شيوع مفاهيم خاطئة عنهم بأماكن العمل يرفع معدلات بطالتهم
أكد مختصون أهمية دمج الأشخاص ذوي الإعاقة وتمكينهم مع أسرهم في المجتمع، وتعزيز سبل ممارستهم للحياة بيسر، موضحين تأثير دور البرامج التأهيلية في تحسين الوظائف التنفيذية للأطفال ذوي الاضطرابات في النمو، وتأثير تدخلات العلاج السلوكي المعرفي مع ذوي الإعاقة الحركية والبصرية، وأهمية اختيار المعززات في بناء علاقة مع الطفل، ودور المبادرات الابتكارية في تحسين الخدمات المقدمة للأشخاص ذوي الإعاقة.
من جانبهم، كشف عدد من الأشخاص ذوي الإعاقة، عن معاناتهم من بعض المعوقات في التعامل بالأماكن العامة، موضحين أهمية تأهيل تلك الأماكن بتجهيزات خاصة تمكنهم من الاعتماد على أنفسهم.
مناهج سلوكية لمصابي «اضطراب أفتا»
أكد استشاري الطب النفسي والأستاذ المساعد بقسم العلوم العصبية بكلية طب جامعة الملك فيصل د. علي السعد، أهمية التثقيف النفسي والصحي للعائلة بتمكين ذوي الإعاقة خاصة اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط المعروف بـ «اضطراب أفتا»، من خلال توفير المعلومات، موضحا أن التثقيف يتضمن كيفية التعامل اليومي خيارات العلاج وإستراتيجيات تحسين الأداء.
وأضاف: التثقيف فرصة لتصحيح المفاهيم الخاطئة، ويشمل حضور الجلسات العلاجية التي تهدف لتدريب الوالدين على مناهج سلوكية تربوية، وتطوير المهارات الاجتماعية لدى مصاب «اضطراب أفتا»، وأهمية العلاج السلوكي والإدراكي ومن هذه العلاجات مهارات التنظيم والتركيز وهي إحدى العلاجات النفسية المدروسة لهذا المرض، كما يجب تمرين مصاب أفتا على الحضور الذهني من خلال ممارسة تمارين التنفس وغيرها من التمارين.
وقال د. السعد، إنه لابد من تعزيز نمط الحياة لدى الشخص المصاب باضطراب أفتا، من خلال الرياضة لتحسين أعراض الاضطراب مثل التركيز والنشاط الزائد وتحسين النوم لديه، والتغذية الصحية، حيث إن كثيرا منهم يكونون انتقائيين بالأكل، مشيرًا إلى أن هناك تدخلات نفسية واجتماعية وهناك تدخلات دوائية لعلاج هذا الاضطراب، الأولى تبدأ من المنزل والمدرسة وكلتا البيئتين مهمتان، ومن أساليب التدخلات بالمدرسة التوصية بإعطائهم وقتا إضافيا بالاختبارات وتكليفهم بواجبات مدرسية أقل من أقرانهم، والحرص على أن يكونوا قريبين من المعلمين في الفصل المدرسي وبعيدين عن المشتتات، وإعطائهم تعليمات واضحة ومباشرة بصوت هادئ، ومساعدتهم سلوكيًا على التركيز.
اختلاف أعراض الشلل الدماغي
قال استشاري طب التأهيل د. محمد العربي، إن الشلل الدماغي وهو أحد الأمراض المسببة للإعاقة، هو مجموعة من الاضطرابات تؤثر على الحركة أو التوتر العضلي، أو وضعية الجسم، ويحدث نتيجة حدوث تلف بالدماغ قبل اكتمال نموه غالبًا قبل الولادة، موضحا أن أعراضه تختلف اختلافا كبيرا من شخص لآخر، إذ قد يؤثر على الجسم بالكامل، أو قد يكون تأثيره محدودًا في الأساس على طرف واحد أو طرفين، أو جانب واحد من الجسم.
وأشار إلى أن أعراض الشلل الدماغي العامة، تتضمن وجود مشكلات في الحركة والتنسيق بين العضلات ومشكلات في الكلام والأكل والنمو وغيرها، مضيفا: ويعد تيبس العضلات وردود الأفعال المبالغ فيها (التشنجات) أكثر اضطرابات الحركة شيوعًا.
