أمجاد سند - الدمام

«أنسنة المدن».. مصطلح يعني الكثير في عالم الهندسة المعمارية والمدنية، إذ يحتاجه الكثير من المدن بالمملكة كأسلوب لحياة أفضل، وقال المهندس المدني ناصر الراسي: كنت دائمًا أعاني العشوائية في الحي الذي أسكنه، وكنت أيضًا أحاول إيجاد حل، ومن هنا بدأت رحلتي قبل 9 أعوام حين ذهبت إلى الولايات المتحدة الأمريكية، تحديدًا ولاية تكساس، للحصول على شهادة البكالوريوس في الهندسة المدنية من جامعة تكساس أي أند إم، تلك الجامعة المعروفة عالميًا في مختلف التخصصات، والثالثة على مستوى الولاية في تخصص الهندسة المدنية، إذ إني حرصت على أن أتعلم الكثير، وأن أكون مُلمًّا بالتخصص، خصوصًا أن له فروعًا متعددة، وهي المواصلات كالطرق في المطارات والطرق السريعة والإنشاءات، وجميع أنواعها السكنية والتجارية والمياه، وتندرج تحت هذا الفرع تحديدًا مياه التحلية والصرف الصحي ومياه الأمطار.

وعن «أنسنة المدن»، أوضح أنه من المفاهيم المطلوبة حاليًا ونحتاج إليها بشدة في جميع مناطق المملكة، وأضاف: كل حي سكني في المملكة بحاجة إلى الأنسنة لرفع مستوى جودة الحياة أكثر مما هي عليه الآن، وهي التي يجب أن تكون على النحو التالي: مدارس، محال بقالة، حديقة عامة، ناد رياضي ومسجد.

واستكمل: كما يتمثل هذا المفهوم أيضًا في التخطيط بشكل هندسي صحيح لطرق المشاة وذوي الإعاقة والسيارات والدراجات، وفي بعض الأماكن يكون للحيوانات حقوقها على جميع السبل التي تحتاجها، وسوف نحتاج إلى الكثير من اللوحات الإرشادية للسرعة القانونية اللازمة، والوقوف والخطوط البيضاء للمشاة، وتعتمد على حسابات هندسية للشوارع بالحي والمسارات المخصصة للدراجات الهوائية، ولا ننسى ترقيم المنازل، ووجود صندوق بريد خاص لكل منزل، ولتسهيل الوصول إلى أي من تلك المنازل السكنية أو التجارية.

وأضاف: لا ننسى أيضًا وجود مواقف تكون قريبة جدًا من المحلات التجارية في مواقف السيارات مخصصة للأشخاص ذوي الإعاقة، كذلك أهمية التشجير في الحي، وعلى جوانب الطريق، وذلك ما تسعى إليه حكومتنا الرشيدة لتحقيق رؤية 2030 من برامج في شتى المجالات، ومن ضمنها برنامج «جودة الحياة» المهتم بأنسنة المدن.

واختتم بقوله: أطلقت وزارة الشؤون البلدية والقروية عام 2018 مبادرة «أنسنة المدن»، التي تسعى إلى تحسين جودة الحياة والمنظر الحضاري لمدن المملكة، كما أوضحت أنها سوف تقوم بتطوير 20 مليون متر مربع من المتنزهات والحدائق والأماكن العامة لتبلغ المساحة الإجمالية أكثر من 104 ملايين متر مربع، وارتفاع نصيب الفرد من الساحات والأماكن العامة إلى 4.14 متر مربع، وتطوير 21 كيلو مترا طوليا من الواجهات البحرية، وزراعة أكثر من 4 ملايين شجرة، وذلك ما ينبغي أن يكون، بالإضافة إلى السعي دائمًا للاهتمام بتخطيط الأحياء السكنية وجعلها بسيطة جدًا لمرتاديها.