د. شلاش الضبعان يكتب:

حتى من تحب تحتاج أن تقف أمامه وليس في صفه دوماً، بل إن التغير بتغير مصلحته هي الصداقة الحقيقية، وما يحدث من البعض -من رأسه أو من غيره تحت ضغط المقارنة- يحتاج إعادة نظر لأن له آثاره الخطيرة على حياتهم، وعلى من حولهم.

يتساهل في الديون من أجل كماليات لا يحتاجها، أو ضروريات ليس هذا وقتها، وإذا وضعوا أمامه العقد وقع مغمض العينين دون أن يناقش بل ويشكر ويشعر بالفضل، ثم إذا وقع في المصيدة بدأ يهاجم البنوك التي تمتص الدماء وتعيش على راتبه، وفوق ذلك عندما تتاح له أقرب فرصة عالج المصيبة بمصيبة وأخذ قرضاً جديداً وهؤلاء هم الغنيمة الباردة للبنوك.

يسابق على أحدث الصيحات من الجوالات وغيرها، ولا يترك وتترك مقهى إلا ومرَّا عليه، رغم أن الراتب بالكاد يصل لقيمة الجوال، ولا يغطي على تكاليف عدة جلسات في المقهى، فإذا جاء نصف الشهر وجدت الجوالات المستعملة تملأ السوق للبيع، ولا تكاد ترى من يجلس على كوفي.

نحتاج لإعادة النظر في التعامل مع الديون، فستظل واقعاً ولن نقضي عليها، ولكن نستطيع أن ننقذ منها من ليس بحاجة لها حقيقة وهذا هو الفرق بين الأمس واليوم، والتحرر من إدمان الديون بالاستعانة بالله، والتعقل، وحسن السياسة المالية، وعدم الانسياق للدعايات التي تحاصرنا، والصبر فهناك كثير من القضايا يمكن أن تؤجل حتى نجمع ما يمكننا من شرائها بدون أن نقع في الديون التي سنعاني منها طويلاً.

قال أحدهم بسعادة وهو يرى الإعلان المغري: قسط السيارة الشهري ما هو كبير ويتحمله راتبي، فسأله ناصح: ولكن كم حسبت عليك السيارة؟ وكم سنة ستبقى مديوناً؟ وكم زاد سعرها بالأقساط عن النقدي؟! لم يجب طبعاً لأن الأهم قيمة القسط الشهري، وكل هذه لم تُحسب مع شديد الأسف!

ونحتاج لإعادة النظر في طريقة التعامل مع العقود، وألا نوقع على أي شيء إلا بعد قراءته وفهم ما يترتب عليه، أو الاستعانة بمتخصصين، يقول أحد الظرفاء: نحن الوحيدون الذين نوقع على العقد بدون قراءة لأننا نتكاسل عن مراجعة بنود العقد الطويلة، وأسرع من يضغط موافق عند شراء برنامج بدون تدقيق فيما وافقنا عليه.

@shlash2020