وتابع العربي، إن أعراض الشلل الدماغي التشنجي هي حركات الأطراف اللاإرادية وتقلصات وانقباضات عضلية مستمرة بالإضافة لتقلصات المفاصل، ومشي غير طبيعي في حركة تشبه المقص، وقدرات شد محدودة، وضعف التنسيق بالمعصمين والأصابع، والصعوبة في المشي مثل المشي على الأصابع أو المشية الجاثمة، أو المشية الواسعة أو المشية غير المتماثلة، وبدون الرعاية الطبية للمريض تحدث مضاعفات مثل: (تصلب المفاصل، وتقصير الأوتار، وخلل في الوظائف والأطراف والجذع)، موضحا أنه يوجد علاج طبيعي وعلاج وظيفي للحفاظ على الحركة والوضعية المناسبة، بخصوص الجلوس والوقوف والحفاظ على نطاق حركة المفاصل وطول العضلات، كما يوجد علاج دوائي بالأدوية كمرخيات العضلات الفموية، بالإضافة إلى حقن العضلات والأعصاب باستخدام حقن بوتوكس أو مادة أخرى لعلاج تصلب عضلة معينة ويجب تكرار هذه الحقن كل ثلاثة أشهر تقريبًا، واستخدام الجبائر مع التأهيل.
وذكر أن الجراحة تأتي بالمرحلة الأخيرة في حال لم يستجب المريض للعلاج التأهيلي والوظيفي والأدوية، حيث إن الجراحة أحد الخيارات العديدة المتاحة لمساعدة الأطفال المصابين بالشلل الدماغي على تحسين الحركة والوضعية وضمان النمو الصحي، مشيرا إلى أن من أنواع الجراحات قطع العظم وإطالة العضلات والأوتار، وقطع الأوتار أو العضلات وقد يبدو الأمر ضارًا لكن قطعها يمكن أن يخفف في الواقع من الشد والألم، مع تحسين الحركات وتقليل التشنج، ويمكن استبدال الوتر المقطوع بنسيج متبرع.
وعن الشد العضلي، وصفه استشاري طب التأهيل، بأنه «ظاهرة ديناميكية»، يمكن أن يختلف ليس فقط في الموقف ولكن أيضًا وفقًا لدرجة التعب وتوقيت العلاج وحتى الطقس، مستطردا: ويحتاج التقييم أحيانًا إلى أن يكون عملية مطولة إلى حد ما مع مراقبة المريض في أوقات مختلفة من اليوم للتأكد من صحة خطة الرعاية.
تنمية مهارات الانتباه والتركيز
قالت أخصائي تطوير برامج تربوية وسلوكية كريمة حسني، إن برنامج تنمية مهارات الانتباه والتركيز يستهدف مهارة إطالة مدة الانتباه وإنهاء المهمة، موضحة أن الهدف منه تمكين الأطفال من إنهاء مهمة واحدة تستغرق مدة 5 دقائق بشكل متواصل دون الحاجة لمساعدة، بمعدل نجاح 3 جلسات متتالية مع أكثر من شخص وأكثر من مكان.
واستطردت، إنه من الأهداف السلوكية للبرنامج الضبط السلوكي بالجلسة، وتنمية مهارة التركيز والانتباه، وتنمية مهارة سرعة الانتباه، ومهارة مرونة الانتباه، موضحة أنه من الإستراتيجيات المستخدمة بالبرنامج، التعزيز والتلقين وسحب التلقين تدريجيًا والجداول البصرية والربط الشرطي.
32.9 % يتعرضون لضغوط نفسية متكررة
قالت أخصائي علم النفس الإكلينيكي ورئيس القسم النفسي بدار الحضانة الاجتماعية بالدمام شروق الخميس، إن الأشخاص ذوي الإعاقة يواجهون عقبات هائلة أمام نشاطهم الاجتماعي لا علاقة لها بالإصابة أو الإعاقة ذاتها، موضحة أن تلك العقبات تشمل الحواجز الهيكلية والإيدلوجية في البيئات والمجتمعات بدءا من الأساليب التربوية الأبوية، وتفاعل الأخوة والأقران، وردود الأفعال في الدوائر الاجتماعية، مما يشكل عبئًا من القلق والإجهاد الذي يؤثر سلبًا في الصحة النفسية.
وكشفت عن إحصائية للمركز الوطني مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، التي تضمنت إبلاغ البالغين من ذوي الإعاقة، عن تعرضهم لضغوط نفسية متكررة بما يقارب 5 مرات أكثر من نظرائهم الأصحاء، موضحة أن 32.9 % من البالغين من ذوي الإعاقة تعرضوا لضغوط نفسية متكررة.
