شيخة العامودي تكتب:

الإنسان مخلوق عجيب، خلقه الله وميّزه بأمور كثيرة أهمها بعد العقل والقلب هِممه في الحياة وقوته على ثني التحديات متى أراد، الإنسان إن شاء أصبح أسطورة تتنفس الحياة، غريزة البقاء تثبت هذا الحديث، فبهذه الغريزة تجده يصارع الموت مُشبعًا بقدرة عجيبة على تجاوز الألم، تثريه تلك الغريزة على تسخير مواد الكون لخدمته وعلى التأقلم مع أقسى ظروف الطبيعة، فتجرده من الجوع بالتهام ما لا يستسيغه وتحول حواسه إلى آلات تخدمه، فتراه من العدم يخلق ما يسهل حياته بأي خام كان وأشياء كثيرة لا تبهرك، وإن شدتك لأنك تقرأ: «علم الإنسان ما لم يعلم» العلق-5.

فإذا كان المعلم «الله»، تبارك في عُلاه، والمتعلم «الإنسان» أول سلالته، خلق في السماء فكيف لا يكون أسطورة قابلة لأن تكون حقيقة، وكيف يرضخ لعبودية الانكسار وفقدان الأمل، وكيف يستسلم عند أول عثرة تجابهه في الطريق ولا يهزمه المستحيل.

بعض البشر ينشغل بالصراعات، فيفوته التعلم والعمل فيقف عند نقطة ما لا يستطيع التقدم مهما أراد، فإرادته علقت بشوائب الاستسلام وبسهولة غمضة العين تراه يتراجع للوراء، يبقى في مكانه خائر القوى أو تقهقره عدم قدرته على تجاوز تلك الصراعات فتصرعه رغم قوته الفولاذية يصبح كورقة تتحكم فيها الفصول، فحين نضرة وأحيانا هشة، وأحيانا معلقة على غصن الحياة تنتظر أن يسقطها أزيز الهواء.

تلك القدرة العجيبة، التي تتنفس في غريزة البقاء تختفي عن ملاحظة الإنسان في لحظات الانكسار يتوه عنها، لذا أردت أن أكشف له عن مكانها من خلال هذا المقال ليتسنى له النظر إليها في كل حالاته بعين الاعتبار، فتُشحذ هممه ويتذكر أنه قادر على قهر المستحيل متى أراد، فإن أعجزه أمر ما لن يستسلم، بل سيعقد مع نفسه هدنة ويغادره لتحقيق شيء عظيم، فإن عاد واستعصى ذاك الأمر هاجره إذا لزم، ففي الحياة غايات كثيرة، وفي مرماها إن فوّت هدفًا يستطيع تحقيق أهداف كثيرة، ويتذكر دومًا أنه وإن انثنى يوم عاد في اليوم الذي يليه في «أحسن تقويم».

 إرادة

قوتك تكمن عندما تبتسم، وأنت في غيبوبة حزنك، وعندما تقف وأنت في لحظة انهيارك، وعندما تصبر وقد استهلكت مخزون تصبّرك.

@ALAmoudiSheika