لمى خالد البشري

أسوأ ما قد يصيب المرء أن يفقد الشعور في أمور كان يستمتع وهو يخوض في تفاصيلها..

بات الأمر باهتا جدا.. لا شيء يستحق !

أصبحت الألوان الزاهية رمادية اللون لا معنى لها، كمنزل قد هجره ذووه وبات مظلما تملؤه الوحشة بعد أن اعتدنا على بهجة أهله وضحكات أطفاله.

وأصبحت رائحة متاجر القهوة لا تأسرني بعد أن كنت أسأم وأشعر بالضجر إذا لم «أحتسي» قهوتي وأستشعر جمالها وروعة رائحتها.

لقد فقدت شغفي في ممارسة الكتابة وإطلاق العنان لمشاعر قلمي، بدلا من كتابة أفكاري ومشاعري فضلت الاحتفاظ بها لنفسي وحقيقة الأمر أنني أشعر بالملل ولا أود الكتابة عكس ما كنت في وقت من الأوقات..

أود حقا أن أسترجع ذلك الشغف وأكتب وأبدع وأفيد حضرتك يا قارئي.. وهذه أولى محاولاتي في الكتابة بعد انقطاع دام لسنة وثمانية أشهر.

«رب ضارة نافعة»

لم يعد يستهويني خوض النقاشات المطولة والمجاملات التي تكاد تدخل دائرة النفاق، فضلت الردود المختصرة ولا أسعى لتعديل أفكار الآخرين، تجنبت تلك المجالس التي أفهم فيها بشكل معاكس وأضطر إلى تبرير مقصدي في الكلام، تلك الاجتماعات التي أخرج منها خالية الوفاض.. بلا أي قيمة أو معنى سوى مضيعة الوقت !

أحببت ارتياد تلك الاجتماعات التي أجد فيها معلومات جديدة لم يسبق أن سمعت بها، المثرية لعقلي ولساني، إنه مكاني فعلا لأنه يزيدني شعورا بالاعتزاز والرفعة والتقدير لذاتي وأشعر أنه مكاني فعلا.

أيقنت حقا أن المرء قادر على صنع نفسه وصقل بريق شخصيته إذا اختار من يجالس.

أدعو الله من كل قلبي ألا يفقد أي أمرئ شغفه لأن الأمر أشبه بزوال مرح الشخص تدريجيا حتى التلاشي.. احرصوا على المحاولة مهما كلف الأمر، ولولا خوض الصراعات لما نجحنا وانتصرنا.

@il_alharbi22