وأشارت الخميس، إلى أن الدراسة أظهرت أن العزلة والانفصال والروتين المتقطع والخدمات الصحية المتناقصة خلال جائحة كورونا، أثرت بشكل كبير على حياة الأشخاص ذوي الإعاقة ورفاههم العقلي والنفسي، مشيرة إلى أن الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية، ذكروا أنهم غالبًا ما يتعرضون لأشكال مختلفة من التمييز عندما يتواجدون بالأماكن العامة.
وأضافت: كما كشفت الأخصائية عن شيوع بعض المفاهيم الخاطئة عن الأشخاص ذوي الإعاقة في أماكن العمل مما يساهم بارتفاع معدلات البطالة بينهم، حيث إنه وفقًا للتقديرات الأخيرة بلغ معدل المشاركة بالعمل في نوفمبر 2020م للبالغين ذوي الإعاقة 33 %، مقارنة بـ 75 % للبالغين غير ذوي الإعاقة في نفس الفترة.
وذكرت أخصائي علم النفس، أن الأبحاث تشير إلى أن المراهقين الذين يعانون من إعاقات بصرية قد يعانون من القلق بمعدل أعلى من أقرانهم المبصرين، إذ أظهرت دراسة حديثة أن الأطفال، الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و11 عامًا، والذين يعانون من إعاقة بصرية، أكثر عرضة للإصابة بمشكلة الصحة النفسية بثلاثة أضعاف مقارنة بالأطفال الأصحاء، مشيرة إلى أن الدراسة كشفت أن ثلث هؤلاء الأطفال معرضون بشكل كبير لخطر القلق أو اضطرابات المزاج، حيث يظهر حوالي نصفهم صعوبات في نوعية الحياة أو السلوك التكيفي، في حين وجد أن الألم عند الأطفال المصابين بإعاقات حركية عصبية مرتبط بمشاعر العزلة والإحباط والحزن.
وتطرقت الخميس لتأثير التدخلات النفسية للعلاج السلوكي المعرفي على الإعاقة البصرية والحركية، مشيرة إلى أنه في عام 2019م أجريت دراسة لقياس مدى فعالية العلاج السلوكي المعرفي في جلسات العلاج الجمعي لعلاج مجموعة من ذوي الإعاقة البصرية من أعراض الاكتئاب الناتج عن اضطراب ما بعد الصدمة، حيث وجدت نسب متباينة من الارتفاع والتحسن في القبول وجودة الحياة وحل المشكلات والتشوهات المعرفية، مضيفة: كما أجريت دراسة عام 2018م هدفت لتأثير العلاج الجمعي ونهج العلاج السلوكي المعرفي على عينة من المراهقين من ذوي الإعاقة الحركية لتقييم الكفاءة الاجتماعية في تدريب لمدة 8 أسابيع لديهم، وأفادت النتائج بزيادة الكفاءة الاجتماعية لديهم وزيادة ملحوظة في الثقة بالنفس وتطوير تفاعلات اجتماعية سليمة مع الآخرين. وأوضحت أن العلاج السلوكي المعرفي هو نوع من أنواع العلاج النفسي الذي يعتمد على الأدلة العلمية في الممارسة العلاجية الإكلينيكية والبحث، مؤكدة أنه يشمل جهودًا لتغيير أنماط التفكير ومن ضمنها إستراتيجيات التعلم والتعرف والتقييم والتعديل لتشوهات التفكير التي تخلق ضائقة في حياة الإنسان، وتنظيم المشاعر التي تنتاب الإنسان وتزيد من ضائقته، ومحاولة اكتساب فهم أفضل لسلوكه وسلوك الآخرين، واستخدام أساليب مطورة لحل المشكلات في المواقف الصعبة.
«الألفة» خلال العلاج والتقييم
شددت أخصائي نطق ولغة ومحللة سلوك روزان الخطيب، على أهمية الألفة خلال البرامج العلاجية أو في مراحل التقييم للإخصائي ومقدم الرعاية وكيفية بناء علاقة جيدة ووطيدة مع الأطفال أو المراجعين للعيادة من خلال المعززات.
وعرفت المعزز بأنه المفهوم الشائع المستخدم في مجال تحليل السلوك التطبيقي، وهو الطريقة الأولى التي يتم استخدامها قبل اقتراح أي طرق أخرى، وهو مثير يلحق السلوك ويزيد من احتمالية حدوث السلوك مستقبلاً، موضحة أن من أنواعه معززات غير مشروطة لا تشترط احتياجا لتاريخ تعليمي مسبق وهي من الاحتياجات الأساسية كالأكل، وأخرى مشروطة تعتمد على تاريخ تعليمي مسبق وهي ليست من الاحتياجات الأساسية كالألعاب، ومعززات شرطية معممة تم إقرانها بالعديد من المعززات المشروطة وغير المشروطة كالمال والثناء.
