ترجمة: إسلام فرج

مقتل قرداش يعتبر نكسة للتنظيم داعش ولكن ربما تكون مؤقتة

قال مجلس العلاقات الخارجية إن مقتل زعيم تنظيم داعش يبرز سبب استمرار الوجود الأمريكي في الشرق الأوسط.

وبحسب مقال لـ «ماكس بووت»، من غير المرجح أن يشكل مقتل أبو إبراهيم الهاشمي القريشي «عبدالله قرداش» نكسة كبيرة للتنظيم الذي شن بالفعل هجمات خطيرة في العراق وسوريا هذا العام.

وتابع: في سبتمبر، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: إنه يقف بينما بلاده للمرة الأولى منذ 20 عامًا ليست في حالة حرب، لقد قلبنا الصفحة.

وعلق الكاتب بقوله: إن الدور الذي لعبته القوات الأمريكية في محاربة التهديد المتجدد من التنظيم في العراق وسوريا هذا العام يتناقض مع إعلانه المفرط في التفاؤل.

وأردف: في 3 فبراير، شنت قوات العمليات الخاصة الأمريكية غارة في شمال غرب سوريا أسفرت عن مقتل زعيم داعش، أبو إبراهيم الهاشمي القريشي، لم تُصب أي من القوات الأمريكية، لكن قُتل 13 شخصًا، من بينهم أطفال، قال مسؤول أمريكي «إن القريشي فجّر قنبلة فقتل نفسه وأسرته قبل أن تدخل القوات منزله».

وأضاف: في الأسبوع السابق، نفذت القوات الأمريكية في شمال شرق سوريا عمليات قتالية لمساعدة شركائها الأكراد في مواجهة عملية هروب من أحد سجون التنظيم.

الخطوط الأمامية

وبحسب الكاتب، تُظهر هذه التطورات سبب احتياج القوات الأمريكية، التي يبلغ تعدادها حوالي 2500 في العراق و900 في سوريا، إلى البقاء على الخطوط الأمامية لمحاربة التهديدات منخفضة الحدة مثل تنظيم داعش الذي أثبت مرونته بشكل مخيف.

ومضى يقول: تعود جذور داعش إلى تنظيم القاعدة في العراق، الجماعة الإرهابية التي نشأت بعد الغزو الأمريكي عام 2003.

وأضاف: بحلول عام 2009، بعد زيادة القوات الأمريكية وصعود صحوة الأنبار، كان تنظيم القاعدة في العراق قائماً، لكن قرار الرئيس باراك أوباما بسحب جميع القوات الأمريكية في 2011، بينما كانت الحرب الأهلية تندلع في سوريا، منح التنظيم فرصة جديدة للحياة.

وأردف: وُلد التنظيم المتطرف من جديد باسم داعش في العراق وسوريا، وأصبح أقوى من أي وقت مضى، حيث استقطب مجندين من جميع أنحاء العالم وألهم الهجمات الإرهابية من سان برناردينو، مرورًا بكاليفورنيا، وصولا إلى باريس.

وتابع: بحلول نهاية عام 2014، سيطر التنظيم على أراض بحجم بريطانيا على جانبي الحدود العراقية السورية، وأرسل أوباما القوات الأمريكية إلى العراق للمساعدة في وقف المد، وبحلول عام 2017، استعادت القوات العراقية الموصل، وبحلول عام 2019 فقد داعش آخر معاقله في سوريا.

واستطرد: لكن التنظيم لم يختفِ أبدًا، مع قتل أبو بكر البغدادي بغارة أمريكية في 2019، عاد داعش إلى هجمات الكر والفر على جانبي الحدود العراقية السورية، فيما شنّ عناصر تابعون له هجمات بمناطق متفرقة من أفريقيا إلى أفغانستان.

