عمر بن عبدالرحمن الشدي يكتب:

أحيانًا يتصدر الحدث المؤلم في مخيّلتنا، ويبقى مدة طويلة في أخذٍ وردّ، وربما ننشغل به ليصنع حدثًا لا يُفارقنا، وإن كان الحدث يستحق، فما على صاحبه إلا الصبر والاحتساب، ولكن عندما يكون من صُنع أيدينا وعدم مبالاتنا، فهنا يضعنا تحت ضغط نفسي مفتعل كان بإمكاننا تلافيه، بالالتزام وعدم فِعله.

ما نشاهده اليوم في عالم اللا مبالاة من تعمُّد المخالفة كعدم ربط حزام الأمان أو السرعة والتجاوز من الأكتاف، وتعريض الناس للخطر؛ بسبب رعونة أو عدم مبالاة تتسبب في خسارة أرواح أو أجزاء من أجساد المتضررين، وقد يكون المخالف أولهم.

أعتقد أن ما يحدث أمامنا يوميًا من عدم احترام طابور السيارات في الزحام، والتجاوز بين خطوط الطريق بغرض الوصول أولًا دون مبالاة، هذه الطريقة تُعرِّض الناس للتأخير، وربما خطر توقف مَن أمامهم فجأة؛ بسبب ارتداد فيزيائي يُحدثه المتجاوزون بين خطوط الطريق، والنتيجة حادث، وكما أسلفت، تأخير للمركبات؛ بسبب تكوّن موجات الارتداد المرورية، والتي كان بطلَها أخونا المستعجل دائمًا بدون سبب مهم.

ويُصنّف أحيانًا ما يحدث من سلوك من بعض قائدي السيارات من عدم صبر على الوقوف في طوابير الزحام اليومية، بأنه حق له اكتسبه بعد أن رأى غالبًا غيره يكسر الطابور، فجرَّب محاولته واقتنع بأنه حقق المراد، وتقليص وقت الوصول، وفي الحقيقة هو مخطئ جدًا؛ لأن وقت الوصول وإن تحقق لا يتجاوز بضع دقائق لا تستحق منا تلك السلوكيات، كذلك تجده على النقيض يمنع أي شخص من أن يتجاوزه مثلما فعل هو، ويَعتبر ذلك تعديًا على حقوقه.

فلنعلم جميعًا أن الطريق للجميع، وأن الطريق في التعاليم الإسلامية له حقوق أعطِ الطريق حقه، واحترام غيرك واجب خُلقي، وتسببك بحادث قد لم تكن تراه؛ بسبب ارتداد المركبات من بعدك هو جريمة.

ولا علم لي إذا كانت هناك نية لوجود رفع لأسعار المخالفات المرورية التي يستهتر بعض قائدي المركبات فيها، وقد يغضب البعض من كلامي هذا، وهنا أتوجَّه لهم بسؤال: هل الغرامة المرورية فرْض عليك سببه مَن حولك أم أنت؟!

إذا كنتَ ملتزمًا بالقوانين، فما الذي يُضيرك إذا رفعت عقوباتها إلى حد أعلى، كلنا لاحظنا الفرق بين إشارة المرور التي تحتوي أنظمة ضبط الوقوف والحركة، والأخرى التي لا توجد بها، وكيف يحترم بعض سائقي السيارات الإشارة ليس للنظام، وإنما خوفًا من المخالفة!

ولو كنت سببًا في إصابة أو وفاة بسبب استعجالك غير المبرَّر، فما ردَّة فِعلك حول ذلك، أو كان المبتلى أنت أو أحدًا من دمك، فماذا ستقول.. هل ستسامح؟!

أخيرًا أتمنى من الجميع التعاون في احترام المسار، واحترام غيركم من سائقي السيارات، واحترام أرواحهم، وتمني السلامة للجميع، لا بالقول بل بالفعل، باحترامكم أنظمة المرور، وعدم التجاوز أو التنقل بين الحارات.

@alsheddi