واختتمت بالإشارة إلى أهمية التعزيز في بداية المرحلة العلاجية واختيار معززات سليمة لبدء بداية صحيحة للخطة العلاجية والمساهمة بنجاح هذه الخطة الذي يتم وضعها للطفل.
المبادرات المجتمعية مساهمة وطنية
أكدت مدير عام جمعية «إيفاء» وعضو المجلس التخصصي لذوي الإعاقة رنا طيبة، دور المبادرات الابتكارية في تحسين الخدمات المقدمة للأشخاص ذوي الإعاقة، مضيفة إن للمبادرات الابتكارية المجتمعية على القطاع الخاص أثرا كبيرا.
وأوضحت أن الجهة التي تؤسس قسم مسؤولية اجتماعية تزيد من انتماء وولاء الموظفين داخلها، إذ أصبحت المسؤولية الاجتماعية جزءا من المساهمة الوطنية في الرؤية الأساسية للدولة، كما تحافظ هذه الجهة على بناء سمعة عالية لها في المجتمع المحلي وفي الاعتبارات المجتمعية، وتجعل من هذه المبادرات قصة نجاح لها.
وأكدت طيبة، أن المبادرات المجتمعية تساهم في رفع الأداء المالي في الشركات، من خلال تسويقها للشركة تسويقا مستندا على القيم مما يرفع المبيعات ويعزز الولاء ويجذب نماذج أفضل من العاملين، وتعزز مكانتها في قائمة معيار (Dow Jones)، وترفع قيمة المبيعات بنسبة 20 %، وترفع مستوى الإنتاجية بنسبة 13 %، وتقلل من تسرب الموظفين بنسبة 50 %.
تحديات التعامل في الأماكن العامة
وأوضح محمد اليامي من ذوي الإعاقة، أن من أبرز التحديات التي يواجهها الأشخاص ذوو الإعاقة الحركية، ضيق مداخل دورات المياه التي تعوق دخول الكرسي المتحرك، مقترحًا بأن تتحول مغاسل الأيدي للعمل بالليزر حتى لا يضطر الشخص من ذوي الإعاقة إلى مد ذراعه ليفتح صنبور الماء.
وأضاف: إن بعض الممرات بالمتنزهات لا توجد بها منحدرات كراسي متحركة مناسبة، إذ يفترض أن يكون المسطح المنحدر مناسبا بجميع المرافق العامة، لسهولة التنقل، إضافة إلى أن طاولات الطعام بالمطاعم بالمراكز التجارية مقاساتها غير مناسبة بحيث تكون مرتفعة على ذوي الإعاقة، مطالبا بأن تكون هناك طاولات مخصصة للأشخاص ذوي الإعاقة.
وتابع: أما بالنسبة للمعاناة بالمستشفيات، فهي تتمثل في ارتفاع كاونتر موظف الاستقبال، إضافة إلى أننا نواجه نفس المشكلة بالمراكز التجارية، واقترح بأن يكون هناك جهاز آيباد على كل طاولة سواءً بالمستشفيات أو بالمرافق العامة لقضاء حاجتهم من خلاله، دون الاضطرار لأن يرافقهم مرافقون.
معاقبة المخالفين
وأفاد والد باسل الأحمري من الأشخاص ذوي الإعاقة، أن معاناة ذوي الإعاقة في المرافق العامة تتلخص في عدم وجود دورات مياه مخصصة وإن وجدت في بعض الأماكن الحديثة فهي غير نظيفة ومجهزة، وعدم توافر مواقف للسيارات مخصصة لهم وقريبة من دورات المياه، مقترحًا توفيرها وتطبيق العقوبات على المخالفين من المقاولين والشركات المشغلة، كما اقترح توفير منزلقات مناسبة في المداخل للعربات في جميع المرافق العامة، حيث إن بعضها منفذ بطريقة بدائية وغير آمنة، وتوفير مساحات مخصصة للعربات في حال توقفها.
وأضاف: يجب توافر أكثر من دورة مياه مخصصة لذوي الإعاقة في جميع المرافق العامة، وعدم الاكتفاء بتخصيص دورة مياه واحدة، ويجب الأخذ بعين الاعتبار سهولة فتح وإغلاق الأبواب.
