مرت سنتان على جائحة كورونا التي تركت ما تركت من مآس وكوارث على حياة الكثيرين فقدنا خلالها أصدقاء وأحبة عزّ علينا فراقهم، حيث غيرت كورونا حياة الملايين في كل أنحاء العالم وتسببت بإصابة أكثر من 30 مليون إنسان ووفاة ما لا يقل عن مليون آخرين.
هناك من فقد عمله ووظيفته نتيجة لتوقف معظم الشركات والمؤسسات حيث ألزمت معظم الدول مواطنيها بالحجر والحظر فتسبب ذلك بإيقاف أعمال الناس وتعطلها وتكبدهم خسائر جمّة، حتى على صعيد الصحة هناك من أصيب بهذا الوباء وعانى من ضيق النفس والاختناق وضاقت به الأرض بما رحبت ومن ثم منّ الله عليه بالشفاء.
فمن الطبيعي أن نشعر بالخوف في ظل هذه الجائحة ولكن يجب ألا نستسلم لهذا الوباء ونعزز التدابير الصحية لمواجهته ويمكن حتى أن نستخلص منه العبر والدروس لنستفيد منه.
وفي الحقيقة أن الكورونا أيقظت في داخلنا شيئا لطالما تجاهلناه وحتى لم نجعله من أولوياتنا ألا وهو صحتنا، وهي التي لم نعطها حقها بالرعاية والعناية ولم نولّها الأهمية التي تحتاجها.
قد يظن البعض أن كلامي ما هو إلا زهد ومبالغة وأنني بتُ أبتعد عن ضجيج هذه الحياة ولكنني في الحقيقة قررت أن أتوقف لبرهة، وأطفئ مركبتي التي تسير على طريق الحياة وأركنها جانبا لأراجع نفسي قليلا ولأسأل نفسي السؤال التالي: لماذا كل هذا الركض خلف الدنيا وما الذي سنجنيه لو أننا ملكنا المال الكثير والرزق الوفير والشركات الكبرى والبيوت الفارهة ولكن بالمقابل خسرنا أغلى ما نملك وهو صحتنا وعافيتنا؟
كان لا بد من هذه الوقفة مع النفس وأن أعيد ترتيب أولوياتي وأن أحرص على عافيتي كما أحرص على إعداد الميزانية والجرد في ختام كل سنة مالية لكوني محاسبا، فلا بد من ميزانية مع نفسي أحرص فيها على موازنة صحتي مع أعمالي ونفسي مع الآخرين وأن أقر في النهاية بالربح والخسارة، والخسارة هنا لا تعوض ولا يمكن تخفيضها أو حتى خصمها، فخسارتك لصحتك ستدفع ثمنها أنت وحدك ولن يتحمل أعباءها أحد غيرك.
إن المسافة بيننا وبين الآخرين التي فرضناها على أنفسنا والتباعد الاجتماعي والحجر المنزلي يجب ألا نطبقه فقط كإجراء احترازي منعا للإصابة بكورونا، بل يجب أن نستفيد من هذه التجربة ونطبقها بشكل عام في حياتنا فالحيز والمسافة بين العلاقات أمر بات لا بد منه، والركون في المنزل وتقوية الأواصر الأسرية مع عائلاتنا وأولادنا وتعزيز المطالعة والقراءة والتفكّر لهو الخير العظيم الذي غفلنا عنه وأشغلنا عنه جنون التكنولوجيا وضجيجها وانشغالنا بمواكبة السرعة التي تسير بها ناهيك عن أعمالنا ومشاغلنا والضغط النفسي الذي نعيشه لنواكب هذا التطور الهائل
وفي هذا المقام يستحضرني قول المؤرخ محمود الوراق :
وكم من مريضٍ نعاهُ الطبيبُ * إِلى نفسِه وتَوَلىَّ كئيبا
فماتَ الطبيبُ وعاشَ المريضُ * فأضحى إِلى الناسِ ينعى الطبيبا...
@baderalsiwan
هناك من فقد عمله ووظيفته نتيجة لتوقف معظم الشركات والمؤسسات حيث ألزمت معظم الدول مواطنيها بالحجر والحظر فتسبب ذلك بإيقاف أعمال الناس وتعطلها وتكبدهم خسائر جمّة، حتى على صعيد الصحة هناك من أصيب بهذا الوباء وعانى من ضيق النفس والاختناق وضاقت به الأرض بما رحبت ومن ثم منّ الله عليه بالشفاء.
فمن الطبيعي أن نشعر بالخوف في ظل هذه الجائحة ولكن يجب ألا نستسلم لهذا الوباء ونعزز التدابير الصحية لمواجهته ويمكن حتى أن نستخلص منه العبر والدروس لنستفيد منه.
وفي الحقيقة أن الكورونا أيقظت في داخلنا شيئا لطالما تجاهلناه وحتى لم نجعله من أولوياتنا ألا وهو صحتنا، وهي التي لم نعطها حقها بالرعاية والعناية ولم نولّها الأهمية التي تحتاجها.
قد يظن البعض أن كلامي ما هو إلا زهد ومبالغة وأنني بتُ أبتعد عن ضجيج هذه الحياة ولكنني في الحقيقة قررت أن أتوقف لبرهة، وأطفئ مركبتي التي تسير على طريق الحياة وأركنها جانبا لأراجع نفسي قليلا ولأسأل نفسي السؤال التالي: لماذا كل هذا الركض خلف الدنيا وما الذي سنجنيه لو أننا ملكنا المال الكثير والرزق الوفير والشركات الكبرى والبيوت الفارهة ولكن بالمقابل خسرنا أغلى ما نملك وهو صحتنا وعافيتنا؟
كان لا بد من هذه الوقفة مع النفس وأن أعيد ترتيب أولوياتي وأن أحرص على عافيتي كما أحرص على إعداد الميزانية والجرد في ختام كل سنة مالية لكوني محاسبا، فلا بد من ميزانية مع نفسي أحرص فيها على موازنة صحتي مع أعمالي ونفسي مع الآخرين وأن أقر في النهاية بالربح والخسارة، والخسارة هنا لا تعوض ولا يمكن تخفيضها أو حتى خصمها، فخسارتك لصحتك ستدفع ثمنها أنت وحدك ولن يتحمل أعباءها أحد غيرك.
إن المسافة بيننا وبين الآخرين التي فرضناها على أنفسنا والتباعد الاجتماعي والحجر المنزلي يجب ألا نطبقه فقط كإجراء احترازي منعا للإصابة بكورونا، بل يجب أن نستفيد من هذه التجربة ونطبقها بشكل عام في حياتنا فالحيز والمسافة بين العلاقات أمر بات لا بد منه، والركون في المنزل وتقوية الأواصر الأسرية مع عائلاتنا وأولادنا وتعزيز المطالعة والقراءة والتفكّر لهو الخير العظيم الذي غفلنا عنه وأشغلنا عنه جنون التكنولوجيا وضجيجها وانشغالنا بمواكبة السرعة التي تسير بها ناهيك عن أعمالنا ومشاغلنا والضغط النفسي الذي نعيشه لنواكب هذا التطور الهائل
وفي هذا المقام يستحضرني قول المؤرخ محمود الوراق :
وكم من مريضٍ نعاهُ الطبيبُ * إِلى نفسِه وتَوَلىَّ كئيبا
فماتَ الطبيبُ وعاشَ المريضُ * فأضحى إِلى الناسِ ينعى الطبيبا...
@baderalsiwan