يرجى إعادة عرضه على المسؤول
دخلت الفتاة على أمها وقالت لها: يا ماما هل لو أحببت صديقتي أكون شاذة؟ وهذه الفتاة التي تسأل هذا السؤال عمرها 13 سنة، والأم تقول: لقد صدمت من سؤال ابنتى وسألتها لماذا تسأليني هذا السؤال، فقالت: صديقاتي بالمدرسة يقولون لي لا تحبينا حتى لا تكوني شاذة مثل فلانة وفلانة يحببن بعضهن ومتعلقات ببعض وهذا من الشذوذ.
تروي لي الأم هذه الرواية وتقول لي: ما كنت أتوقع أن يأتينا زمان ونجد أبناءنا لا يعرفون الفرق بين علاقة الحب الطبيعي في الصداقة وبين الحب المرضي أو التعلق المرضي وممارسة الشذوذ وهم بسن المراهقة، إن مفاهيم الشذوذ اختلطت على الأبناء من كثرة طرحها في شبكات التواصل الاجتماعي والكارتون وأحاديث الصديقات، حتى صار الواقع الذي نعيشه لو لم يكن للفتاة صديقة تحبها حب تعلق فإنها تكون منبوذة بين الصديقات.
ويقول لي أحد الآباء إنه أثناء توصيل ابنه للمدرسة رأى ولدا بعمر 10 سنوات يحمل شنطة المدرسة بألوان وتصميم البنات وتفاجأ أكثر عندما رأى أظافره مصبوغة بلون بنفسجي، وقصة أخرى لأم كذلك تفاجأت من ولدها الصغير الذي يقول لها إنه سعيد في الجانب الأنثوي الذي عنده، وقصص كثيرة أسمعها تعرض علي ولكنها مؤشر على أن الزمن الذي نعيشه اليوم صار الاتجاه السلوكي والتربوي يسير باتجاه الحرية الفردية وأن كل شخص هو حر باختيار جنسه، وأن علاقة التعلق في الصداقة أمر طبيعي، وأن الشذوذ بين الأطفال أمر طبيعي، وأن الحب المرضي بين الأصدقاء أمر طبيعي، وأن الوالدين لا سلطة لهما على أبنائهما.
مثل هذه القصص وهذه المفاهيم تدعونا لأن نكون أقرب لأبنائنا، وأن نكثف التربية الإيمانية ونربطهم بالقرآن أكثر حتى يكون مرجعهم، كما ونروي لهم قصصا من السيرة النبوية وسنة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم حتى يحددوا هويتهم وثقافتهم، فلو حاول أحد تغيير هويتهم ودينهم أو شاهدوا فيلما أو مسلسلا يبث أفكارا خاطئة فتكون عندهم الحماية ليواجهوا مثل هذه الأفكار بقوة وشجاعة.
وأذكر أحد الآباء مرة دخل علي يشكو تمرد ابنه المراهق على العادات والقيم وحتى على الدين، ويقول له إذا أنت احترمتني أنا أحترمك، ولم يحترم فارق السن والخبرة والمكانة الوالدية، وهذه القيم تعلمها من المسلسلات ومن أصدقائه في المدرسة ومن معلميه بأنه لا أحد له سلطة أن يتحكم بك أو يوجهك حتى ولو كان أبوك أو أمك، فسألت الأب: هل ربيت ابنك من صغره على أنه في حالة الاختلاف ترجعون إلى ما قاله الله ورسوله لأن هذا هو منهجنا ومرجعنا في الحياة؟ فرد علي الأب: لا وإنما كنت أوضح له الصواب والخطأ من عقلي، قلت له: إذن عقلك كان مرجعك؟ قال: نعم، قلت: وإذا اختلفت مع ولدك مثلما ذكرت الآن فإنه سيقول لك ولكن عقلي لم يقتنع بعقلك، قال: قالها ولدي، قلت: إذن العقل لا يعتبر مرجعا نهائيا معتمدا في التربية، ولكن لا بد أن تكون هناك مرجعية واضحة، قال: أنا لم أفكر بهذه الطريقة، قلت: المرجعية أساس لحسم أي خلاف، فالدول تحكمها الدساتير والشركات يحكمها القانون التجاري والوظيفة تحكمها اللوائح والأنظمة وأنت في أسرتك وتربيتك لأبنائك ماذا يحكمك وما هي مرجعيتك؟ قال: كلامك صحيح وأعتقد هذا خطأ تربوي وقعت فيه، قلت: ولهذا لا تجد الحوار مع ابنك من غير نتيجة لأن كل واحد له مرجعية مختلفة عن الآخر، وخلاصة القول إن التربية الإيمانية ووجود مرجع للتربية المنزلية من علامات النجاح التربوي.