واقترح الأحمري، أن تكون دورات المياه المخصصة لذوي الإعاقة غير قابلة للفتح إلا ببطاقة ممغنطة خاصة مع الأشخاص ذوي الإعاقة حتى لا يتم استخدامها من غيرهم، مطالبًا بضرورة الاهتمام بها من ناحية النظافة كغيرها من دورات المياه العامة.
من جانبهم، كشف عدد من الأشخاص ذوي الإعاقة، عن معاناتهم من بعض المعوقات في التعامل بالأماكن العامة، موضحين أهمية تأهيل تلك الأماكن بتجهيزات خاصة تمكنهم من الاعتماد على أنفسهم.
مناهج سلوكية لمصابي «اضطراب أفتا»
أكد استشاري الطب النفسي والأستاذ المساعد بقسم العلوم العصبية بكلية طب جامعة الملك فيصل د. علي السعد، أهمية التثقيف النفسي والصحي للعائلة بتمكين ذوي الإعاقة خاصة اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط المعروف بـ «اضطراب أفتا»، من خلال توفير المعلومات، موضحا أن التثقيف يتضمن كيفية التعامل اليومي خيارات العلاج وإستراتيجيات تحسين الأداء.
وأضاف: التثقيف فرصة لتصحيح المفاهيم الخاطئة، ويشمل حضور الجلسات العلاجية التي تهدف لتدريب الوالدين على مناهج سلوكية تربوية، وتطوير المهارات الاجتماعية لدى مصاب «اضطراب أفتا»، وأهمية العلاج السلوكي والإدراكي ومن هذه العلاجات مهارات التنظيم والتركيز وهي إحدى العلاجات النفسية المدروسة لهذا المرض، كما يجب تمرين مصاب أفتا على الحضور الذهني من خلال ممارسة تمارين التنفس وغيرها من التمارين.
وقال د. السعد، إنه لابد من تعزيز نمط الحياة لدى الشخص المصاب باضطراب أفتا، من خلال الرياضة لتحسين أعراض الاضطراب مثل التركيز والنشاط الزائد وتحسين النوم لديه، والتغذية الصحية، حيث إن كثيرا منهم يكونون انتقائيين بالأكل، مشيرًا إلى أن هناك تدخلات نفسية واجتماعية وهناك تدخلات دوائية لعلاج هذا الاضطراب، الأولى تبدأ من المنزل والمدرسة وكلتا البيئتين مهمتان، ومن أساليب التدخلات بالمدرسة التوصية بإعطائهم وقتا إضافيا بالاختبارات وتكليفهم بواجبات مدرسية أقل من أقرانهم، والحرص على أن يكونوا قريبين من المعلمين في الفصل المدرسي وبعيدين عن المشتتات، وإعطائهم تعليمات واضحة ومباشرة بصوت هادئ، ومساعدتهم سلوكيًا على التركيز.
اختلاف أعراض الشلل الدماغي
قال استشاري طب التأهيل د. محمد العربي، إن الشلل الدماغي وهو أحد الأمراض المسببة للإعاقة، هو مجموعة من الاضطرابات تؤثر على الحركة أو التوتر العضلي، أو وضعية الجسم، ويحدث نتيجة حدوث تلف بالدماغ قبل اكتمال نموه غالبًا قبل الولادة، موضحا أن أعراضه تختلف اختلافا كبيرا من شخص لآخر، إذ قد يؤثر على الجسم بالكامل، أو قد يكون تأثيره محدودًا في الأساس على طرف واحد أو طرفين، أو جانب واحد من الجسم.
وأشار إلى أن أعراض الشلل الدماغي العامة، تتضمن وجود مشكلات في الحركة والتنسيق بين العضلات ومشكلات في الكلام والأكل والنمو وغيرها، مضيفا: ويعد تيبس العضلات وردود الأفعال المبالغ فيها (التشنجات) أكثر اضطرابات الحركة شيوعًا.
