جديدة في مصاف الكبار
د. مشبال: الجائزة منحت البلاغة الجديدة وجها آخر في الثقافة المعاصرة
تطويع التقنيات
وقال الفائز بجائزة خدمة الإسلام لعام 2021 محمد بن عبدالرحمن الشارخ، الذي كان له دور بارز في دعم وغرس روح البحث والتجديد والابتكار لحفظ التراث الإسلامي من خلال التقنية الحديثة: يمثل الحصول على جائزة الملك فيصل السنوية أقصى طموح لمَن يعمل في البلاد العربية أو الإسلامية في مجال الإبداع العلمي أو الأدبي، ويقينا فإن حصولي على الجائزة يمثل مكافأة لما بذلته طيلة عمري الطويل لتطويع تقنيات الكمبيوتر لخصائص ومتطلبات اللغة العربية، كما أنه تشجيع لنا كي نستمر في هذا الجهد حتى تتمكن العربية من مواكبة التطورات التقنية العالمية في مجالي اللغويات والحوسبة، ولا شك أن عملنا في هذا المجال يسهم ويكمل الأبحاث والدراسات المختلفة في العديد من الجامعات العربية، التي عليها أن تقوم بهذا الدور، الذي لا يمكن أن يكون مسؤولية طرف آخر.
تطوير المصحح وأضاف: يبلغ عدد مستخدمي الإنترنت العرب حوالي 350 مليون شخص، هؤلاء يحتاجون إلى أدوات تساعدهم على الكتابة السليمة باللغة العربية، وإلا فإنهم سينزلقون لاستخدام رموز ومصطلحات جديدة قد تنمو وتتطور فتصبح لغة متداولة، كالأوردو التي هي مزيج من التركية والفارسية والعربية، ولذا فنحن نعمل الآن على تطوير المصحح الآلي، الذي يصحح آليا الأخطاء النحوية والإملائية بدقة كبيرة جدا تضاهي التصحيح البشري، الذي يختلف عادة من لغوي إلى آخر، وسنوفره على الإنترنت بكل وسائل التواصل الحديثة سواء أجهزة الهاتف الجوال أو تويتر أو جوجل كروم أو مايكروسوفت وورد، وسنحتاج إلى فترة زمنية يصعب تحديدها الآن كي يتوصل مستخدمو الإنترنت إلى أهمية هذه الحلول، لأنهم لم يتعودوا استعمال أدوات تصحيح في السابق، ولكن مع الوقت ستعتمد فئات كثيرة على هذا المنتج لتحسين كتابتها، مثل المذيعين والصحفيين ورجال القضاء والمحامين وطلبة الآداب، وهذا هو الدور الذي نأمل أن نسهم به في تحديث العربية.
دراسات القدس
أما مدير مركز الحسن لدراسات القدس، رئيس مؤسسة التراث العربي محمد هاشم غوشة، الفائز في موضوع «تراث القدس الإسلامي»، فقال: عندما كنت في السادسة عشرة من عمري صنفت كتابا عن القدس بعنوان «القدس الشامخة عبر التاريخ»، وقد جعل مني هذا الكتاب أصغر مؤرخ في العالم، وكان حلمي الكبير أن أحظى ذات يوم بالفوز بجائزة الملك فيصل، كون هذه الجائزة لكبار العلماء في العالم، وهو ما جعلني أكرس حياتي كلها من أجل العلم والبحث العلمي والقدس، وفوزي بالجائزة يعني لي الكثير، فهو يأذن بدخولي في مرحلة علمية جديدة في مصاف الكبار، ويجعلني أخرج إلى حيز النور أعمالا كبيرة للقدس وتراثها الحضاري، فالقدس تستحق منا أن نقدرها ونبقيها حاضرة في الضمير الإنساني والوجدان، كما كان لوالدي -رحمه الله- الفضل فيما أنا عليه اليوم، إذ أتذكر جيدا كيف كان يمسك بيدي وينطلق معي للبحث عن وسيلة لنشر كتابي الأول، لقد عاشت القدس في ضميري وخاطري، وكل ما أتمناه في هذه الدنيا أن أترك بصمة من خلال أعمالي الأكاديمية.
منهج عصريوتابع: بلغ عدد المجلدات، التي نشرتها حتى اليوم 74 مجلدا، وأتطلع أن أنشر موسوعتين كبيرتين هذا العام تليقان بالقدس، لقد أدخلت منهجا عصريا جديدا في توثيق القدس، بما يواكب القرن الحادي والعشرين، فأصبحت الصورة والوثيقة والخريطة والرسم المعماري والنقش والرسمة التاريخية، وحتى الأختام والرنوك والقطع المتحفية، مادة علمية تستعرض تاريخ القدس وتراثها الثقافي والحضاري، وسأكمل الطريق من أجل القدس على أمل أن يأتي يوم يتمكن فيه كل عربي ومسلم أن يكحل عينيه بالنظر إلى حجارة القدس العتيقة.
اختصاصات عالمية
أما أستاذ البلاغة والنقد الأدبي الفائز بجائزة موضوع «البلاغة الجديدة» د. محمد مشبال، فقال: جائزة الملك فيصل أكثر الجوائز العربية قيمة، وهي جائزة عالمية لأن المرشحين واختصاصات الجائزة هي اختصاصات عالمية، تشمل الفيزياء والرياضيات والطب وفروع المعرفة، وهذه عادة يفوز بها أجانب بالنظر إلى التطور العلمي، التي تكون عليه الجامعات الأجنبية في هذه المجالات، وهناك تخصصان يمكن أن نقول إنهما يتوجهان إلى المرشح العربي، هما «الدراسات الإسلامية» و«اللغة العربية»، وإن كانا بمفهومهما العالمي يتوجهان إلى المستعربين كما حصل في الجائزة السابقة، وهي جائزة بمقاييس علمية صارمة جدا، كما أن الجائزة تستمد قيمتها من قيمة الفائزين في الاختصاصات العلمية، فالذين حصلوا عليها عبر التاريخ هم من كبار العلماء والمثقفين في العالم العربي، وهذا يضيف قيمة للجائزة أيضا، فالجائزة ليست في حد ذاتها قيمة فقط، بل حتى الذين فازوا بها يمتلكون هذه القيمة.
البلاغة الجديدةوأشار إلى أن هناك تفاعلا في إضفاء القيمة بين الجائزة والفائز بها، وقال: الجائزة توجت مرحلة من تأليفي في مجال البلاغة، وكنت في حاجة إلى هذا الفوز، وإن كنت لم أتوقعه إطلاقا لأني لم أكن أتصور أن الجائزة يمكن يوما ما أن تطرح موضوع البلاغة الجديدة بهذه الدقة المتناهية، وهو الموضوع الذي ألفت فيه أكثر من كتاب، وهو ما جعلني أفوز بها، واجتهاداتي منذ بداية التسعينيات في هذا المجال حظيت بهذا التقدير العلمي الكبير، ما جعلني أتحمس أكثر وأثق في هذا المشروع أكثر، لأن لجانا متعددة تعاقبت على تقييم أعمالي في هذه الجائزة، وذلك يحفزني على المزيد من العطاء، فالجائزة أعطت وجها آخر للبلاغة في الثقافة المعاصرة، وبفضلها أصبح هناك إقبال على معرفة ماذا تعني البلاغة الجديدة.
الشارخ: تتويج لجهودي في تطويع تقنيات الكمبيوتر لمتطلبات العربية
غوشة: الفوز يأذن بدخولي مرحلة علمية جديدة في مصاف الكبار
د. مشبال: الجائزة منحت البلاغة الجديدة وجها آخر في الثقافة المعاصرة