إحدى المشاهير حلقت شعرها كاملا بعدما تم طلاقها بسبب حزنها من فشل زواجها، وأخرى احتفلت بطلاقها ووزعت الهدايا، فالطلاق يعني نهاية ألم لو كان برغبة الطرفين أو بداية ألم لو كان برغبة واحدة، والمحزن في الطلاق حتى لو كان برغبة الطرفين أنه يشعر كل طرف بالرجوع لنقطة البداية من جديد، ومواجهة التحديات مثل الأولاد والسكن والمصاريف والأمان ونظرة الناس والحضانة وغيرها، وحتى في حالة الزواج الثاني، فإن المقارنة بين الزواجين تشغل البال كذلك.
أعرف أرملتين في أواخر العشرينيات من العمر، الأولى اختارت تربية أولادها وضحت بحاجتها للزواج، ورفضت كل عروض الزواج، والثانية تزوجت رجلا بالسر وتنازلت عن العدل في المبيت، وأخفت ذلك عن أهل زوجها المتوفي لتستمر بحضانة أولادها.
ولهذا القرآن الكريم لم يهمل الجانب العاطفي والنفسي للمطلقين والأرامل، وقد لفت نظري بعض الآيات، ومنها أن الله تعالى تكفل بهم وهذا وحده كاف لتخفيف الألم والشعور بالظلم والحزن، قال تعالى: (وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته وكان الله واسعا حكيما)، وقد بيّن الله في هذه الآية أن الزواج قد ينتهى لأي سبب كان، والجميل أن الله سيغني كل واحد منهما الرجل أو المرأة من سعته سواء بعد الطلاق أو الوفاة، وهذا يعني أنه لا مكان لحمل هموم الرزق والحياة، ويعني كذلك أن الافتراق له حكمة، وهذه الحكمة ستظهر عاجلا أم آجلا.
أما الحقيقة الثانية، فإن الطلاق أو وفاة أحد الطرفين ليس نهاية الحياة، فقد يكون بداية جديدة لحياة أفضل، قال تعالى: (فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا)، وقال: (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون)، والقاعدة هذه للزواج والطلاق معا، وهنا يأمرنا الله ألا نستعجل في الحكم على الأشياء، وأن الألم قد يكون فيه خير كبير يكتشف في المستقبل.
أما الحقيقة الثالثة، فإن مَن يريد الراحة من تحديات الحياة بعد الطلاق أو الترمل يكون بأمرين: التقوى والتوكل على الله، كما قال تعالى: (ومن يتق الله يجعل له مخرجا)، وقال: (ومن يتوكل على الله فهو حسبه)، ففي التقوى والتوكل علاج لمشكلة الحزن واليأس والإحباط والقلق والخوف بعد حصول الطلاق أو الوفاة.
أما الحقيقة الرابعة، فإن المطلقة لو أرادت الرجوع لطليقها، فهي تمتلك القرار، ولن يستطيع أحد حتى أهلها أن يقفوا في وجهها، قال تعالى: (وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن إذا تراضوا بينهم بالمعروف) فلا يحق لأب أو أخ أن يمنع العودة لأن القرار بيد الزوجين لو رغبا بالعودة على أن يكون بالتراضي بالمعروف، قال تعالى: (وبعولتهن أحق بردهن)، أي أزواجهم أحق بردهن، فالقرآن حفظ حقوق المرأة المطلقة والأرملة من ظلم الأهل أو ظلم المجتمع.
والحقيقة الخامسة، مَن يتأمل كل آيات الطلاق لا يجد ذكرا لمراعاة الأولاد عند اتخاذ قرار الطلاق مطلقا، والحكمة هي أن الله لا يريد أن يعيش أي زوجين متخاصمين وحياتهما أقرب إلى الجحيم من أجل الأولاد، بل يريد الله الزوجين يكونان متحابين، أما الأولاد فقد شرع لهم الحضانة ونظمها بما يحقق مصلحتهم، ولو قررت الزوجة الصبر من أجل الأولاد، فهذا من حقها.
