سنكمل ما بدأنا به في الجزء الثالث، تشعر بطاقة سلبية تسيطر عليك طيلة الوقت وكأنها مغناطيس تنجذب له دون وعي منك، وكأن شيئا يريد قتلك دون أن تراه أو تشعر به، والموت أصبح كابوسا بالنسبة لك، وتراه وحشا وذلك سببه القرين الذي هو يجري في دمك ولا تستطيع التخلص منه مهما فعلت، الموت إن كنت مستعدا له فلن تكون حزينا عند قدومه فهو اختبار إذا استطعنا النجاح فيه فلن نجد حزنا وسنعيش سعادة لا نهاية لها، ونعيما لا نهاية له، القرين هو العدو الخفي الذي إذا استحوذ عليك جعلك ترى الدنيا ظلاما قاتلا، وحول حياتك إلى بكاء وحسرة شديدة فأنت من تحدد ذلك وليس غيرك، بُعدك عن الله هو ما يجعلك فريسة في متناول يده يفعل بها كيف شاء، أنت من تحدد كل شيء، وفعلك المعاصي بشكل متكرر يقربه منك، وحبك للحياة وتمسكك بها وعشقك لها بجنون فأنت بذلك جعلت قلبك له وسلمته مفتاح الدخول لحياتك، لذلك البعض يتعجب لماذا نجد البعض خسر قيمه ودينه؟ هذا سؤال يطرح نفسه، ليس هناك إنسان يخسر نفسه هكذا دون أن يكون هناك فاعل هو من فعل ذلك به وهو أداة له، ولكن من كان سببا في ذلك فهو شيء تجهله ولا تستطيع رؤيته فهو يراك وأنت لا تراه وهو يعرفك وأنت لا تعرفه، وهو يعرف نقاط ضعفك، وأنت لا تعرف نقاط ضعفه، ولكن عندما تبحث في القرآن الكريم تجد كل إجابة عن سؤالك عن القرين، وعندما تقرأ سورة ق تجد إجابة عن سؤالك في القرآن الكريم:
(قال قرينه ربنا ما أطغيته ولكن كان في ضلال بعيد)، وهذا يؤكد أن القرين ينفي ما كان سببا في حدوثه، ويضع ذنب كل ما حدث لك أنك أنت سببه وليس هو سببا فيه، كل ذلك يجعلك تفكر جيدا قبل أن تخضع له وتكون تحت سيطرته، فأنت بذلك تخسر الدنيا والآخرة، قال تعالى: (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى)، ولذلك فكر جيدا ولا تنظر لأحد إنه عدو لك، لأن عدوك الحقيقي في دمك يجري ولن تتخلص منه إلا عند لحظة موتك، قال تعالى: (لقد كنت في غفلة عن هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد)، وهذه الآية تؤكد أنه عند لحظة موتك ينكشف عنك الحجاب وترى كل شيء أمامك، وترى ملك الموت، وملائكة الرحمة والعذاب، وترى قرينك وكل شيء تراه بوضوح، وإما أن تكون روحك مع ملائكة الرحمة أو العذاب، فهذا ستراه قبل أن تدفن وسترى مقعدك قبل انتزاع روحك، فالخيار لك أنت من تحدد وجهتك أين تريدها أن تكون إما مع الحق أو مع الباطل، عدو لم نر هويته هكذا هو عدو لن ترى هويته ولن ترى أين موقعه في حياتك.
@sahla_almadani
(قال قرينه ربنا ما أطغيته ولكن كان في ضلال بعيد)، وهذا يؤكد أن القرين ينفي ما كان سببا في حدوثه، ويضع ذنب كل ما حدث لك أنك أنت سببه وليس هو سببا فيه، كل ذلك يجعلك تفكر جيدا قبل أن تخضع له وتكون تحت سيطرته، فأنت بذلك تخسر الدنيا والآخرة، قال تعالى: (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى)، ولذلك فكر جيدا ولا تنظر لأحد إنه عدو لك، لأن عدوك الحقيقي في دمك يجري ولن تتخلص منه إلا عند لحظة موتك، قال تعالى: (لقد كنت في غفلة عن هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد)، وهذه الآية تؤكد أنه عند لحظة موتك ينكشف عنك الحجاب وترى كل شيء أمامك، وترى ملك الموت، وملائكة الرحمة والعذاب، وترى قرينك وكل شيء تراه بوضوح، وإما أن تكون روحك مع ملائكة الرحمة أو العذاب، فهذا ستراه قبل أن تدفن وسترى مقعدك قبل انتزاع روحك، فالخيار لك أنت من تحدد وجهتك أين تريدها أن تكون إما مع الحق أو مع الباطل، عدو لم نر هويته هكذا هو عدو لن ترى هويته ولن ترى أين موقعه في حياتك.
@sahla_almadani