صفاء قرة محمد ـ بيروت

يلجأ تيار رئيس الجمهورية «الوطني الحر» لممارسة أساليب شعبوية لكسب ما خسره من جمهور، ولو كان على حساب شخصيات لها مكانتها في الدولة، لاجئا للقضاء الذي يسيطر عليه لتصفية حسابات مع «المستقبل» أو حركة «أمل» و«القوات اللبنانية» تارة، وأخرى مع حاكم المصرف رياض سلامة، فيما قال «تيار المستقبل» أمس الخميس: إن العماد ميشال عون ينحر الجمهورية.

وقال منسق عام الإعلام في «تيار المستقبل» عبدالسلام موسى: إن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أمر القاضية غادة عون بالادعاء على قائد قوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، مضيفا: إنه ينحر الجمهورية.

وعن قراءته لهذ التطورات، أوضح المحلل السياسي على الأمين، في تصريح: «عمليا مطبخ حزب الله ورئيس الجمهورية والتيار ‏الوطني الحر مطبخ واحد غير منفصل، وبالتالي القرارات التي تؤخذ هناك بعد ‏أساسي منها له علاقة من جهة بمعركة جبران باسيل لرئاسة الجمهورية، ومن ‏الواضح أنه مرشح حزب الله الأساسي، ولن يقبل بسواه وليس لديه خيار غيره، ‏باسيل مشروع حزب الله لأنه من «الأب إلى الصهر» أثبتا قدرة عالية على أن ‏يكونا أداة طيعة بيد حزب الله، ولا يمكن لأحد توفير هذا الأمر».‏

وذكر أنه «عندما ترشح ميشال عون كان هناك عشرات المواقف التي تقول «لا ‏يمكن أن يصل للرئاسة»، ووصل، ومن أوصل عون يوصل باسيل»، لافتا إلى أن ‏‏«هناك معركة تهشيم كل مرشح لرئاسة الجمهورية (كقائد الجيش)، فسلامة له بُعد ‏آخر، فبالنسبة لسلامة المطلوب أن تتغير أدوات التفاوض مع صندوق النقد، وأن ‏تكون ممسوكة 100 % من هذا المطبخ، إذا حصل تفاوض، لأن حزب الله لا يريد ‏التفاوض ويريد تغيير هوية لبنان والانتقال به إلى ضفة أخرى لها مساراتها، وهي ‏في جزء كبير منها مأساوية على الشعب اللبناني».

وفي سياق متصل، أشارت «وكالة الأنباء المركزية» إلى أن «حزب الله يسعى إلى إخضاع مؤسسات الدولة كافة، على غرار ما كان ساريا في عهد الوصاية السورية، في حين يتطلع العهد وتياره إلى تعويم نفسه شعبيا وانتخابيا والتقاط بعض المكاسب المالية الممكن أن تحسن صورته قبل أن يودع الرئيس عون قصر بعبدا».

وفي هذا السياق، قال رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، في بيان: «يصر فريق العهد على فتح مواجهات يمينا ويسارا بهدف التغطية على فشله وإيصاله البلد إلى الانهيار والإفلاس والكارثة والعزلة»، وأضاف: «آخر معاركه التي اعتادت عليها الجمهورية منذ اعتلائه سدة الرئاسة الأولى؛ الادعاء على المدير العام لقوى الأمن الداخلي في محاولة لإخضاع هذه المؤسسة، لأنها ترفض تنفيذ رغبات شخصية، كما ترفض أن تتحول إلى أداة لتصفية الحسابات السلطوية».

وتابع: «في الوقت الذي يقوم فيه البلد حاليا على المؤسستين الأساسيتين المتمثلتين في الجيش اللبناني والأمن الداخلي، التي بالأمس القريب سجل لها اكتشاف عدد كبير من شبكات التجسس، وفي الوقت الذي يجب أن يكون هَم العهد التخلص من السلاح غير الشرعي، نراه يرتد في اتجاه ضرب السلاح الشرعي».

وأشار إلى أنه «كما كان قد فعل بالأمس حليفه حسن نصرالله الذي شن هجوما مماثلا على الجيش اللبناني». وختم: «ولذلك، لا نستغرب إصرار تحالف العهد وحزب الله على محاولة تدمير ما تبقى من مؤسسات بعد تدميره البلد وإيصاله إلى جهنم».