@drjasm
تروي لي الأم هذه الرواية وتقول لي: ما كنت أتوقع أن يأتينا زمان ونجد أبناءنا لا يعرفون الفرق بين علاقة الحب الطبيعي في الصداقة وبين الحب المرضي أو التعلق المرضي وممارسة الشذوذ وهم بسن المراهقة، إن مفاهيم الشذوذ اختلطت على الأبناء من كثرة طرحها في شبكات التواصل الاجتماعي والكارتون وأحاديث الصديقات، حتى صار الواقع الذي نعيشه لو لم يكن للفتاة صديقة تحبها حب تعلق فإنها تكون منبوذة بين الصديقات.
ويقول لي أحد الآباء إنه أثناء توصيل ابنه للمدرسة رأى ولدا بعمر 10 سنوات يحمل شنطة المدرسة بألوان وتصميم البنات وتفاجأ أكثر عندما رأى أظافره مصبوغة بلون بنفسجي، وقصة أخرى لأم كذلك تفاجأت من ولدها الصغير الذي يقول لها إنه سعيد في الجانب الأنثوي الذي عنده، وقصص كثيرة أسمعها تعرض علي ولكنها مؤشر على أن الزمن الذي نعيشه اليوم صار الاتجاه السلوكي والتربوي يسير باتجاه الحرية الفردية وأن كل شخص هو حر باختيار جنسه، وأن علاقة التعلق في الصداقة أمر طبيعي، وأن الشذوذ بين الأطفال أمر طبيعي، وأن الحب المرضي بين الأصدقاء أمر طبيعي، وأن الوالدين لا سلطة لهما على أبنائهما.
مثل هذه القصص وهذه المفاهيم تدعونا لأن نكون أقرب لأبنائنا، وأن نكثف التربية الإيمانية ونربطهم بالقرآن أكثر حتى يكون مرجعهم، كما ونروي لهم قصصا من السيرة النبوية وسنة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم حتى يحددوا هويتهم وثقافتهم، فلو حاول أحد تغيير هويتهم ودينهم أو شاهدوا فيلما أو مسلسلا يبث أفكارا خاطئة فتكون عندهم الحماية ليواجهوا مثل هذه الأفكار بقوة وشجاعة.
وأذكر أحد الآباء مرة دخل علي يشكو تمرد ابنه المراهق على العادات والقيم وحتى على الدين، ويقول له إذا أنت احترمتني أنا أحترمك، ولم يحترم فارق السن والخبرة والمكانة الوالدية، وهذه القيم تعلمها من المسلسلات ومن أصدقائه في المدرسة ومن معلميه بأنه لا أحد له سلطة أن يتحكم بك أو يوجهك حتى ولو كان أبوك أو أمك، فسألت الأب: هل ربيت ابنك من صغره على أنه في حالة الاختلاف ترجعون إلى ما قاله الله ورسوله لأن هذا هو منهجنا ومرجعنا في الحياة؟ فرد علي الأب: لا وإنما كنت أوضح له الصواب والخطأ من عقلي، قلت له: إذن عقلك كان مرجعك؟ قال: نعم، قلت: وإذا اختلفت مع ولدك مثلما ذكرت الآن فإنه سيقول لك ولكن عقلي لم يقتنع بعقلك، قال: قالها ولدي، قلت: إذن العقل لا يعتبر مرجعا نهائيا معتمدا في التربية، ولكن لا بد أن تكون هناك مرجعية واضحة، قال: أنا لم أفكر بهذه الطريقة، قلت: المرجعية أساس لحسم أي خلاف، فالدول تحكمها الدساتير والشركات يحكمها القانون التجاري والوظيفة تحكمها اللوائح والأنظمة وأنت في أسرتك وتربيتك لأبنائك ماذا يحكمك وما هي مرجعيتك؟ قال: كلامك صحيح وأعتقد هذا خطأ تربوي وقعت فيه، قلت: ولهذا لا تجد الحوار مع ابنك من غير نتيجة لأن كل واحد له مرجعية مختلفة عن الآخر، وخلاصة القول إن التربية الإيمانية ووجود مرجع للتربية المنزلية من علامات النجاح التربوي.
@drjasm