خالد الشنيبر

في الأسبوع الماضي، أقامت المملكة مؤتمر التعدين الدولي، الذي يعد الأول من نوعه حول قطاع التعدين بدول الشرق الأوسط وآسيا الوسطى وأفريقيا، ومن خلال أيام المؤتمر تمت مناقشة حاضر ومستقبل قطاع التعدين عالمياً بمشاركة العديد من الدول وكبار المستثمرين العالميين في هذا القطاع.

أنعم الله علينا في المملكة بثروات معدنية متعددة تُقدر قيمتها بـ 5 تريليونات ريال سعودي، ونجد أن هناك حرصا كبيرا على تطوير قطاع التعدين وتأهليه؛ ليساهم في الوفاء باحتياجات الصناعات والسوق الوطنية من الموارد المعدنية، ونجد من خلال وثيقة الرؤية الاهتمام الواضح في تحويل هذا القطاع إلى قطاع واعد تكون له قيمة اقتصادية مضافة تزيد من رصيد المملكة في القطاعات غير النفطية، وذلك من خلال رفع مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي وزيادة عدد الفرص الوظيفية فيه.

سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان «حفظه الله»، ذكر سابقاً أن الثروات المعدنية في المملكة لم يتم استغلالها بالشكل المأمول، وكان مضمون حديثه أن هناك فرصا نوعية مميزة ومتعددة في هذا القطاع، حيث تعتبر المملكة من أهم المراكز الإقليمية للثروة المعدنية، ولديها ممكنات قوية للشراكات الإستراتيجية في هذا المجال واستقطاب الاستثمارات العالمية.

منذ انطلاق الرؤية نجد أن المملكة عملت على عدد من الإصلاحات الهيكلية في هذا القطاع، وأعلنت عن مجموعة من المشاريع المتعلقة به، وتضمن ذلك تكثيف الاستكشاف، وتسهيل استثمار القطاع الخاص في هذا القطاع، بالإضافة لمراجعة إجراءات التراخيص المتعلقة بالاستخراج وتطوير أساليب التمويل، وتأسيس مراكز التميز لدعم مشاريع القطاع.

الاستفادة من الخبرات العالمية في قطاع التعدين تعتبر من الأذرعة الرئيسية لتأسيس قاعدة صلبة لهذا القطاع بالمملكة حتى نصل لمعدلات معرفية عالية وفقاً لأفضل الممارسات العالمية، وإضافة لذلك من المهم دعم الشراكات مع المعاهد العالمية المتخصصة في جميع التخصصات، التي يحتاج إليها قطاع التعدين، فمن خلال هذا التوجه سنخلق فرصاً وظيفية تطويرية عديدة لم نستغلها في السابق للشباب السعودي.

الاهتمام الحالي، الذي يشهده قطاع التعدين بالمملكة سيساهم في توفير فرص وظيفية غالبيتها فرص عمل تطويرية ومميزة، فالقطاع يحتاج لتخصصات عديدة كالتخصصات الهندسية والجيولوجية والفنية، بالإضافة للتخصصات الإدارية الأساسية، ومن المهم أن يتم توطين تلك الفرص بشكل تدريجي والحرص على تأهيل وتطوير الكوادر السعودية فيه، حيث إن المسار الوظيفي فيه يعتبر مساراً مميزاً ومغرياً للعمل فيه، ومردوده المادي قوي من ناحية الأجر والمميزات.

حجم الفرص الوظيفية الموجود في قطاع التعدين داعم لتحقيق أحد أهم مستهدفات وزارة الموارد البشرية المتعلقة بتوفير فرص عمل نوعية ومميزة للمواطنين، حيث سيشمل ذلك خلق العديد من فرص التوظيف في العديد من مناطق المملكة، خاصة النائية منها امتداداً لقرارات التوطين الأخيرة المميزة، التي شهدها سوق العمل، مما سيساهم ذلك في رفع مستوى المعيشة والتنمية المجتمعية بشكل أوسع.

ختاماً؛ بعد حضوري لمؤتمر التعدين الدولي ازداد تفاؤلي في هذا القطاع بعد النقلة النوعية، التي قادتها حكومة المملكة فيما يخص الاستفادة من جميع الموارد والثروات المعدنية الموجودة على أرضها، وبإذن الله نرى تواجد هذا المؤتمر بشكل سنوي على أرض المملكة كمنصة عالمية للشراكات الإستراتيجية في قطاع التعدين.

@Khaled_Bn_Moh