د. أحمد راوه

اختلاف الآراء أمر وارد، بل قد يكون صحيا، فالبشر بطبيعتهم مختلفون في طريقة تفكيرهم ورؤيتهم للأحداث والمواقف، فقد يرى أحدهم أن أمرا ما له مسبباته وحلوله بينما يرى الآخر دون ذلك، ويعد هذا بمثابة العصف الذهني لفريق العمل، إلا أن البعض قد يجعله سببا للخلاف، وربما توترت الأعصاب وعلت الأصوات وانحرف المختلفون عن الهدف الأسمى، فيتأثر أداء فريق العمل.

ويعد الاختلاف أحد مراحل نمو أي فريق، وهي مرحلة التعسر، ومن المحتمل حدوث ذلك الاختلاف عند تحليل الأحداث المختلفة، أو عند محاولة التوصل لمعرفة أسباب أمر ما، أو للوصول للحل الأمثل لمشكلة قد تواجه الفريق، وعند التحقق من نجاعة الحلول المطروحة وتطبيقها عمليا.

ومن الأسئلة الشائعة المرتبطة باختلاف وجهات النظر: ماذا يجب علينا العمل أولا؟ - من الشخص المفوض بالعمل؟ - متى؟ - كيف؟ - لماذا - كم؟، ومحاولة وضع أجوبة واضحة لكل التساؤلات وبمشاركة جميع الأعضاء يصل بنا في آخر المطاف لحلحلة الاختلافات، فَيُنزع فتيل العداء والمشاعر السلبية بين الأعضاء، ويمضي الفريق نحو تحقيق أهدافه، ولإدارة مفاوضات الاختلافات، لا بد من السير على خطوات ثلاث: تحديد طبيعة الاختلاف - دراسة البدائل وتحليلها - الاتفاق على الخطوة اللاحقة، وبالعادة لا يكون للمعضلات سبب واحد فقط أو حل واحد فقط، فتتعدد المسببات والحلول.

يختلف الناس في اهتماماتهم وقدراتهم وشخصياتهم، ونجاحهم يعتمد على ثقافة المؤسسة، والتزام القائد، ودرجة تمكينهم بتفويضهم للصلاحيات، وتوفير الموارد التي يحتاجون إليها، ويسبق كل هذا اختيار أفضل الأعضاء لتمثيل الفريق.

وفي الختام، لنجعل من الاختلاف جسرا للتواصل لا الخلاف، وهو سنة كونية، فالناس مختلفون حتى في لهجاتهم وألوانهم، قال تعالى: «ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين».

@DrAhmadrawa