والحقيقة السادسة في سورة البقرة آية 235 يمكنكم قراءتها، التي تفيد الدعم المطلق للأرملة في أسوأ حالتها النفسية عند فقدان زوجها لكي تعيش حزنها وتفكر في مستقبلها أثناء عدتها من غير زواج أو خطبة، وآخر حقيقة قوله تعالى: (ولا تنسوا الفضل بينكم)، فهي قاعدة قرآنية لكل زوجين ليتذكرا أن بينهما أياما وذكريات جميلة حتى لو صار الفراق.
@drjasem
أعرف أرملتين في أواخر العشرينيات من العمر، الأولى اختارت تربية أولادها وضحت بحاجتها للزواج، ورفضت كل عروض الزواج، والثانية تزوجت رجلا بالسر وتنازلت عن العدل في المبيت، وأخفت ذلك عن أهل زوجها المتوفي لتستمر بحضانة أولادها.
ولهذا القرآن الكريم لم يهمل الجانب العاطفي والنفسي للمطلقين والأرامل، وقد لفت نظري بعض الآيات، ومنها أن الله تعالى تكفل بهم وهذا وحده كاف لتخفيف الألم والشعور بالظلم والحزن، قال تعالى: (وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته وكان الله واسعا حكيما)، وقد بيّن الله في هذه الآية أن الزواج قد ينتهى لأي سبب كان، والجميل أن الله سيغني كل واحد منهما الرجل أو المرأة من سعته سواء بعد الطلاق أو الوفاة، وهذا يعني أنه لا مكان لحمل هموم الرزق والحياة، ويعني كذلك أن الافتراق له حكمة، وهذه الحكمة ستظهر عاجلا أم آجلا.
أما الحقيقة الثانية، فإن الطلاق أو وفاة أحد الطرفين ليس نهاية الحياة، فقد يكون بداية جديدة لحياة أفضل، قال تعالى: (فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا)، وقال: (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون)، والقاعدة هذه للزواج والطلاق معا، وهنا يأمرنا الله ألا نستعجل في الحكم على الأشياء، وأن الألم قد يكون فيه خير كبير يكتشف في المستقبل.
أما الحقيقة الثالثة، فإن مَن يريد الراحة من تحديات الحياة بعد الطلاق أو الترمل يكون بأمرين: التقوى والتوكل على الله، كما قال تعالى: (ومن يتق الله يجعل له مخرجا)، وقال: (ومن يتوكل على الله فهو حسبه)، ففي التقوى والتوكل علاج لمشكلة الحزن واليأس والإحباط والقلق والخوف بعد حصول الطلاق أو الوفاة.
أما الحقيقة الرابعة، فإن المطلقة لو أرادت الرجوع لطليقها، فهي تمتلك القرار، ولن يستطيع أحد حتى أهلها أن يقفوا في وجهها، قال تعالى: (وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن إذا تراضوا بينهم بالمعروف) فلا يحق لأب أو أخ أن يمنع العودة لأن القرار بيد الزوجين لو رغبا بالعودة على أن يكون بالتراضي بالمعروف، قال تعالى: (وبعولتهن أحق بردهن)، أي أزواجهم أحق بردهن، فالقرآن حفظ حقوق المرأة المطلقة والأرملة من ظلم الأهل أو ظلم المجتمع.
والحقيقة الخامسة، مَن يتأمل كل آيات الطلاق لا يجد ذكرا لمراعاة الأولاد عند اتخاذ قرار الطلاق مطلقا، والحكمة هي أن الله لا يريد أن يعيش أي زوجين متخاصمين وحياتهما أقرب إلى الجحيم من أجل الأولاد، بل يريد الله الزوجين يكونان متحابين، أما الأولاد فقد شرع لهم الحضانة ونظمها بما يحقق مصلحتهم، ولو قررت الزوجة الصبر من أجل الأولاد، فهذا من حقها.
والحقيقة السادسة في سورة البقرة آية 235 يمكنكم قراءتها، التي تفيد الدعم المطلق للأرملة في أسوأ حالتها النفسية عند فقدان زوجها لكي تعيش حزنها وتفكر في مستقبلها أثناء عدتها من غير زواج أو خطبة، وآخر حقيقة قوله تعالى: (ولا تنسوا الفضل بينكم)، فهي قاعدة قرآنية لكل زوجين ليتذكرا أن بينهما أياما وذكريات جميلة حتى لو صار الفراق.
@drjasem