قرر إخوة نبي الله يوسف عليه السلام أن يتخلصوا منه ليخلو لهم وجه أبيهم فألقوه في الجب بدلا من قتله، وكانوا يدركون حظه في النجاة عندما تلتقطه بعض السيارة، وحفر والد ريان البئر في مزرعته ولم يدرك أنها سوف تكون سبب حتفه وموته، والتبرير الذي مكن لإخوة يوسف اصطحابه معهم أمام والدهم هو مشاركتهم في التنزه واللعب، وبالمثل تبرير أسرة ريان التي سمحت له بالخروج في أرجاء الحقل للعب والنزهة، وخوف الغفلة التي نبه وحذر منها نبي الله يعقوب عليه السلام لأخوة يوسف من عدم رعايته والاهتمام به وحصول مكروه له، وجهل الغفلة من والد ريان وتفريطه من احتمال وقوع مكروه له، وجاءت السيارة فأرسلوا واردهم لجب يوسف عليه السلام فاستخرجوه مع دلوهم وأسروه بضاعة فكانت بشرى لهم، وأحاطت الجماهير بئر ريان ومدت له أياديها بكل ما تملك من قوة فعجزت ولم تستسلم وهي تدفع بثمن حياتها من أجل إنقاذه دون يأس في نجاته وانتشاله.
فما بين جب يوسف وبئر ريان الكثير من الرمزية والانعكاس على أهمية حماية الطفولة وسلامتها وأمنها النفسي والجسدي من قبل الوالدين والأسرة وهيئات المجتمع المدني ومؤسساته التربوية والتشريعات والنظم والقوانين، فالأخطاء والأخطار التي تتعرض لها الطفولة وتؤدي بها إلى فقدان حياتها أو انحرافها أو فشلها هي مسؤولية ذات بعد إنساني وقانوني ووطني، وتحتاج إلى تضافر جهود ووعي فردي وجماعي بأن مرحلة الطفولة هي أخطر مراحل تشكيل وبناء الإنسان، وأن الخطأ الصغير فيها لا يمكن إصلاحه أو تعويضه، وأثره إما أن يكون مباشرا أو متأخرا بحسب نوع المسببات وسرعة تداعياتها، ففي كل منزل يوجد ألف بئر وبئر حفرتها الأسرة بجهلها وقلة وعيها لسقوط أطفالها فيها، وفي كل مجتمع يوجد أجباب يستغلها ضعاف النفوس ومعدومو الأخلاق والضمير في رهن الطفولة فيها للتخلص منهم، وفي طريق كل جب سيارة سوف يدلون بدلوهم وتكون الطفولة بضاعة رخيصة في أيديهم لبيعها بدراهم معدودة.
لقد تابع العالم بكل قنواته الإعلامية ولعدة أيام لحظات الترقب لخروج ريان من البئر، والأمل والدعاء يحدوهم بسلامته، ولكن مشيئة الله كتبت له الرحيل وبات خياله ألما وحسرة في قلوب ذويه وكل متابعيه، وأصبحت الحادثة وبئر إغران بمحيط مدينة شفشاون تدق جرس ناقوس الخطر من رمزية ثنائية الجب والبئر في وقوع الطفولة في عمق أحضانها بفعل الكراهية أو بخطأ التقدير، والأسئلة تدور في الانتباه ولا تشبيه ولكن العبرة من طرح ثنائية جب يوسف وبئر ريان هي للتذكير بأهمية قضية حقوق الطفولة ورعايتها وحمايتها من كل ما يؤذيها نفسيا وجسديا سواء بجهل الوالدين أو بالكراهية والاستغلال.
