يعتبر الذكاء الاصطناعي أحد نتائج ما نعيشه اليوم من تقدم تقني هائل في مجالات الحوسبة والإلكترونيات والاتصالات، وتحولت الشعوب معه من مجتمعات تعتمد على الآلات في تحقيق متطلباتها المعيشية إلى مجتمعات تعتمد على البيانات والمعلومات بصفة كبيرة، بل وأصبح قياس مدى تقدم المجتمعات يعتمد على مستوى النضج في عصر المعلومات. وقد تحدثت في مقال سابق عن الفوائد والمكتسبات، التي تحققت للبشرية من تبني هذه التقنية في المجالات الطبية والصناعية والزراعية واللوجيستية وغيرها، وهذا هو الجانب الإيجابي المضي في استخدامات هذه التقنية.
أما على الجانب الآخر، فإن لهذه التقنية مخاطر كبيرة على الفرد والمجتمع، وكما يقول السيد إيلون ماسك مؤسس شركة تسلا إن الذكاء الاصطناعي أخطر من السلاح النووي على البشرية، وأولى هذه المخاطر هو ما ذكرته شركة ماكينزي الاستشارية في أحد تقاريرها من احتمال فقدان أكثر من 800 مليون وظيفة بحلول 2030م بسبب الاعتماد على تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تنفيذ العديد من المهام والوظائف مما سيؤدي إلى انتشار البطالة بشكل كبير على مستوى العالم. ومن مخاطر هذه التقنية أيضاً هو الدور الذي ممكن أن تلعبه في التأثير على الرأي العام وتضليله، ومن أمثلة ذلك ما يشاع أنه حدث في تصويت البريطانيين لصالح «البريكسيت»، وكذلك ما يحدث -أحياناً- في الانتخابات الرئاسية الأمريكية وغيرها من الدول من خلال دورها في تعزيز إمكانية فوز أحد المتنافسين على الآخر بطرق غير نزيهة.
ومن الآثار الخطيرة المترتبة على التوسع في استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي هو التأثير على قدرات الذكاء البشرية، حيث إن الاعتماد الكلي على هذه التطبيقات في اتخاذ القرارات وتأدية الوظائف نيابة عن البشر قد يؤدي إلى تعطيل لقدراتهم الذهنية ومع الاستمرار في هذا النهج يتدنى مستوى القدرات الذهنية البشرية، وبالتالي أداؤها نتيجة إهمالها وعدم تعزيزها ويعتبر ذلك بمثابة اختطاف للإنسان من قبل هذه التطبيقات، وقد أصبح من الملاحظ في العديد من فئات المجتمع ونخص بالذكر فئتي النشء والشباب ممن يعتمدون على هذه التطبيقات بشكل كبير وجود بعض الظواهر كحالات عدم التركيز والتشتت والنسيان، بالإضافة إلى فقدان المهارات الاجتماعية كالعلاقات العامة ومهارة التحدث والخطابة، بل وأصبحوا يميلون إلى حالة العزلة أكثر.
أما أكثر المخاطر المترتبة على استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي هو التأثير على منظومة القيم والأخلاق في المجتمع، وقد حذر منها العديد من المختصين، ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر، مخاطر انتهاك الخصوصية وتزييف الصور وفبركة المقاطع الصوتية والمرئية، ومن أشدها خطورة أيضاً هي مسألة تقديم «محتوى مقترح» للمستخدم سواء كان هذا المحتوى هو زيارة صفحات معينة في الشبكة العنكبوتية أو مقاطع مقترحة للمشاهدة في تطبيقات مثل اليوتيوب والسناب شات والتيك توك بناء على تحليل لبيانات المستخدم الشخصية وفئته العمرية وموقعه الجغرافي أو من خلال مواضيع بحثه السابقة أو المواضيع الأكثر انتشاراً في المجتمع في حينه، وقد لا يتناسب هذا المحتوى مع عمر المستخدم أو قيم المجتمع مما يجعله ضحية لعملية إفساد إلكتروني منظم للأخلاق والقيم أو عرضة للتنمر أو الابتزاز، لذا أصبحت الحاجة ملحة لوجود قيود وضوابط بالإضافة إلى نشر الوعي المجتمعي لهذا الأمر، ولا ينبغي الاكتفاء بتجريم ذلك من الناحية القانونية فقط.
