صفاء قرة محمد ـ بيروت

«الجبهة السيادية» تتهم الدولة اللبنانية بالرضوخ للاحتلال الإيراني

تعد الطائفة الشيعية في لبنان من أكثر المتضررين من مؤامرات ونفوذ الثنائي (حزب الله وأمل) على الشعب، وذلك لأسباب كثيرة، أولها أنهم يعيشون في الفقر والعوز إما بسبب أنهم لا ينتمون للمجموعات الحزبية أو الميليشياوية التي تتغذى من فساد الإثنين، أو لأنهم أصبحوا على القائمة السوداء عربيا ودوليا إن أرادوا البحث عن الأمن والاستقرار خارج الحدود.

إلا أن أطماع «حزب الله» وحركة «أمل» لم تتوقف في استخدام هذه الطائفة وأبنائها، إما وقودا وجنودا في الحروب التي خاضها «حزب الله» في سوريا واليمن والعراق ولبنان، أو كمجموعات حشدية ولشد العصب وللتهويل به لزرع الخوف والقلق في نفوس اللبنانيين، غير أن التلويح بالتصعيد الشيعي هو سيد الموقف إذا لم تتم الاستجابة إلى مطالبهم.

وعلمت (اليوم) أن «جديد حزب الله وفي محاولة للهروب من النقمة الجنوبية عليه بسبب حالة العوز والفقر التي حلت بهم، بات يتلطى خلف حركة «أمل»، التي زرعت بدورها جيشا من المتنفعين في مؤسسات الدولة من مياه وكهرباء واتصالات وبريد، ليهرب من المساءلة الشعبية، وهو لا يجد ما يبرر به للناس الانهيار الكارثي الحاصل، خاصة مع إعلاء الصوت مرارا وتكرارا، والتلويح بتصعيد المواقف الشعبية أمام وسائل الإعلام، الأمر الذي لا يناسب الثنائي الشيعي الذي يسعى دائما إلى كبت الأصوات».

«يوم الغضب».. عناصر للجيش في تقاطع رئيسي أغلق بإطارات محترقة (د ب أ)


خميس الغضب

وفي هذا الإطار، شهد لبنان يوم أمس الخميس، يوم غضب وإضراب عام، بدعوة من النقل البري، حيث أقفلت كل المؤسسات الرسمية والخاصة، وشهدت الطرقات عمليات قطع متكررة، خاصة مع ارتفاع الدولار الأمريكي مقابل الليرة اللبنانية، وغياب أي سياسات إنقاذية ترأف بالشعب اللبناني.

وشهدت البلاد حركة احتجاجات وقطع للطرق في كل المناطق من الخامسة صباحا حتى الخامسة مساء، بما شل الحركة تماما تلبية لدعوة اتحاد النقل البري والاتحاد العمالي العام، وانتشرت عناصر الجيش والقوى الأمنية كخطوة استباقية لما يمكن أن تكون عليه صورة التحركات في مختلف المناطق.

وفي سياق متصل، دانت «الجبهة السيادية من أجل لبنان» في اجتماعها الأسبوعي، «المسؤولين وحماتهم في عدم تصديهم لسرعة انهيار الليرة وارتفاع الدولار الذي تخطى كل السقوف، وهذا ما يستتبع عدم قدرة معظم اللبنانيين على تأمين أدنى مقومات العيش».

وسألت في بيان: «هل أنتم متواطئون أم عاجزون؟ ماذا تفعلون في قصوركم ومقاركم ومواقعكم؟ تأخرتم كثيرا بالرحيل فماذا تنتظرون؟».

وتابعت: «أصر رئيس الجمهورية وفريقه السياسي وحلفاؤه على استكمال المناورة الممجوجة لعقد طاولة حوار يتحاور فيها أهل البيت الواحد على أمر واحد، كيفية استمرارهم في السلطة مستقوين ومتظللين بهيمنة السلاح غير الشرعي الذي يعمل لصالح دول خارجية. فهل سيدرج على جدول أعمال الحوار إصرار حزب الله على محاربة الدول الخليجية من قلب الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت؟».

هزالة الدولة

وتقول «الجبهة السيادية»: «بعد تنظيم مؤتمر ما تسمى بـ«جمعية الوفاق البحرينية» وما استتبع ذلك من ردود فعل، يأتي اليوم مؤتمر ما يدعى بـ«معارضة الجزيرة العربية»، الذي يكشف هزالة مؤسسات الدولة اللبنانية ورضوخها بالكامل لمشيئة المصلحة الإيرانية، لم تعد حواراتكم ومسرحياتكم تنطلي على أحد، انزلوا عن المسرح واسدلوا الستارة على عهدكم الجهنمي».

وأضافت: «لن يستكين اللبنانيون قبل الوصول إلى كامل الحقيقة في ملف تفجير المرفأ، الذي دمر نصف العاصمة، وقبل إنزال أشد العقوبات بالفاعلين والمشتركين والمقصرين، وهي ستدعو إلى مؤتمر تضامني مع أهالي الضحايا والشهداء والمتضررين، لأننا لن نقبل أن تستشهد بيروت مرتين».

ودعت «الشعب اللبناني الطيب إلى الاستفادة من مناسبة حصول الانتخابات النيابية بعد أربعة أشهر ليقلب الطاولة على جميع من استغلوه واستغلوا الوكالة المعطاة لهم لتأمين مصالحهم الخاصة ومصالح الدول الخارجية بدل تأمين مصلحة الوطن».

وغرد أمين سر تكتل «الجمهورية القوية» النائب السابق فادي كرم، عبر «تويتر» قائلا: «لبنان أمام مسارين؛ إما انتخابات تنتج سلطة جديدة متحررة من قبضة تحالف الدويلة مع الفساد، فإنقاذ لبنان من التخلف، وإما السقوط في فخ الفوضى المنظمة من المنظومة، فالهروب من الانتخابات، فالاستمرار بجهنم، فالدمار الشامل».