وتابع العربي، إن أعراض الشلل الدماغي التشنجي هي حركات الأطراف اللاإرادية وتقلصات وانقباضات عضلية مستمرة بالإضافة لتقلصات المفاصل، ومشي غير طبيعي في حركة تشبه المقص، وقدرات شد محدودة، وضعف التنسيق بالمعصمين والأصابع، والصعوبة في المشي مثل المشي على الأصابع أو المشية الجاثمة، أو المشية الواسعة أو المشية غير المتماثلة، وبدون الرعاية الطبية للمريض تحدث مضاعفات مثل: (تصلب المفاصل، وتقصير الأوتار، وخلل في الوظائف والأطراف والجذع)، موضحا أنه يوجد علاج طبيعي وعلاج وظيفي للحفاظ على الحركة والوضعية المناسبة، بخصوص الجلوس والوقوف والحفاظ على نطاق حركة المفاصل وطول العضلات، كما يوجد علاج دوائي بالأدوية كمرخيات العضلات الفموية، بالإضافة إلى حقن العضلات والأعصاب باستخدام حقن بوتوكس أو مادة أخرى لعلاج تصلب عضلة معينة ويجب تكرار هذه الحقن كل ثلاثة أشهر تقريبًا، واستخدام الجبائر مع التأهيل.
وذكر أن الجراحة تأتي بالمرحلة الأخيرة في حال لم يستجب المريض للعلاج التأهيلي والوظيفي والأدوية، حيث إن الجراحة أحد الخيارات العديدة المتاحة لمساعدة الأطفال المصابين بالشلل الدماغي على تحسين الحركة والوضعية وضمان النمو الصحي، مشيرا إلى أن من أنواع الجراحات قطع العظم وإطالة العضلات والأوتار، وقطع الأوتار أو العضلات وقد يبدو الأمر ضارًا لكن قطعها يمكن أن يخفف في الواقع من الشد والألم، مع تحسين الحركات وتقليل التشنج، ويمكن استبدال الوتر المقطوع بنسيج متبرع.
وعن الشد العضلي، وصفه استشاري طب التأهيل، بأنه «ظاهرة ديناميكية»، يمكن أن يختلف ليس فقط في الموقف ولكن أيضًا وفقًا لدرجة التعب وتوقيت العلاج وحتى الطقس، مستطردا: ويحتاج التقييم أحيانًا إلى أن يكون عملية مطولة إلى حد ما مع مراقبة المريض في أوقات مختلفة من اليوم للتأكد من صحة خطة الرعاية.
تنمية مهارات الانتباه والتركيز
قالت أخصائي تطوير برامج تربوية وسلوكية كريمة حسني، إن برنامج تنمية مهارات الانتباه والتركيز يستهدف مهارة إطالة مدة الانتباه وإنهاء المهمة، موضحة أن الهدف منه تمكين الأطفال من إنهاء مهمة واحدة تستغرق مدة 5 دقائق بشكل متواصل دون الحاجة لمساعدة، بمعدل نجاح 3 جلسات متتالية مع أكثر من شخص وأكثر من مكان.
واستطردت، إنه من الأهداف السلوكية للبرنامج الضبط السلوكي بالجلسة، وتنمية مهارة التركيز والانتباه، وتنمية مهارة سرعة الانتباه، ومهارة مرونة الانتباه، موضحة أنه من الإستراتيجيات المستخدمة بالبرنامج، التعزيز والتلقين وسحب التلقين تدريجيًا والجداول البصرية والربط الشرطي.
32.9 % يتعرضون لضغوط نفسية متكررة
قالت أخصائي علم النفس الإكلينيكي ورئيس القسم النفسي بدار الحضانة الاجتماعية بالدمام شروق الخميس، إن الأشخاص ذوي الإعاقة يواجهون عقبات هائلة أمام نشاطهم الاجتماعي لا علاقة لها بالإصابة أو الإعاقة ذاتها، موضحة أن تلك العقبات تشمل الحواجز الهيكلية والإيدلوجية في البيئات والمجتمعات بدءا من الأساليب التربوية الأبوية، وتفاعل الأخوة والأقران، وردود الأفعال في الدوائر الاجتماعية، مما يشكل عبئًا من القلق والإجهاد الذي يؤثر سلبًا في الصحة النفسية.
وكشفت عن إحصائية للمركز الوطني مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، التي تضمنت إبلاغ البالغين من ذوي الإعاقة، عن تعرضهم لضغوط نفسية متكررة بما يقارب 5 مرات أكثر من نظرائهم الأصحاء، موضحة أن 32.9 % من البالغين من ذوي الإعاقة تعرضوا لضغوط نفسية متكررة.
وأشارت الخميس، إلى أن الدراسة أظهرت أن العزلة والانفصال والروتين المتقطع والخدمات الصحية المتناقصة خلال جائحة كورونا، أثرت بشكل كبير على حياة الأشخاص ذوي الإعاقة ورفاههم العقلي والنفسي، مشيرة إلى أن الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية، ذكروا أنهم غالبًا ما يتعرضون لأشكال مختلفة من التمييز عندما يتواجدون بالأماكن العامة.