لقد تجاهل الآباء على سبيل المثال حفرهم لبئر الأجهزة الذكية والألعاب الإلكترونية في أيدي الطفولة وقلة وعيهم بعمق نفقها المظلم، وتغافلت الأمهات عن بئر دور الخادمات في المنزل ورفقاء الدرب للأبناء وزيادة التدليل ظنا منهن أنه الحب الكبير، فما أكثر أنواع وأشكال وعمق الجب والبئر في بيوتنا، وما أقل انتباهنا ووعينا بوجودها وخطرها، وأن الغطاء الذي وضعه أبو ريان لسد البئر بعد فشل الحصول على الماء منها لم يحمِ ريان من السقوط فيها، ولم تستطع السيارة أن تنقذ ريان بدلو أملها، فما بين جب يوسف وبئر ريان إلا رمزية الحزن ومحاولة البحث عن الأمان لمن لم يسقط فيهما إلى الآن.
baker4443@gmail.com
فما بين جب يوسف وبئر ريان الكثير من الرمزية والانعكاس على أهمية حماية الطفولة وسلامتها وأمنها النفسي والجسدي من قبل الوالدين والأسرة وهيئات المجتمع المدني ومؤسساته التربوية والتشريعات والنظم والقوانين، فالأخطاء والأخطار التي تتعرض لها الطفولة وتؤدي بها إلى فقدان حياتها أو انحرافها أو فشلها هي مسؤولية ذات بعد إنساني وقانوني ووطني، وتحتاج إلى تضافر جهود ووعي فردي وجماعي بأن مرحلة الطفولة هي أخطر مراحل تشكيل وبناء الإنسان، وأن الخطأ الصغير فيها لا يمكن إصلاحه أو تعويضه، وأثره إما أن يكون مباشرا أو متأخرا بحسب نوع المسببات وسرعة تداعياتها، ففي كل منزل يوجد ألف بئر وبئر حفرتها الأسرة بجهلها وقلة وعيها لسقوط أطفالها فيها، وفي كل مجتمع يوجد أجباب يستغلها ضعاف النفوس ومعدومو الأخلاق والضمير في رهن الطفولة فيها للتخلص منهم، وفي طريق كل جب سيارة سوف يدلون بدلوهم وتكون الطفولة بضاعة رخيصة في أيديهم لبيعها بدراهم معدودة.
لقد تابع العالم بكل قنواته الإعلامية ولعدة أيام لحظات الترقب لخروج ريان من البئر، والأمل والدعاء يحدوهم بسلامته، ولكن مشيئة الله كتبت له الرحيل وبات خياله ألما وحسرة في قلوب ذويه وكل متابعيه، وأصبحت الحادثة وبئر إغران بمحيط مدينة شفشاون تدق جرس ناقوس الخطر من رمزية ثنائية الجب والبئر في وقوع الطفولة في عمق أحضانها بفعل الكراهية أو بخطأ التقدير، والأسئلة تدور في الانتباه ولا تشبيه ولكن العبرة من طرح ثنائية جب يوسف وبئر ريان هي للتذكير بأهمية قضية حقوق الطفولة ورعايتها وحمايتها من كل ما يؤذيها نفسيا وجسديا سواء بجهل الوالدين أو بالكراهية والاستغلال.
لقد تجاهل الآباء على سبيل المثال حفرهم لبئر الأجهزة الذكية والألعاب الإلكترونية في أيدي الطفولة وقلة وعيهم بعمق نفقها المظلم، وتغافلت الأمهات عن بئر دور الخادمات في المنزل ورفقاء الدرب للأبناء وزيادة التدليل ظنا منهن أنه الحب الكبير، فما أكثر أنواع وأشكال وعمق الجب والبئر في بيوتنا، وما أقل انتباهنا ووعينا بوجودها وخطرها، وأن الغطاء الذي وضعه أبو ريان لسد البئر بعد فشل الحصول على الماء منها لم يحمِ ريان من السقوط فيها، ولم تستطع السيارة أن تنقذ ريان بدلو أملها، فما بين جب يوسف وبئر ريان إلا رمزية الحزن ومحاولة البحث عن الأمان لمن لم يسقط فيهما إلى الآن.
baker4443@gmail.com