محمد العصيمي يكتب :

لا يمكن، في الحقيقة، وصف النجاح الباهر الذي أحرزه مؤتمر التعدين الدولي، وما شهده من حضور إقليمي ودولي كبير.

وما يبعث على الفخر، إلى جانب النجاح، هذه الشهادات التي سمعتها شخصيا من كبار الضيوف العرب والأجانب، متحدثين وإعلاميين، بأن المملكة أصبحت علما بارزا وموثوقا في تنظيم مؤتمرات دولية كبرى في المنطقة.

هذا المؤتمر، كما ذكرت بياناته الإعلامية المتوالية، هو الأول من نوعه في منطقة هائلة تغطي الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا الوسطى، ولذلك وجدنا فيه دولا مثل نيجيريا وقيرغستان والإمارات. هذه التغطية الجغرافية الواسعة من أهم أسباب نجاحه، كما أن من أسباب نجاحه، أيضا، حشد خبراء ومتخصصين دوليين في مجال التعدين، قدموا خلاصة ما لديهم من تجارب، استكشافية واستثمارية، في هذا المجال الذي يشهد توسعا وتطورا في أعماله ومشاريعه في العالم كله.

هذا ينقلنا، بطبيعة الحال، إلى حصافة رؤية المملكة 2030 ونظرتها الاقتصادية بعيدة المدى، حين اعتبرت المعادن في المملكة ثروة هائلة لا بد من أن يحسن استغلالها، ولا بد من أن توظف توظيفا صحيحا لتشكل ركيزة إستراتيجية ثالثة لصناعتنا الوطنية مع صناعتي النفط والبتروكيماويات.

وبذلك يمكن، من وجهة نظري، اعتبار نجاح مؤتمر التعدين خطوة مهمة على طريق هذا الاستغلال الأمثل لثرواتنا التعدينية، حين جلبنا المستثمرين، والمسؤولين المؤثرين في هذا المجال، إلى الرياض لنعرفهم مباشرة على ما لدينا ونتعرف على ما لديهم. وبذلك تكون وزارة الصناعة والثروة المعدنية قد سجلت هدفا دوليا في الثمانيات على مستوى صناعة التعدين الإقليمية والعالمية.

@ma_alosaimi