صفاء قرة محمد - بيروت

حزب الكتائب: البلد محكوم بمنطق ميليشياوي خطير لا يؤمن بالدولة

دعا البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي، الحكومة اللبنانية إلى الاتفاق على خطة مع صندوق النقد الدولي لإنقاذ البلاد من الانهيار المالي، مشددا على أهمية إجراء الانتخابات النيابية والرئاسية في موعدها.

وبدأت الحكومة اللبنانية جولة جديدة من المحادثات مع صندوق النقد الدولي الشهر الماضي، على أمل التوصل إلى اتفاق، وهو الأمر الذي فشلت بيروت في تحقيقه منذ تفجرت.

وقال الراعي إنه يتطلع إلى خمس أولويات لإنقاذ لبنان من الانهيار، من بينها إجراء الانتخابات في موعدها «وتسريع عملية الإصلاح والاتفاق مع صندوق النقد الدولي».

وقال الراعي أيضا إن الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في مايو، يجب أن تتم في موعدها.

وشدد الراعي على أن الموارنة لم يختاروا لبنان الكبير صدفة؛ فقد اختبروا جميع أنواع الممالك والسلطنات وجربوا لبنان مع الإخوان الدروز وعرفوا حسنات كل الصيغ، وأضاف: «أردنا لبنان أن يكون رسالة يتعايش مع محيطه العربي بالاحترام، وأردناه ملتقى للحضارات، لكن ضعف المناعة الوطنية حرَّف رسالة لبنان ودخل في صراع المحاور، وجعل منه منصة صواريخ و(عدوا لأشقائه)».

وختم البطريرك اللبناني بقوله: «نتطلع مع الشعب اللبناني إلى 5 أولويات: إجراء الانتخابات في مواعيدها، إعلان الحقيقة في تفجير مرفأ بيروت، تسريع عملية الإصلاح والاتفاق مع صندوق النقد الدولي، واستكمال تطبيق اتفاق الطائف ومعالجة الثغرات الناتجة، واعتماد نظام الحياد الإيجابي في علاقاتنا الخارجية».

الجميل: محاسبة من كذب ودمر البلد

من جهته، أكد رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميل، أن «لبنان محكوم بمنطق ميليشياوي خطير دمر البلد، ويجب أن نسأل أنفسنا إن كنا نريد منطق رجال دولة يؤمن بدولة الحق والقانون والديمقراطية والمساواة بين الناس، وبين المنطق الميليشياوي الذي يؤمن بالإلغاء والعنف والمال، وبأن القانون والدستور مجرد ديكور، لبنان وصل إلى هنا لأنه يحكم وفق عقل ميليشياوي، فهل نقبل البقاء تحت سيطرة هذا العقل أو نريد الإتيان برجال دولة؟ وإذا أردت أن يعيش أولادي في بلد يحترم نفسه فيجب الإتيان برجال دولة إلى الحكم». وأضاف: «عندما كان لبنان محكوما من رجال دولة كانت لدينا مؤسسات ودولة ولكن منذ انتهاء الحرب إلى اليوم يحكمنا رجال ميليشيات وأشخاص لا يؤمن عقلهم بالدولة وبأن المواطن هو الهدف والأساس، وككتائبيين دافعنا عن لبنان ولم نطلب يوما من الناس أن يموتوا من أجل شخص».

قوة ثالثة

وتابع: إن «الكتائب جزء لا يتجزأ من الانتفاضة الشعبية التي تطالب بدولة سيدة ومستقلة ووجودنا في هذا المكان هو في صلب نضالنا ومبادئنا الكتائبية»، مشددا على «حاجة لبنان إلى قوة ثالثة في البرلمان لنقل البلد إلى نهج ومنطق جديد، على الأقل لضمان أن ثلث المجلس لن يساوم».

وشدد في حديث صحفي على أن «مصلحة البلد والمعركة وانتصار المعارضة تفوق أي اعتبار شخصي أو حزبي، ويجب أن نعطي المثل لغيرنا بالتواضع والتضحية»، متمنيا من «كل المجموعات المعارضة أن تتعاطى بنفس الطريقة، وأن نضحي لنقدم للبنانيين بديلا تغييريا وسياديا، لتكون هناك قوة سياسية مستقلة قادرة على خوض معركة سيادية وإصلاحية».

ولفت إلى «أهمية محاسبة من كذب ودمر البلد وإلا فسيكرر فعلته»، مؤكدا أنه «حان الوقت ليقول الشعب إنه لن يساوي بين من أخطأ ومن لم يخطئ. وآسف لأن لبنان محكوم بمنطق ميليشياوي خطير دمر البلد، ويجب أن نسأل أنفسنا إن كنا نريد منطق رجال دولة يؤمن بالحق والقانون والديمقراطية والمساواة بين الناس، أو المنطق الميليشياوي الذي يؤمن بالإلغاء والعنف والمال وبأن القانون والدستور مجرد ديكور».

المعارضة ستنتصر

وأكد الجميل أن «الفريق المعارض الموجود في لبنان سينتصر، وقال: المرة الماضية الناس لم تصدق أن البلد يمكن «أن يخرب»، وعندما تحدثنا عن الإفلاس اتهمونا بالشعبوية، كما تحدثنا عن تسليم البلد إلى حزب الله وأن الموازنات وهمية وأن البلد سيفلس، وتبين لاحقا أن كل ما قلناه قد تحقق». وقال: كما يبدو الاتجاه ذاهبا سيكون هناك 3 قوى: حزب الله وحلفاؤه، الفريق الآخر من التسوية مثل القوات والاشتراكي، وقوة ثالثة خارج إطار التسوية ستكون ميزتها أنها متحررة عابرة للطوائف والضمانة بأننا سنعيش تجربة سياسية جديدة في البلد. وأضاف: «لبنان بحاجة إلى هذه القوة الثالثة لنقل البلد إلى نهج جديد ومنطق جديد، على الأقل لضمان أن ثلث المجلس لن يساوم».