أدرك أن الكلمات أداة قوة في التواصل والتأثير واستخدامها في مواضعها مدعاة للتطوير الفعلي ولها قدرة كبيرة في صنع أجيال متمكنة من الحديث والتواصل بكل ثقة. ولأن المفردة تمثل قيمة كبيرة بالنسبة لي اعتدت أن استخدم الكلمات وأنا مدركة تماما قوتها في التغير وأدرك أثرها على الطفل قبل الشخص البالغ. فالكلمات والألفاظ التي تقال اليوم أمام الطفل من والديه أو من مقدمي الرعاية، وتتكرر وتعاد باستمرار على مسامعه، تعلُق في ذاكرته، وترسُخ في ذهنه، وتُصبح جزءا من قاموسه وألفاظه، وبناء عليها تُشكل سلوكه وتصرُفاته أمام الآخرين وتعكس بيئته ونشأته، وتُساهم في تشكيل شخصيته، وهو ما ينعكس على حياته الاجتماعية مستقبلاً، ويؤثر في علاقاته بالآخرين.
فالبيئة التي ينشأ فيها الطفل إذا كانت تُربي فيه القيم الإيجابية والكلمات المحفزة، وتشجعه بشكل مستمر، فسوف تمكنه من العيش باستقرار نفسي. أما إذا كان ما تربى عليه وسمعه من كلمات ذات محتوى سلبي، ومضمون غير لائق وبيئة تفتقد الحوار والتفاعل المشترك، فإن عددا من المهارات المكتسبة لن يتعلمها في وقت مبكر، ويجعله ذلك أقل قدرة في مهارات التفاعل الاجتماعي حيث يلعب تفاعل الأهل دورا هاما في تشكيل حصيلة لغوية جيدة ويساهم في إنشاء مهارات تفاعلية اجتماعية ترفع من نمو الطفل وتعزز دوره في الحوار والمشاركة.
ففي دراسة أجريت من جامعة كانساس عام 1990 قام الباحثان بيتي هارت وتود رايسلي بدخول 42 منزلاً لعائلات من طبقات مختلفة من المجتمع، لكي يقيسا مدى تأثير التفاعل اليومي بين الأهل والطفل على تطوّر اللغة والمصطلحات لدى الطفل. النتائج التي توصّلا لها كانت غير متوقعة، فالتفاوت الكبير في عدد الكلمات التي يتبادلها الأهل ونوعيّة هذه الكلمات بين الطبقات المختلفة في المجتمع كانت هائلة. فبعد مرور 4 سنوات على ولادة الطفل كان الأطفال من العائلات الأقل قدرة مادياً يتعرّضون لـ 30 مليون كلمة أقل من أقرانهم من عائلات غنية، غير أن نوعيّة هذه الكلمات كانت توضح اختلافا كبيرا في الحصيلة اللغوية. وكل الدراسات التي تبعت هذه الدراسة أظهرت الآثار طويلة الأمد التي يتركها كل من التفاعل واللغة على قدرات الأطفال ومعرفتهم.
في الأربع السنوات الأولى من عمر الطفل، يكون الدماغ في أسرع مراحل نموّه وأكثرها مرونة وتفاعل الأهل مع أطفالهم يلعب دورا هاما فهو بذاته لا يكسب الأطفال ميزة معرفيّة فقط، بل هو يساعدهم على تشكيل دماغ أكثر قدرة على التعلّم، حيث إن 80-85% من نمو الدماغ في حياة الإنسان يتم في هذه الفترة.
