أحمد الجبير

دولتنا ممتدة منذ ثلاثة قرون، ولديها تراكمات في الخبرة السياسية، والتنمية الاقتصادية، وفنون الحرب والحياة، ومر منها عابرون كثر، ولكنها هضمتهم، ولفظت بعضهم، وتعلمت فن العلاقات والتجارة المحلية، والإقليمية والدولية، وتمرست في الحوار مع الآخر، وبما يخدم أهدافها، ومصالحها وأصبح الإنسان السعودي ثريا في خبراته، وقدراته الإدارية، وجعلته قادرا على تحويل الصحراء إلى مركز جذب، ودولة حديثة متطورة، ولاعب رئيسي، ومحوري على المسرح الدولي من خلال تاريخها الاقتصادي، ونمط عيشها، وتقدمها ونهضتها، وكان نتيجته رسوخا لهذا الكيان العربي السعودي بقدراته العظيمة، وخدماته التنموية والاقتصادية، وتأثيره في حركة التجارة المحلية، والإقليمية والعالمية.

فالأمر الملكي الكريم لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أعزه الله- بتحديد يوم 22 فبراير من كل عام يوم التأسيس، الذي يوثق مسيرة عمرها ثلاثة قرون من الجهد والبذل، والعطاء لتوحيد أركان الدولة السعودية، وتنظيم مواردها الاقتصادية، وتعليم وتأهيل إنسانها، وجعل الاقتصاد رؤية واقعية للوطن، ورفاهية المواطن.

لقد حرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- على إبراز تاريخ، ومنجزات المملكة، وتعزيز اللحمة، والانتماء لهذا الوطن المعطاء، حيث إن الإمام محمد بن سعود -رحمه الله- نجح قبل ثلاثة قرون عام 1139هـ في تأسيس الدولة السعودية الأولى، وعاصمتها الدرعية.

كما تمكن الإمام تركي بن عبدالله بن سعود -رحمه الله- عام 1240هـ من تأسيس الدولة السعودية الثانية، ليأتي الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- عام 1319هـ ليؤسس المملكة العربية السعودية وتوارثها من بعده أبناؤه ملوك المملكة -رحمهم الله- وصولًا إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أمد الله في عمره- مساهمين، ورعاة لبناء هذا البلد العظيم.

ومن أبرز إنجازات الملك عبدالعزيز -رحمه الله- تأسيسه لحالة تحدٍ فريدة تمثلت بقيادات اتسمت بالحكمة والدهاء، والقدرة على البناء، والتأسيس الإداري، والسياسي والاقتصادي، والتنموي ونقل المملكة إلى مرحلة حديثة، وتم تأسيس مجلس الشورى، وإدارة المقاطعات، ورئاسة القضاء والمحاكم الشرعية، والأمن العام، ومؤسسة النقد، وجميع الوزارات.

كما شملت عنايته -رحمه الله- تنظيم، وتطوير الخدمات المقدمة للحجاج، حيث أمر -رحمه الله- بتوسعة الحرمين الشريفين، وتأسيس المديرية العامة للحج، وإنشاء المحاجر الصحية، وإنشاء الطرق، ووسائل المواصلات والاتصالات، والخطوط الجوية، والسكك الحديدية، ونشر التعليم وتشجيع طلاب العلم من أبناء، وبنات الوطن، وتوفير الأمن، والوحدة بعد الفرقة، والعيش الكريم، والاستقرار للشعب السعودي لتصل بلادنا إلى بناء المشروعات العملاقة، والتحولات الكبرى نحو المستقبل المشرق في ظل الرؤية السعودية 2030م، التي صاغها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ويقودها بكل اقتدار، وبتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظهما الله-.

حتى أصبح اقتصاد المملكة من أقوى اقتصادات العالم باعتبار المملكة عضوا في مجموعة العشرين، وتملك احتياطيات كبيرة من النفط، وفي الترتيب الثاني عالميا، ولديها خامس أكبر احتياطي غاز، وعضو في منظمة أوبك، وفي الترتيب الثالث من حيث الموارد الطبيعية، ولديها إستراتيجيات لتنويع مصادر الدخل غير النفطي عبر رؤية المملكة 2030م.

فهذا التاريخ يجب أن يتذكره أبناء، وأجيال المملكة لأنه تاريخ دولة عريقة امتدت إلى أكثر من ثلاثة قرون، ويوم التأسيس يمثل مناسبة وطنية كبيرة للدولة السعودية منذ تأسيسها، وما وصلت إليه من مكانة، وثقل سياسي، واقتصادي على مستوى العالم، وما تشهده من نهضة تنموية واقتصادية في عهد خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله-.

ahmed9674@hotmail.com