حينما نقرأ كتابا.. ولا يعجبنا طريقة ترتيب ومجريات الأحداث به أو أحسسنا بالخوف تجاه مقطع معين أثار مشاعر معينة بداخلنا، فهذا لا يجعلنا بحاجة لأن نهرع لتمزيق صفحات الكتاب لأننا سنظل نذكر أنفسنا دائمًا بأنه مجرد كتاب باستطاعتنا اختيار قراءته بفضول وحياد تام أو إغلاق الكتاب والابتعاد عنه تمامًا.. ولكن ماذا لو اخترنا أن نكمل القراءة؟ فلربما كان لنا بهذه الرحلة فرصة لاختبار مشاعر (معينة قد لا تكون محبذة بالكامل)، ولكن ماذا سيضر بنا إن كنا محصنين بطاقتنا ونحن بدواخلنا نحلق في فضاء من الأمان التام.. إذًا عندما نعلم فقط أن الأحاسيس، التي نضع لها أسماء مثل (الخوف) أو (الألم) أو (السلبية) ما هي إلا خبرة أفكار لحظية نعيش فصولها من كتاب حياتنا، ولكن نحن نملك قوة التحكم بإكمال القراءة أو إغلاق الكتاب نهائيا.. هنا تعود لدينا قوة الخيار ونعود لننتقي الجزء المهيمن منها على عقولنا، الذي يتحكم في جودة حياتنا بالخارج.. من هنا ستتفتح بداخل مداركنا البصيرة وتحدث لحظة الانقلاب الثوري للذات.. تلك اللحظة التي نأخذ فيها القرار للانتصار لأنفسنا، حيث تغمرنا الرغبة المشتعلة والجارفة في التغيير.. من هنا فقط ستنبعث بداخلنا الطمأنينة لنعي أننا بخير مطمئنين سالمين ممتلئين بروعتنا وسيظل دائما معدنا الأصيل ساطعا لامعا وحقيقيا بالعمق.. ومهما حدث معنا في الخارج ومهما صور صفحات هذا الكتاب إلا أننا نستطيع تغييرها لأننا نملك الخيار والوعي الكافي لمراقبة واختيار أفكارنا وخياراتنا والطريقة، التي ترغب أن تعبر بها أرواحنا على هذه الأرض.... فنحن بالنهاية لسنا الأفكار، التي نختبرها ولا الأحاسيس، التي نشعر بها إنما نحن فضاء من الوعي الحاضن لكل تلك الأفكار والأحاسيس.. فدعونا لا نخاف من التجربة الإنسانية مهما كان شكلها ومهما كانت الخبرات، التي عشناها أو سوف نعيشها لاحقًا، فهي التي تمنحنا الخبرة والحكمة وتجعلنا أقوى وأكثر حب لأنفسنا، وأكثر شجاعة للنهوض من جديد، والتحليق بروح أكثر قوة وعظمة وتأثيرا بهذا العالم الكبير.
@hananco91
@hananco91