نحن اليوم بحاجة لنتعلم الأسلوب اللطيف والمرن، واللغة الحوارية المتزنة مع الطفل، بقصد التأثير فيهم وتشكيل أفكار صالحة بعيدة عن النقد أو الهجوم، نحاول إقناعهم بتعديل سلوكياتهم السلبية بطريقة اللطف والإحسان، وخلق لغة حوار لتطوير مهاراتهم اللغوية واللفظية والعمل على مهارات التفاعل الاجتماعي منذ الصغر، والتي تطور أفكارهم وتنمي مخزونهم الثقافي، وهو الأمر الذي يهيئهم لدخول مراحل حياتهم المستقبلية بطريقة أكثر استقرار وهذا التغير الذي نطمح له يبدأ بإدراكنا بأن تبادل الحوار والتفاعل الاجتماعي هو أفضل ما يدعم مهارات الأطفال اللغوية.
@OTebtisamalz
فالبيئة التي ينشأ فيها الطفل إذا كانت تُربي فيه القيم الإيجابية والكلمات المحفزة، وتشجعه بشكل مستمر، فسوف تمكنه من العيش باستقرار نفسي. أما إذا كان ما تربى عليه وسمعه من كلمات ذات محتوى سلبي، ومضمون غير لائق وبيئة تفتقد الحوار والتفاعل المشترك، فإن عددا من المهارات المكتسبة لن يتعلمها في وقت مبكر، ويجعله ذلك أقل قدرة في مهارات التفاعل الاجتماعي حيث يلعب تفاعل الأهل دورا هاما في تشكيل حصيلة لغوية جيدة ويساهم في إنشاء مهارات تفاعلية اجتماعية ترفع من نمو الطفل وتعزز دوره في الحوار والمشاركة.
ففي دراسة أجريت من جامعة كانساس عام 1990 قام الباحثان بيتي هارت وتود رايسلي بدخول 42 منزلاً لعائلات من طبقات مختلفة من المجتمع، لكي يقيسا مدى تأثير التفاعل اليومي بين الأهل والطفل على تطوّر اللغة والمصطلحات لدى الطفل. النتائج التي توصّلا لها كانت غير متوقعة، فالتفاوت الكبير في عدد الكلمات التي يتبادلها الأهل ونوعيّة هذه الكلمات بين الطبقات المختلفة في المجتمع كانت هائلة. فبعد مرور 4 سنوات على ولادة الطفل كان الأطفال من العائلات الأقل قدرة مادياً يتعرّضون لـ 30 مليون كلمة أقل من أقرانهم من عائلات غنية، غير أن نوعيّة هذه الكلمات كانت توضح اختلافا كبيرا في الحصيلة اللغوية. وكل الدراسات التي تبعت هذه الدراسة أظهرت الآثار طويلة الأمد التي يتركها كل من التفاعل واللغة على قدرات الأطفال ومعرفتهم.
في الأربع السنوات الأولى من عمر الطفل، يكون الدماغ في أسرع مراحل نموّه وأكثرها مرونة وتفاعل الأهل مع أطفالهم يلعب دورا هاما فهو بذاته لا يكسب الأطفال ميزة معرفيّة فقط، بل هو يساعدهم على تشكيل دماغ أكثر قدرة على التعلّم، حيث إن 80-85% من نمو الدماغ في حياة الإنسان يتم في هذه الفترة.
نحن اليوم بحاجة لنتعلم الأسلوب اللطيف والمرن، واللغة الحوارية المتزنة مع الطفل، بقصد التأثير فيهم وتشكيل أفكار صالحة بعيدة عن النقد أو الهجوم، نحاول إقناعهم بتعديل سلوكياتهم السلبية بطريقة اللطف والإحسان، وخلق لغة حوار لتطوير مهاراتهم اللغوية واللفظية والعمل على مهارات التفاعل الاجتماعي منذ الصغر، والتي تطور أفكارهم وتنمي مخزونهم الثقافي، وهو الأمر الذي يهيئهم لدخول مراحل حياتهم المستقبلية بطريقة أكثر استقرار وهذا التغير الذي نطمح له يبدأ بإدراكنا بأن تبادل الحوار والتفاعل الاجتماعي هو أفضل ما يدعم مهارات الأطفال اللغوية.
@OTebtisamalz