د. عبدالوهاب القحطاني

العالم الرقمي ثورة نحو عالم اقتصادي أوسع لم يسبق له مثيل فقد نتجت عنه ثورة في عدد وحجم الشركات العالمية المسيطرة على الاقتصاد العالمي في الصناعة والتجارة معظمها في الدول الصناعية المتقدمة وبعض الدول النامية التي فتحت الأبواب للتكنولوجيا الرقمية لتستفيد من هذا الكم الهائل من الفرص الاقتصادية التي ساهمت الثورة الرقمية والتكنولوجية في نموها، حيث صعدت كثير من الشركات التي تعتمد على التجارة والتسويق الرقمي بسبب هذا التقدم الملحوظ في التجارة الرقمية.

قطعت المملكة شوطا متقدما وطويلا في عالم الحكومة الرقمية، بل شجعت الاقتصاد السعودي على التوجه نحو الممارسات المتقدمة في الخدمات الرقمية التي ساهمت الثورة التكنولوجية والتقنية في نموها. وقد كان للأزمة الصحية بسبب جائحة كورونا (كوفيد 19) دور كبير وتأثير إيجابي واضح في تسريع ثورة العالم الرقمي في المملكة. كان للعالم الرقمي والتكنولوجي ولا يزال أثر إيجابي في التعليم عن بعد في جميع المراحل الدراسية خلال جائحة كورونا (كوفيد 19) منذ مارس 2020 إلى أكتوبر 2021م.

لقد جعلت الثورة الرقمية التكنولوجية الفرص الصناعية والتجارية في مجالات عديدة متاحة وفي متناول الشركات الصغيرة والكبيرة التي تبنت العالم الرقمي في نشاطاتها العديدة على حد سواء. لقد وسعت الشركات الصغيرة التي تبنت التجارة الرقمية حصصها حول العالم ولم تعد المسافات ونقاط البيع والتسويق والتوزيع من التحديات التي تواجهها كما كان في العقود الماضية. أصبحت مبيعات بعض الشركات الصغيرة بمليارات الدولارات بعد تبني التجارة الإلكترونية والتسويق الرقمي.

لقد زادت التجارة العالمية بين الدول وذلك من خلال التجارة الرقمية التي قلصت المعضلات بين المنتجين والمستهلكين في العقد الثاني من هذا القرن الذي زادت فيه الفرص الاستثمارية وانخفضت فيه تكلفة التسويق والانتشار بالرغم من المخاطر العالية التي تتمثل في الاحتيال والقرصنة. المحصلة النهائية أن المخاطر لا يمكن أن نجعلها عقبات للعالم الرقمي، بل يجب تطوير تكنولوجيا الحماية من الاحتيال والسطو الإلكتروني لتزيد التجارة الإلكترونية بين دول العالم.

ساهم التطور في مجال التكنولوجيا في بروز العالم الرقمي وأصبح العالم نسبيا أكثر عدلا وسلما من ناحية الشعوب بسبب تواصلها وشعورها بأهمية التعاون في كثير من المجالات الاقتصادية والسياسية والإنسانية. ويتوقع بعض الاقتصاديين أن تساهم التكنولوجيا والرقمية في تضييق معدل الفقر حول العالم، خاصة في الدول الأقل نموا، وتحسين مستوى الصحة ما يقلل من الوفيات والأمراض التي تفتك بالبشر، خاصة المواليد الجدد. التقدم الرقمي في مجال الصحة كفيل بتحسين جودة الحياة والتي تعتبر من أهم أهداف رؤية المملكة 2030. أتوقع أن تساهم التكنولوجيا الرقمية في تطوير المحاصيل الزراعية حول العالم لإنتاج كميات وافرة بجودة عالية تتوافق مع معايير كل من المنظمات الدولية مثل الفاو ومنظمة الصحة العالمية.

ومن الأهمية الإلمام بالتقدم في المستقبل المنظور في مجال الذكاء الاصطناعي الذي سيساهم في تطوير قطاعات اقتصادية كثيرة بالرغم من خطره على زيادة معدل البطالة بين العاملين في القطاعات المستهدفة منه لأن حوالي 70 % من الوظائف ستنتهي بسبب إحلال الموظفين بأجهزة تؤدي العمل بكفاءة عالية وسرعة كبيرة.

الخلاصة علينا في المملكة بذل المزيد لتبني الرقمية والتكنولوجيا الحديثة وما يدعم الاقتصاد السعودي من تطوير لقطاع الأعمال بما في ذلك الدعم المالي والمعنوي للشركات الناشئة حتى تصبح شركات كبيرة عابرة للقارات بمساعدة الرقمية والتكنولوجيا التسويقية.

كلية الأعمال KFUPM

@dr_abdulwahhab