وليد الأحمد

أكثر من 100 عام مرَّت على تأسيس الإذاعة ولا تزال وسيلة الإعلام الفعَّالة للوصول لأكبر عددٍ من الناس والأكثر انتشارًا وقدرة على خلق مساحة للتعبير، فضلًا عن كونها وسيلة إعلام موثوقة ومتواكبة مع تطورات العصر الرقمي.

هذا الغزل في الإذاعة من الأمم المتحدة قرأناه وسمعناه في اليوم العالمي للإذاعة الذي صادف يوم الأحد الماضي 13 فبراير، وهو إطراء مستحق. فالراديو على اختلاف الأزمنة يحمل ألقًا خاصًا وجمهورًا من مختلف الفئات، حتى مع تراجع جمهور وسائل الإعلام التقليدية. فما سر بقاء الإذاعة شامخة، يحاول على هذا السؤال توفيق الجناسي المدير العام المساعد للاتصالات والمعلومات باليونسكو في لقاء إذاعي رقمي على بودكاست اليونسكو، باعتبار الإذاعة نجحت في توفير وسيلة إعلامية سريعة وقليلة التكلفة للمعلومات مع ضمان التعليم عن بُعد والترفيه، بجانب قدرتها على التواؤم مع التقنيات الحديثة بتقديم البث الصوتي على مواقع الوسائط الرقمية الجديدة، إضافة إلى قنواتها التقليدية.

اختار اليونسكو شعار نسخة عام 2022 «الإذاعة والثقة» في رمزية إلى الموثوقية العالية في الإذاعة في زمن تعج فيه المصداقية للمعلومات وكثير الشائعات أحد أهم السلبيات التي خلقتها وسائل التواصل الاجتماعي بالقنوات الرقمية. فاحترام المعايير المهنية الصحافية أصبح صعبًا في العصر الرقمي، كما يقول الجلاصي بسبب إيقاعه السريع، في حين يجب أن تواصل الصحافة اعتمادها على مصادر معلومات موثوقة لما فيه خير المجتمعات.

وأشيد هنا بخطوة هيئة الإذاعة والتليفزيون السعودية بتدشين إذاعة «الإخبارية» بالتزامن مع المناسبة العالمية لتكون الأولى من نوعها في المملكة. الرامية إلى «توزيع الخطاب الإعلامي عبر جميع المنصات والتحول نحو الإعلام المتخصص لتلبية رغبات شرائح المجتمع»، ولكي يبقى سحر الإذاعة وغيرها من المشاريع الإعلامية المهمة يجب البحث عن نماذج تشغيل وتمويل جديدة تضمن الاستدامة والازدهار.

woahmed1@