انخفاض الهجمات

وتابع ماكس بووت: وفقًا لتحليل مايكل نايتس من معهد «واشنطن لسياسة الشرق الأدنى»، وأليكس ألميدا من «هوريزون كلاينت اكسس»، نفذ التنظيم 808 هجمات في العراق خلال الربع الثاني من عام 2020، بعد ذلك، كان هناك انخفاض في الهجمات، بمتوسط 330 لكل ربع سنة من يوليو 2020 إلى نوفمبر 2021، وكان معظمها طفيفًا إلى حد ما، لكن 2022 جلب موجة جديدة من الهجمات البارزة.

وأضاف: في محافظة ديالى العراقية، على بُعد 75 ميلاً فقط شمال بغداد، هاجم مقاتلو داعش المشتبه بهم ثكنة للجيش العراقي في يناير، مما أسفر عن مقتل 11 جنديًا، وفي مدينة الحسكة السورية هاجم التنظيم سجنًا يضم أعضاء من التنظيم، وقُتل مئات الأشخاص عندما عملت قوات سوريا الديمقراطية مع القوات الأمريكية لاستعادة السيطرة على السجن في قتال بري عنيف، وتقدر القوات الأمريكية أن 200 سجين من داعش قد فروا. وبحسب الكاتب، فإن وفاة قريشي ستكون بمثابة نكسة للتنظيم، ولكن ربما تكون مؤقتة.

وتابع: تم تعيين قريشي زعيمًا بعد أقل من أسبوع من وفاة البغدادي في عام 2019، ويفترض أنه سيتم الآن تعيين زعيم آخر، لكن التنظيم أصبح لا مركزيا ومنتشرًا لدرجة أن التغيير في القيادة العليا من المرجح أن يحدث القليل من الاختلاف. وأشار إلى أن أكبر فرع تابع له هو «تنظيم خراسان»، مستقل إلى حد كبير، ومن المرجح أن يرى مجالًا لمزيد من التقدم، حيث تكافح طالبان لتعزيز سيطرتها على ذلك البلد.

توفير فرص

ومضى ماكس بووت يقول: في غضون ذلك، لا تزال الحكومة العراقية منقسمة على الدوام، ولا تزال سوريا في حالة من الفوضى مع استمرار اندلاع الحرب الأهلية بعد أكثر من عقد، من شبه المؤكد أن الافتقار إلى الحكم الفعّال في أفغانستان والعراق وسوريا سيوفر فرصًا جديدة للتنظيم لشن هجمات في المنطقة وإعادة بناء قوتها.

وأردف: لا يوجد الكثير الذي يمكن للولايات المتحدة القيام به لتحسين الحكم في أي من تلك البلدان، أفضل ما يمكن أن يأمل فيه هو احتواء تداعيات الفوضى من خلال الحفاظ على وجود صغير للقوات على الأرض في العراق وسوريا للعمل مع قوات الأمن العراقية وقوات سوريا الديمقراطية، على التوالي، لدعم قدراتهما لمحاربة تنظيم داعش، ولاحتواء نمو القوة الإيرانية في كلا البلدين. وأضاف: يمكن حتى لعدد صغير نسبيًا من القوات الأمريكية أن يحدث فرقًا كبيرًا، حيث يمكنهم توفير عوامل التمكين مثل الاستخبارات والدعم الجوي التي لا تمتلكها الدول الأخرى، لكن في أفغانستان، تُعد الخيارات الأمريكية أكثر محدودية؛ لأن قتال التنظيم يُجبر واشنطن على تحالف فعلي مع طالبان.

وأردف: نجح بايدن في سحب الولايات المتحدة من أفغانستان بتكلفة عالية، لكنه رفض بحكمة سحب القوات الأمريكية بالكامل من القتال ضد الجماعات المسلحة في الشرق الأوسط الكبير، تُظهر أحداث الأسبوعين الماضيين أن وجود القوات الأمريكية لا يزال ضروريًا لإبقاء التنظيم في مأزق.