ومما يؤكد أهمية هذا الموضوع وللحد من هذه المخاطر الآنفة الذكر وغيرها مما لم يتسع المقال لسردها ما نشرته وكالة أنباء «بي بي سي» بموقعها الرسمي في سبتمبر 2017م عن خبر إنشاء تحالف بين شركات «فيسبوك» و«جوجل» و«أمازون» يهدف إلى إيجاد حلول للمشكلات المرتبطة بهذه التقنية، وتبني السبل المناسبة لمواجهة مخاطرها المتعددة والمتنوعة فيما يتعلق بالسلامة والخصوصية وغيرها.
(@abolubna95)
أما على الجانب الآخر، فإن لهذه التقنية مخاطر كبيرة على الفرد والمجتمع، وكما يقول السيد إيلون ماسك مؤسس شركة تسلا إن الذكاء الاصطناعي أخطر من السلاح النووي على البشرية، وأولى هذه المخاطر هو ما ذكرته شركة ماكينزي الاستشارية في أحد تقاريرها من احتمال فقدان أكثر من 800 مليون وظيفة بحلول 2030م بسبب الاعتماد على تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تنفيذ العديد من المهام والوظائف مما سيؤدي إلى انتشار البطالة بشكل كبير على مستوى العالم. ومن مخاطر هذه التقنية أيضاً هو الدور الذي ممكن أن تلعبه في التأثير على الرأي العام وتضليله، ومن أمثلة ذلك ما يشاع أنه حدث في تصويت البريطانيين لصالح «البريكسيت»، وكذلك ما يحدث -أحياناً- في الانتخابات الرئاسية الأمريكية وغيرها من الدول من خلال دورها في تعزيز إمكانية فوز أحد المتنافسين على الآخر بطرق غير نزيهة.
ومن الآثار الخطيرة المترتبة على التوسع في استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي هو التأثير على قدرات الذكاء البشرية، حيث إن الاعتماد الكلي على هذه التطبيقات في اتخاذ القرارات وتأدية الوظائف نيابة عن البشر قد يؤدي إلى تعطيل لقدراتهم الذهنية ومع الاستمرار في هذا النهج يتدنى مستوى القدرات الذهنية البشرية، وبالتالي أداؤها نتيجة إهمالها وعدم تعزيزها ويعتبر ذلك بمثابة اختطاف للإنسان من قبل هذه التطبيقات، وقد أصبح من الملاحظ في العديد من فئات المجتمع ونخص بالذكر فئتي النشء والشباب ممن يعتمدون على هذه التطبيقات بشكل كبير وجود بعض الظواهر كحالات عدم التركيز والتشتت والنسيان، بالإضافة إلى فقدان المهارات الاجتماعية كالعلاقات العامة ومهارة التحدث والخطابة، بل وأصبحوا يميلون إلى حالة العزلة أكثر.
أما أكثر المخاطر المترتبة على استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي هو التأثير على منظومة القيم والأخلاق في المجتمع، وقد حذر منها العديد من المختصين، ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر، مخاطر انتهاك الخصوصية وتزييف الصور وفبركة المقاطع الصوتية والمرئية، ومن أشدها خطورة أيضاً هي مسألة تقديم «محتوى مقترح» للمستخدم سواء كان هذا المحتوى هو زيارة صفحات معينة في الشبكة العنكبوتية أو مقاطع مقترحة للمشاهدة في تطبيقات مثل اليوتيوب والسناب شات والتيك توك بناء على تحليل لبيانات المستخدم الشخصية وفئته العمرية وموقعه الجغرافي أو من خلال مواضيع بحثه السابقة أو المواضيع الأكثر انتشاراً في المجتمع في حينه، وقد لا يتناسب هذا المحتوى مع عمر المستخدم أو قيم المجتمع مما يجعله ضحية لعملية إفساد إلكتروني منظم للأخلاق والقيم أو عرضة للتنمر أو الابتزاز، لذا أصبحت الحاجة ملحة لوجود قيود وضوابط بالإضافة إلى نشر الوعي المجتمعي لهذا الأمر، ولا ينبغي الاكتفاء بتجريم ذلك من الناحية القانونية فقط.
ومما يؤكد أهمية هذا الموضوع وللحد من هذه المخاطر الآنفة الذكر وغيرها مما لم يتسع المقال لسردها ما نشرته وكالة أنباء «بي بي سي» بموقعها الرسمي في سبتمبر 2017م عن خبر إنشاء تحالف بين شركات «فيسبوك» و«جوجل» و«أمازون» يهدف إلى إيجاد حلول للمشكلات المرتبطة بهذه التقنية، وتبني السبل المناسبة لمواجهة مخاطرها المتعددة والمتنوعة فيما يتعلق بالسلامة والخصوصية وغيرها.
(@abolubna95)