صالح الشمراني ـ @shumrany

وما زال الهلال يمارس ما لم يعتده، ويقف بالمكان الذي لا يليق به، في هدر غير طبيعي لفرص صدارةٍ ما زالت متاحة، وتنازل عجيب عن نقاط كانت في متناول زعامته النهمة التي لا تشبع من الانتصارات، بينما الأهلي يعيش انتكاسةً فنية اتجهت به نحو الطريق المنحدرة، والتي لم تمنع منافسيه من إبداء الشفقة على تاريخ أخضر يكاد يسقط في وحل مؤخرة ترتيب مسابقة لن يرحم متنافسوها من قرر أن يكتفي بالبكاء على أطلاله مبكراً.

نعم، فهذا ما يحدث الآن لرمزين من أعرق أنديتنا التي تتغنى بتاريخ لا يمكن المساس به، أو تناوله إلا بذكر أمجادهم التليدة التي ستبقى أرجوزة لمن يحب عزف الأناشيد.

قد يكون هناك بون شاسع بين الفريقين في الترتيب والطموح ـ على المدى القريب ـ لكننا نتحدث عن تيهٍ فني، وسطوة وقسوة بدأت تمارسها عليهم الفرق الصغيرة قبل الكبيرة منها، رغم استقرار إداري يعيشه الفريقان من خلال رئيسين مرحّب بهما من الأكثرية.

المريب في الأمر، والمستفز للمشجع البسيط بأن ما كان (شبه اتفاق) صار اتفاقاً كاملاً عند النقاد الرياضيين، بأن العلة الكبرى في هذا التراجع الفني المخيف أساسها (جارديم وهاسي) واللذان لا ندري لهذه اللحظة عن أسباب التشبث بهما..

هل لضيق ذات اليد؟؟؟ أم أن (سعود وعيسى) لهما وجهتا نظر مختلفة عن الجميع؟؟؟ أم أنه مجرد (عناد) نربأ به عن (فهد وماجد)؟؟؟

من يفهم في كرة القدم يدرك بأن هناك أشياء خفية قد لا نراها إلا أننا نلحظ نتائجها ونتاجها كالروح والتوفيق، ويقابلها (النحس والتبلد) وغيرها من أشياء لا علاقة لها (مباشرةً) بالأمور الفنية.

لذلك، وإن تكن إدارة الناديين مقتنعة بعمل المدربين (السيئة نتائجهما) إلا أنه توجّب عليها إدارة الأزمة قبل أن تتأزم أمورهم النقطية وتصل للحلقوم، وفي ظل عدم القناعة بمواهبنا النادرة التي أثبتت جدارتها كالمحمدي، وإدعاء الإدارات تصريحاً أو تلميحاً بأن للمادة دورا في بقاء هذا العبث الفني، فإن هناك حلاً من خارج الصندوق قد ينقذ سمعة المدربين، ويوفر الهدر المالي للفريقين، ويحدث صدمةً فنية قد تأتي بالمفاجأة، وتجلب الروح، ويلازمها التوفيق.

وذلك بصفقة تبادل لمدربي الفريقين، فربما ينجح هاسي مع الهلال، ومتأكد من نجاح جارديم مع الأهلي، ولكن هل من مرونة وتفكير بواقعية لإدارة فريقين يكادان يفقدان بوصلة العودة؟؟؟

حل مؤقت سيخفّف ـ على الأقل ـ من احتقان المدرجات، وسيعطي اللاعبين فرصة لاستعادة الثقة من جديد.

المنطق مع التعاقد مع مدربين جديدين، لكن الواقع فرض استمرار (الأصلع الوسيم، والألباني الأنيق)، مما جعلنا نطالب بالتبديل بينهما، كحل (إن لم يصبهم بخير، فالشر أصلاً قد حصل).

توقيعي

تبادل المصالح، مهارة يتقنها الناجحون، ولا يخشاها الواثقون.