أنيسة الشريف مكي

يوم التأسيس يوم تاريخي لا ينسى تتجسد فيه كل المعاني السامية، وتترجم فيه مشاعر الحب والولاء لهذا الوطن الغالي، يوم تأسيس الأرض المباركة أرض العز والفخر والشموخ.

يوم يذكرنا بتأسيس هذه الدولة الخالدة تاريخا ومجدا وسؤددا، يذكرنا بعهد الإمام محمد بن سعود رحمه الله وصموده.

ونحن نحتفل بهذا اليوم إنما نحتفل بالاعتزاز بالجذور الراسخة المباركة لهذه الدولة التي تتربع على هام الشهب بعزة الله وتوفيقه.

ومما يرفع الرأس ونفتخر به ونفاخر، أننا نحن شعب هذا الوطن شعارنا الوفاء لقيادتنا وارتباطنا وثيق ببعضنا، قيادة وشعبا. انتماؤنا لهذا الوطن الذي لا نراهن عليه، انتماء نادر لثلاثة قرون مضت وحتى يومنا هذا، دستورنا القرآن الكريم وسنة الرسول عليه أفضل الصلاة وأجل التسليم.

واجبنا ونحن نحتفل بيوم التأسيس أن نعرف كيف نرد لهذا الوطن الجميل على كل ما قدمه لنا ويقدم ونذكر أبناءنا.

لنستعيد تاريخ الجزيرة العربية قبل توحيدها، نحن نعرف والعالم كله يعرف كيف كانت معزولة عن العالم، عزلة موحشة، تعيش حالة من التفكك وانعدام الأمن مما أوجد الفوضى السياسية والاجتماعية، إضافة إلى انتشار البدع والخرافات، صحراء مجدبة مترامية الأطراف، فقر وجوع وفرقة، وخوف وقطاع طرق، حالة عدم الاستقرار في كافة أنحائها، قبائل متناحرة، ناهيك عما تعانيه من مرض وجهل، مأساة من جميع جوانبها، مع أنها مهبط الوحي وقبلة المسلمين، بلاد الحرمين الشريفين، يقصدها المسلمون من كل فج عميق.

ولأنها بلاد الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين قيض الله لها من هو أهل لها ولخدمة الحرمين الشريفين، المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، الذي بفضل الله وتوفيقه حولها من فرقة وخوف لأمن واستقرار، ومن فقر لغنى وتطور كبير معجزة، «السعودية العظمى» الآن في قمة مجدها عالميا.

أسس الدولة رحمه الله، ووحدها باسم المملكة العربية السعودية، وسار أبناؤه الملوك على نهجه في تعزيز بناء هذه الدولة ووحدتها.

وأشير لشعار، الهوية البصرية «يوم _بدينا» وما يحمل من مضامين ترمز لأمجاد وبطولات وعراقة الدولة السعودية العظمى حماها الله. اغرسوها في أذهان أبنائكم وارضعوهم معانيها ليشبوا عليها.

«يوم بدينا» معان جوهرية تاريخية مرتبطة بأمجاد وبطولات وعراقة الدولة، في منتصف الشعار «رجل يحمل راية» إشارة إلى بطولة رجالات المجتمع السعودي والتفافه حول الراية التي حماها ورفعها ودافع عنها بالغالي والنفيس.

ويحيط بالشعار رموز، التمر الذي يدل على النماء والحياة والكرم، والمجلس الذي يعبر عن الوحدة والتناغم الثقافي المجتمعي، والخيل العربي وهو العنصر الذي يعرض فروسية وبطولة أمراء وشجعان الدولة، والسوق، إشارة إلى الحراك الاقتصادي والتنوع والانفتاح على العالم. بالفعل معان جوهرية تستحق الإشادة بهذا الوطن، أدام الله عزه وحفظ قادته الكرام وشعبه الوفي.

Aneesa_makki@hotmail.com