دلال عبدالله يوسف

تعلمنا من المحن والظروف العاكسة لتطلعاتنا المستقبلية والإصرار على تحقيق أمنياتنا أن نخلق منها طريقا آخر للوصول إلى أهدافنا، فما بالك لو الحظ الإيجابي لم يصب هدف الإثراء الفكري؟

صدمت مؤخراً ويؤسفني خبر تأجيل معرض البحرين الدولي للكتاب، الذي كان من المفترض أن يقام في مارس القادم 2022، حيث كان الجميع مستعداً لانطلاقه وينتظره بلهفة ولا أنكر ردود الأفعال على الساحة الثقافية محلياً، وعلى مستوى الوطن العربي من حزن وصدمة وأحيانا أمل متجدد بأن يتغير القرار مرة أخرى في لحظة سحرية لعل ذلك يعيد إنعاشنا من جديد ولكن... ليس لنا سوى أن نستسلم ونأمل أن يكون ذلك القرار خيراً لنا والقادم أجمل كما نقول دوماً أما أصدقاؤنا الناشرون والأدباء والقراء في كل مكان ولكل مَن يقرأ هذا المقال بنبرة مؤلمة نحن ما زلنا على أمل أن نلتقي ببعضنا قريبا على أي بقعة طيبة تنادينا وسنزرع على أرضها الكتاب ليزهر المرء فكراً وأدباً وثقافةً، لأن الكتابة لا حدود لها والقراءة واسعة الأفق والمدى سيبقى الإنسان المثقف الحقيقي باحثاً عن وقوده في كل زمان ومكان مهما اختلفت عليه الظروف.

ومن التعطش الثقافي إلى الارتواء الفكري تحية وتقدير لكل جهة داعمة بجهودها لإثراء الكاتب والقارئ بما تنضح وخلق أواصر متينة لا تستطيع الظروف القاسية أن تقطعها مما يخلق ذلك شعورا بالأمان لنا ككتّاب بأن صدورهم مفتوحة لاحتضاننا بكل ما نحمل في جعبنا من طاقة معرفية كامنة نريد أن نفصح عنها من خلال منصاتهم.

وخير مثال على ذلك مكتبة الأيام «الكشكول» الداعمة والحاضنة دوماً لكل مَن يمتلك موهبة الكتابة وللأديب البحريني وللإبداعات الفكرية المميزة من حول العالم العربي في هذا المجال كبيراً أو صغيراً، مبتدأ أو مخضرماً، كل كاتب أم روائي أو شاعر سيحظى بهذا الدعم الثقافي والإعلامي أيضاً، ومن فبراير الجاري مع الالتزام بالإجراءات الوقائية والاحترازية، حيث إننا نصارع الظروف وما زلنا في زمن الكوفيد 19 تستعد مكتبة «الكشكول» بإطلاق برنامجها الثقافي الجديد لهذا العام، الذي يضم نخبة من المتحدثين والأدباء والعديد من الفعاليات الثقافية وحفلات التوقيع والندوات التوعوية وورش العمل، وسيكون هناك معرض للكتب المخفضة، التي ينتظرها الأصدقاء سنوياً، والجديد في هذه النسخة أنه سيتم التركيز على الأنشطة التدريبية والتربوية، التي ستساهم في رفع مستوى الوعي المجتمعي والإدراك المعرفي عند طلبة المدارس على وجه الخصوص، ومن خلال هذا المنبر بصحيفة «اليوم» ندعو الجميع من حول العالم بلا تردد أن يكونوا جزءا لا يتجزأ من خلال مشاركتهم معنا بإسهاماتهم الفكرية المشرّفة، ونتشرف بحضورهم للفائدة والاستفادة.

@DalalAlMasha3er