يقع الاحترام في منظومة الأخلاق ما بين القِيَم والفضائل، لذلك نجده يؤثر ويتأثر به الفرد ومُحيطه. وفِي التربية يكون الاحترام ركيزة ضرورية، تُبنى عليها السلوكيات الإيجابية، التي تُعين صاحبها على التعامل الْحَسَن. ونحن نعيش في زمن تتسابق فيه المفاهيم التربوية والعمليات التعليمية، التي يتفاوت البشر في كيفية استيعابها أو مستوى الأخذ بها. ومن هُنَا، نجد التفسير المنطقي في اختلاف القناعات والمبادئ فيما بيننا.
في الفترة الماضية، اجتهدت بعض الشيء في محاولة لمعرفة بعض المفاهيم الأخلاقية، التي تستخدمها الأسرة لبناء أفرادها وتعزيز وجودهم فيها. وَمِمَّا لفت نظري هو اختلاف بعض المفاهيم التربوية وأساليبها، التي تُسبب خللاً في طريقة التعامل بين أفرادها. على سبيل المثال، التقدير والاحترام الواجب على الوالدين اتجاه أبنائهم، الذي يجب أن يكون مُتبادلا بين الأطراف لتقوية الروابط الأسرية وتعزيز الذات في الفرد الواحد. الخطأ في تقدير مواضع الاحترام له أسباب مُتعددة تختلف باختلاف زوايا رؤية الأمور والفترات الزمنية بين الأجيال.
أولا، الفجوة الفكرية والعاطفية بين الوالدين والأبناء تخلق نوعاً من عدم التوافق في بعض المفاهيم، التي يتم الكشف عنها في المواجهات أو المشاكل الأسرية بين الأفراد. فوجود الفجوات في العلاقات بين أفراد الأسرة يسمح بوجود مساحات فارغة مُهيأة لدخول الأفكار والسلوكيات، التي تتعارض مع الأهداف التربوية، والتي يسعى لها الوالدان. ثانياً، تقصير الوالدين في معرفة أو استكشاف أهداف وطموح الأبناء والانشغال عنهم؛ يدفع بعض الأبناء إلى البحث عن الاحتواء بأشكاله. وهذا بدوره يؤدي إلى التخبط في كيفية تكوين العلاقات، التي -عادةً- تجلب معها النتائج غير المُرضية.
ثالثاً، تقليل الشأن والتّنمر غير المقصود في الأقوال أو الأفعال من قِبَل الوالدين اتجاه الأبناء على اعتباره أسلوباً لرفع التكلفة أو المزاح؛ يؤثر سلباً -في بعض الأحيان- لأنه يطمس ملامح شخصية الأبناء فيُقلل فُرصتهم لإثبات وجودهم. وكذلك، التّنمر المُغَلف بالضّحك يُزعزع الثقة في نفوس الأبناء واحتمالية اللجوء إلى الانتقام واردة في المُستقبل، وذلك على حسب شخصية الفرد. رابعاً، تجاوز الخطوط الحمراء والتّعدي على الخصوصية بدافع اللا مُبالاة أو الوصاية المُبالغ فيها من قِبَل الوالدين يؤثر سلباً على ثقة الأبناء بالمحيط. ويرفع مستوى الخوف في نفوس الأبناء، الذي يدفعهم لخوض تجاربهم الخاصة لإشباع فضولهم في الخفاء؛ مما يؤدي إلى تقليل شأن القيمة الأُسرية بالنسبة لهم.
وأخيراً، وبالنسبة للأبناء فإن مراحل تكوين الشخصية لها سُلوكيات غير متوازنة -أحياناً- لذلك يقوم الفرد (الابن) بخلق حواجز افتراضية؛ سعياً في إثبات وجوده ومكانته بين أفراد الأسرة. ومن المُهم جداً أن يَعي الوالدان هذه المراحل ومستوياتها ليكون دورهم هو الإشراف والتوجيه، بعيداً عن السُلطة أو إطلاق الأحكام. وفِي النهاية، تختلف الأسباب والمُسببات بناء على الاحتياج الفردي والأسري والاجتماعي، ولكن يتفق العُقلاء على وجوب الاحترام لبناء الأفراد بالشكل الصحيح.
