كتبت: نورهان عباس

ضمن خطتها للتحول إلى الانبعاثات الصفرية بحلول 2060



أكد موقع «ستاندرد آند بورز جلوبال بلاتس» العالمي أن المملكة تسير بخطى متسارعة نحو تحقيق هدف الانبعاثات الصفرية، حيث شرعت في تطوير شبكة نقل عام قائمة على استخدام خلايا الهيدروجين، بالإضافة إلى الاعتماد على وقود الطائرات المستدام.

وقال الموقع: «المملكة تستكشف استخدام النقل المعتمد على الهيدروجين في المدن الصناعية، ويتم توقيع اتفاقيات مع لاعبين محليين رئيسيين مثل نيوم لتحقيق هذا الهدف».

ولفت الموقع إلى أن المملكة وقعت في 20 يناير الجاري 8 اتفاقيات أولية لتعزيز مدينة نيوم الخالية من الكربون المخطط لها، وشركة البحر الأحمر للتطوير، وكيانات وطنية رئيسية أخرى لتطوير النقل القائم على خلايا الهيدروجين، وإنتاج وقود الطائرات المستدام، كما تغطي مذكرات التفاهم إمكانية تشغيل الحافلات العامة المعتمدة على الهيدروجين في مكة المكرمة.

ونقل الموقع عن سعادة وزير الطاقة سمو الأمير عبدالعزيز بن سلمان تأكيده أن الاتفاقيات ستساعد المملكة، التي تعد أكبر مصدر للنفط الخام في العالم، على «الاضطلاع بدور ريادي في جميع مجالات الطاقة، كما هو الحال في صناعة النفط منذ أكثر من 80 عاما».

أيضا، ستنظر المملكة في إمكانية تطوير خلايا وقود الهيدروجين لاستخدامها في الحافلات العامة والسكك الحديدية، بعد الاتفاقيات المبرمة مع جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن والشركة السعودية للسكك الحديدية، كما وقعت وزارة الطاقة مذكرة تفاهم مع الشركة السعودية للتطوير والاستثمار التكنولوجي لتطوير وقود الطائرات المستدام.

وقال الموقع: «المملكة تتوسع في قطاع الطاقة النظيفة وتدرس إمكانية نشر حافلات تعمل بخلايا الوقود الهيدروجينية في المدن الصناعية والتجارية الرئيسية، من خلال اتفاقيات مع الهيئة الملكية للجبيل وينبع والهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة وأماكن المشاعر المقدسة».

وبحسب موضوع «ستاندرد آند بورز جلوبال بلاتس»، الذي ترجمت صحيفة «اليوم» أبرز ما جاء فيه، تأتي هذه الجهود وسط حملة أوسع لإزالة الكربون من المملكة، والتي تستهدف جدولا زمنيا في 2060 للوصول إلى صافي الانبعاثات الصفرية، كما تخطط لتنفيذ المساهمات المحددة وطنيا والمقدمة قبل مؤتمر كوب 26 في غلاسكو، الذي عُقد في عام 2021، وركزت فيه المملكة على تقليل انبعاثاتها المحلية.

ولفت الموقع العالمي إلى أنه على الجانب الآخر، تخطط شركة «أرامكو» النفطية العملاقة للوصول إلى صافي الصفر بحلول عام 2050. وقال: «تخطط المملكة لتعويض 278 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2030، كجزء من المبادرة السعودية الخضراء لمعالجة الانبعاثات المحلية».

ليس هذا وحسب، حيث تم تخصيص ميزانيات كبيرة لتطوير الهيدروجين في المملكة وفي الدول الأخرى المصدرة للنفط، مثل الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان كبديل قابل للتطبيق للنفط الخام.

وأردف الموقع: «لدى المملكة والإمارات خطط طموحة لتصبحا رائدتين في إنتاج الهيدروجين منخفض الكربون». ومن المقرر أن تصل القيمة الإجمالية للاستثمارات المعلنة في الهيدروجين بمنطقة الشرق الأوسط إلى 44 مليار دولار، وفقا لبيانات من «ستاندرد آند بورز جلوبال بلاتس أنالتيكس».

أيضا، من المقرر أن يبدأ تشغيل المشاريع المعلنة بنحو 35 مليار دولار بحلول عام 2030.

وتابع الموقع العالمي: «تقوم المملكة ببناء أحد أكبر مشاريع الهيدروجين الأخضر في العالم في نيوم، وهي المدينة الضخمة المخطط لها التي تمتد عبر حدود البلاد مع الأردن وعبر مضيق العقبة من شبه جزيرة سيناء المصرية». وسيتم الانتهاء من المشروع الذي طورته شركة «أكوا باور آند إير برودكتس» ومقرها الرياض بحلول الربع الأول من عام 2026.

وستنتج المملكة سعة إجمالية بنحو 240 ألف طن متري في السنة من الهيدروجين الأخضر، والتي بدورها ستتم معالجتها إلى 1.2 مليون طن متري في السنة من الأمونيا.

ويشير الهيدروجين الأخضر إلى الوقود الذي يتم تصنيعه عن طريق التحليل الكهربائي الذي يعمل بالطاقة الشمسية وطاقة الرياح، بينما تعد الأمونيا حاليا أكثر أشكال الهيدروجين قابلية للنقل بسهولة.

وشحنت «أرامكو» في السابق كميات من الأمونيا الزرقاء المشتقة من الهيدروجين الأزرق إلى اليابان، أحد أكبر مستورديها للخام. ويتم الحصول على هذا النوع من الوقود من خلال إعادة تشكيل غاز الميثان بالبخار، مع احتجاز ثاني أكسيد الكربون وعزله.

أيضا، تخطط المملكة للاستفادة من الهيدروجين المصنوع من خلال التحليل الكهربائي الذي يعمل بالطاقة النووية، ويتم تصنيف الوقود الذي يتم الحصول عليه من خلال هذه الطريقة بشكل مختلف على أنه «هيدروجين وردي» أو أحمر أو بنفسجي.

ونقل الموقع عن سمو الأمير عبد العزيز قوله في 19 يناير الجاري: «هناك نوع آخر غير تقليدي من الهيدروجين نسميه ورديا الآن، ونأمل عندما نقوم باستثماراتنا النووية أن نرى الهيدروجين الوردي السعودي في المملكة».

واختتم الموقع العالمي مشيرا إلى أنه لا يوجد في البلاد حاليا عمليات توليد للطاقة النووية، لكن «المملكة قالت إنها ستضيف نحو 17 جيجاوات من الطاقة النووية بحلول عام 2040، ولديها طموحات لتشغيل مفاعلين بسعة مجمعة تبلغ 3.2 جيجاوات خلال العقد المقبل».