د. أحمد راوه

من الأنماط المستخدمة لاتخاذ القرارات، أن يكون القرار مبنيا على بيانات، أو باستخدام السلطة، أو بالإجماع، ويعرف اتخاذ القرار بالإجماع بأنه اختيار إجراء يقوم جميع أعضاء الفريق بدعمه وعدم الاعتراض عليه، مع وجود أعضاء غير موافقين عليه، فلا يشترط موافقة جميع الأعضاء على القرار المتخذ، أو رضاء كامل من قبل الجميع، وبغض النظر عن الاستراتيجية المستخدمة للوصول إلى الإجماع، والتي بالعادة تأخذ 3 أنماط، إلا أن المبدأ الأساسي لاتخاذ القرار بالإجماع هو التصويت مع ضمان مشاركة متساوية من قبل الجميع.

ابتداء، يعقد فريق العمل جلسة العصف الذهني (الشحذ الذهني)، لتوليد قائمة من الخيارات (الأصوات)، ثم يتم تقليل هذه القائمة، ويتم ذلك عدة مرات، حتى الوصول إلى قائمة مختصرة من الخيارات المتبقية، فتتم مناقشتها، واختيار خيار واحد فقط منها، وهو القرار.

ولإنجاح القرار بالإجماع، نمر بمرحلتين، المرحلة الأولى: ما قبل الوصول لحالة الإجماع، والثانية: بعد الوصول إليه، فمن الهام جدا بالمرحلة الأولى تسمية المخرج المرجو الوصول إليه بلغة قصيرة واضحة وغير معقدة في المعنى، والتأكيد على أعضاء الفريق بأن ذلك يمثل فهمهم وتصورهم، إلى أن يتم التوصل إلى قرار بالإجماع، مع فتح المجال لتقديم الاقتراحات في حال وجود اعتراض من قبل أي عضو بالفريق، وإيضاح أن رأي الأغلبية سيكون نافذا، وفي المرحلة الثانية، يتم شكر الجميع على ما بذلوه من جهود، ويقوم كل شخص ضمن الأقلية بأداء المهام المطلوبة كما لو أنه ضمن الأغلبية، والابتعاد عن إلقاء اللوم في حال فشل رأي الأغلبية.

وقد كان ذلك منهاج النبي ﷺ زمن رئاسته للمدينة، ففي أحد الأيام أتاه الخبر عن قريش بمسيرهم ليمنعوا عيرهم، فاستشار الناس، وأخبرهم عن قريش، فقام أبو بكر الصديق، فقال وأحسن، ثم قام عمر بن الخطاب، فقال وأحسن، ثم قام المقداد بن عمرو، ثم قال النبي ﷺ مرة أخرى: أشيروا على أيها الناس، ذلك أن كل من تحدث من المهاجرين، فأراد سماع الأنصار، فقام سعد بن معاذ من الأنصار.

@DrAhmadrawa