@FofKEDL
في الفترة الماضية، اجتهدت بعض الشيء في محاولة لمعرفة بعض المفاهيم الأخلاقية، التي تستخدمها الأسرة لبناء أفرادها وتعزيز وجودهم فيها. وَمِمَّا لفت نظري هو اختلاف بعض المفاهيم التربوية وأساليبها، التي تُسبب خللاً في طريقة التعامل بين أفرادها. على سبيل المثال، التقدير والاحترام الواجب على الوالدين اتجاه أبنائهم، الذي يجب أن يكون مُتبادلا بين الأطراف لتقوية الروابط الأسرية وتعزيز الذات في الفرد الواحد. الخطأ في تقدير مواضع الاحترام له أسباب مُتعددة تختلف باختلاف زوايا رؤية الأمور والفترات الزمنية بين الأجيال.
أولا، الفجوة الفكرية والعاطفية بين الوالدين والأبناء تخلق نوعاً من عدم التوافق في بعض المفاهيم، التي يتم الكشف عنها في المواجهات أو المشاكل الأسرية بين الأفراد. فوجود الفجوات في العلاقات بين أفراد الأسرة يسمح بوجود مساحات فارغة مُهيأة لدخول الأفكار والسلوكيات، التي تتعارض مع الأهداف التربوية، والتي يسعى لها الوالدان. ثانياً، تقصير الوالدين في معرفة أو استكشاف أهداف وطموح الأبناء والانشغال عنهم؛ يدفع بعض الأبناء إلى البحث عن الاحتواء بأشكاله. وهذا بدوره يؤدي إلى التخبط في كيفية تكوين العلاقات، التي -عادةً- تجلب معها النتائج غير المُرضية.
ثالثاً، تقليل الشأن والتّنمر غير المقصود في الأقوال أو الأفعال من قِبَل الوالدين اتجاه الأبناء على اعتباره أسلوباً لرفع التكلفة أو المزاح؛ يؤثر سلباً -في بعض الأحيان- لأنه يطمس ملامح شخصية الأبناء فيُقلل فُرصتهم لإثبات وجودهم. وكذلك، التّنمر المُغَلف بالضّحك يُزعزع الثقة في نفوس الأبناء واحتمالية اللجوء إلى الانتقام واردة في المُستقبل، وذلك على حسب شخصية الفرد. رابعاً، تجاوز الخطوط الحمراء والتّعدي على الخصوصية بدافع اللا مُبالاة أو الوصاية المُبالغ فيها من قِبَل الوالدين يؤثر سلباً على ثقة الأبناء بالمحيط. ويرفع مستوى الخوف في نفوس الأبناء، الذي يدفعهم لخوض تجاربهم الخاصة لإشباع فضولهم في الخفاء؛ مما يؤدي إلى تقليل شأن القيمة الأُسرية بالنسبة لهم.
وأخيراً، وبالنسبة للأبناء فإن مراحل تكوين الشخصية لها سُلوكيات غير متوازنة -أحياناً- لذلك يقوم الفرد (الابن) بخلق حواجز افتراضية؛ سعياً في إثبات وجوده ومكانته بين أفراد الأسرة. ومن المُهم جداً أن يَعي الوالدان هذه المراحل ومستوياتها ليكون دورهم هو الإشراف والتوجيه، بعيداً عن السُلطة أو إطلاق الأحكام. وفِي النهاية، تختلف الأسباب والمُسببات بناء على الاحتياج الفردي والأسري والاجتماعي، ولكن يتفق العُقلاء على وجوب الاحترام لبناء الأفراد بالشكل الصحيح.
@FofKEDL