وأضافت: كما كشفت الأخصائية عن شيوع بعض المفاهيم الخاطئة عن الأشخاص ذوي الإعاقة في أماكن العمل مما يساهم بارتفاع معدلات البطالة بينهم، حيث إنه وفقًا للتقديرات الأخيرة بلغ معدل المشاركة بالعمل في نوفمبر 2020م للبالغين ذوي الإعاقة 33 %، مقارنة بـ 75 % للبالغين غير ذوي الإعاقة في نفس الفترة.
وذكرت أخصائي علم النفس، أن الأبحاث تشير إلى أن المراهقين الذين يعانون من إعاقات بصرية قد يعانون من القلق بمعدل أعلى من أقرانهم المبصرين، إذ أظهرت دراسة حديثة أن الأطفال، الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و11 عامًا، والذين يعانون من إعاقة بصرية، أكثر عرضة للإصابة بمشكلة الصحة النفسية بثلاثة أضعاف مقارنة بالأطفال الأصحاء، مشيرة إلى أن الدراسة كشفت أن ثلث هؤلاء الأطفال معرضون بشكل كبير لخطر القلق أو اضطرابات المزاج، حيث يظهر حوالي نصفهم صعوبات في نوعية الحياة أو السلوك التكيفي، في حين وجد أن الألم عند الأطفال المصابين بإعاقات حركية عصبية مرتبط بمشاعر العزلة والإحباط والحزن.
وتطرقت الخميس لتأثير التدخلات النفسية للعلاج السلوكي المعرفي على الإعاقة البصرية والحركية، مشيرة إلى أنه في عام 2019م أجريت دراسة لقياس مدى فعالية العلاج السلوكي المعرفي في جلسات العلاج الجمعي لعلاج مجموعة من ذوي الإعاقة البصرية من أعراض الاكتئاب الناتج عن اضطراب ما بعد الصدمة، حيث وجدت نسب متباينة من الارتفاع والتحسن في القبول وجودة الحياة وحل المشكلات والتشوهات المعرفية، مضيفة: كما أجريت دراسة عام 2018م هدفت لتأثير العلاج الجمعي ونهج العلاج السلوكي المعرفي على عينة من المراهقين من ذوي الإعاقة الحركية لتقييم الكفاءة الاجتماعية في تدريب لمدة 8 أسابيع لديهم، وأفادت النتائج بزيادة الكفاءة الاجتماعية لديهم وزيادة ملحوظة في الثقة بالنفس وتطوير تفاعلات اجتماعية سليمة مع الآخرين. وأوضحت أن العلاج السلوكي المعرفي هو نوع من أنواع العلاج النفسي الذي يعتمد على الأدلة العلمية في الممارسة العلاجية الإكلينيكية والبحث، مؤكدة أنه يشمل جهودًا لتغيير أنماط التفكير ومن ضمنها إستراتيجيات التعلم والتعرف والتقييم والتعديل لتشوهات التفكير التي تخلق ضائقة في حياة الإنسان، وتنظيم المشاعر التي تنتاب الإنسان وتزيد من ضائقته، ومحاولة اكتساب فهم أفضل لسلوكه وسلوك الآخرين، واستخدام أساليب مطورة لحل المشكلات في المواقف الصعبة.
«الألفة» خلال العلاج والتقييم
شددت أخصائي نطق ولغة ومحللة سلوك روزان الخطيب، على أهمية الألفة خلال البرامج العلاجية أو في مراحل التقييم للإخصائي ومقدم الرعاية وكيفية بناء علاقة جيدة ووطيدة مع الأطفال أو المراجعين للعيادة من خلال المعززات.
وعرفت المعزز بأنه المفهوم الشائع المستخدم في مجال تحليل السلوك التطبيقي، وهو الطريقة الأولى التي يتم استخدامها قبل اقتراح أي طرق أخرى، وهو مثير يلحق السلوك ويزيد من احتمالية حدوث السلوك مستقبلاً، موضحة أن من أنواعه معززات غير مشروطة لا تشترط احتياجا لتاريخ تعليمي مسبق وهي من الاحتياجات الأساسية كالأكل، وأخرى مشروطة تعتمد على تاريخ تعليمي مسبق وهي ليست من الاحتياجات الأساسية كالألعاب، ومعززات شرطية معممة تم إقرانها بالعديد من المعززات المشروطة وغير المشروطة كالمال والثناء.
