آمنة عيسى الحربي

كنت في رحلة استجمام قبل أيام أنا وعائلتي الصغيرة، وذهبنا لأحد المنتجعات في المنطقة الشرقية، وقد أدهشني ما رأيته من روعة التنظيم وحسن الاحتفاء بالنزلاء، وذلك إنما يدل على حسن الإدارة والتنظيم التي هي فن يدرس كما ذكر الدكتور غازي القصيبي في كتابه (حياة في الإدارة).

وللأسف إن الكثيرين يجهلون حسن التعامل وذلك ما يفسد الكثير من المشاريع الكبيرة ويجعلها آيلة للسقوط.

إن التعامل الراقي في أي منشأة تجارية أو صناعية أو ترفيهية يشجع مرتاديها على تكرار التجربة، ويصنع الفارق في أذهانهم.

وما وجدناه من تعامل راق من الإدارة في هذا المنتجع يؤكد مهنيتهم العالية وتمكنهم من إدارة المنتجع بطريقة لم يسبق لها مثيل، وهذا يدلل بما لا يجعل مجالا للشك أن نجاح أي منشأة ترفيهية لا يعتمد فقط على روعتها وجمال تنسيقها، بل قبل ذلك كله يعتمد على ذكاء الإدارة وحسن تعاملها مع مرتادي المنشأة وذلك يصنع الفارق كثيرا..

وتعتمد الإدارة الناجحة على تدريب الموظفين وتأهيلهم بشكل جيد وإكسابهم العديد من المهارات العالية التي تمنحهم التميز والقدرة على التعامل بوعي واحترافية عالية مع كافة المشكلات التي قد تواجههم.. فضلا عن جعلهم في مستوى عال من اللباقة وحسن التصرف مع الآخرين.

وبلا شك فإن المشاريع الترفيهية في السعودية تنشط الاقتصاد وترفع مستوى المشاركة لدى الفرد وتجعل لديه قابلية للتعايش مع الآخر وترتقي بذائقته، وتجدد النشاط النفسي والبدني.

والترفيه والاستجمام ثقافة جميلة تزيد الشغف للعمل والحياة.

وإن من أهم عناوين الاستثمار الصحيح في أي دولة، قدرة مؤسسات العمل المالكة للمشاريع الاستثمارية على اختيار فئة معينة من الإداريين المؤهلين للتعامل مع الجمهور، وهو في رأيي أساس النجاح على كافة الأصعدة.. ولا شك أن الشباب السعودي يمتلك الموهبة التي تؤهله للنجاح في هذه الأعمال التي تعود بالنفع عليه وعلى مؤسسته، وعلى اقتصاد الوطن.