واختتمت بالإشارة إلى أهمية التعزيز في بداية المرحلة العلاجية واختيار معززات سليمة لبدء بداية صحيحة للخطة العلاجية والمساهمة بنجاح هذه الخطة الذي يتم وضعها للطفل.
المبادرات المجتمعية مساهمة وطنية
أكدت مدير عام جمعية «إيفاء» وعضو المجلس التخصصي لذوي الإعاقة رنا طيبة، دور المبادرات الابتكارية في تحسين الخدمات المقدمة للأشخاص ذوي الإعاقة، مضيفة إن للمبادرات الابتكارية المجتمعية على القطاع الخاص أثرا كبيرا.
وأوضحت أن الجهة التي تؤسس قسم مسؤولية اجتماعية تزيد من انتماء وولاء الموظفين داخلها، إذ أصبحت المسؤولية الاجتماعية جزءا من المساهمة الوطنية في الرؤية الأساسية للدولة، كما تحافظ هذه الجهة على بناء سمعة عالية لها في المجتمع المحلي وفي الاعتبارات المجتمعية، وتجعل من هذه المبادرات قصة نجاح لها.
وأكدت طيبة، أن المبادرات المجتمعية تساهم في رفع الأداء المالي في الشركات، من خلال تسويقها للشركة تسويقا مستندا على القيم مما يرفع المبيعات ويعزز الولاء ويجذب نماذج أفضل من العاملين، وتعزز مكانتها في قائمة معيار (Dow Jones)، وترفع قيمة المبيعات بنسبة 20 %، وترفع مستوى الإنتاجية بنسبة 13 %، وتقلل من تسرب الموظفين بنسبة 50 %.
تحديات التعامل في الأماكن العامة
وأوضح محمد اليامي من ذوي الإعاقة، أن من أبرز التحديات التي يواجهها الأشخاص ذوو الإعاقة الحركية، ضيق مداخل دورات المياه التي تعوق دخول الكرسي المتحرك، مقترحًا بأن تتحول مغاسل الأيدي للعمل بالليزر حتى لا يضطر الشخص من ذوي الإعاقة إلى مد ذراعه ليفتح صنبور الماء.
وأضاف: إن بعض الممرات بالمتنزهات لا توجد بها منحدرات كراسي متحركة مناسبة، إذ يفترض أن يكون المسطح المنحدر مناسبا بجميع المرافق العامة، لسهولة التنقل، إضافة إلى أن طاولات الطعام بالمطاعم بالمراكز التجارية مقاساتها غير مناسبة بحيث تكون مرتفعة على ذوي الإعاقة، مطالبا بأن تكون هناك طاولات مخصصة للأشخاص ذوي الإعاقة.
وتابع: أما بالنسبة للمعاناة بالمستشفيات، فهي تتمثل في ارتفاع كاونتر موظف الاستقبال، إضافة إلى أننا نواجه نفس المشكلة بالمراكز التجارية، واقترح بأن يكون هناك جهاز آيباد على كل طاولة سواءً بالمستشفيات أو بالمرافق العامة لقضاء حاجتهم من خلاله، دون الاضطرار لأن يرافقهم مرافقون.
معاقبة المخالفين
وأفاد والد باسل الأحمري من الأشخاص ذوي الإعاقة، أن معاناة ذوي الإعاقة في المرافق العامة تتلخص في عدم وجود دورات مياه مخصصة وإن وجدت في بعض الأماكن الحديثة فهي غير نظيفة ومجهزة، وعدم توافر مواقف للسيارات مخصصة لهم وقريبة من دورات المياه، مقترحًا توفيرها وتطبيق العقوبات على المخالفين من المقاولين والشركات المشغلة، كما اقترح توفير منزلقات مناسبة في المداخل للعربات في جميع المرافق العامة، حيث إن بعضها منفذ بطريقة بدائية وغير آمنة، وتوفير مساحات مخصصة للعربات في حال توقفها.
وأضاف: يجب توافر أكثر من دورة مياه مخصصة لذوي الإعاقة في جميع المرافق العامة، وعدم الاكتفاء بتخصيص دورة مياه واحدة، ويجب الأخذ بعين الاعتبار سهولة فتح وإغلاق الأبواب.
واقترح الأحمري، أن تكون دورات المياه المخصصة لذوي الإعاقة غير قابلة للفتح إلا ببطاقة ممغنطة خاصة مع الأشخاص ذوي الإعاقة حتى لا يتم استخدامها من غيرهم، مطالبًا بضرورة الاهتمام بها من ناحية النظافة كغيرها من دورات المياه العامة.