مجدي البانوبي



@MagdyElbanouby

على مدى سبعة أيام متواصلة، احتفل العالم في الفترة من 1 - 7 فبراير الجاري، بأسبوع «الوئام العالمي للأديان» الهادف لتحقيق التعايش والسلام والمحبة بين كافة الديانات والثقافات المختلفة على مستوى الدول، من خلال فعاليات تطوعية مجتمعية تنطلق من المنابر المختلفة «المساجد والكنائس والمعابد» وغيرها.

الاحتفال العالمي يتوج ويواكب الجهود السعودية المتواصلة «خارجيا» في نشر أسس التسامح والعدل وقبول الآخر، من خلال علاقات راسخة بنتها مع أغلب دول العالم، وكذلك كونها عضوا مؤسسا بالعديد من المنظمات الدولية من أهمها الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية وغيرها، إضافة لرؤية السعودية 2030 التي ترسخ نهج التعايش والسلام والمحبة بين كافة الديانات والثقافات المختلفة، وتزيده متانة وقوة، برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع «يحفظهما الله»، ودعمهما المستمر لكل ما يخدم الإسلام والمسلمين ويحقق التضامن والعمل الجاد لنشر منهج الوسطية والاعتدال، ونبذ الغلو والتطرف.

قبل أيام قليلة تبنى المجلس التنفيذي لوزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية بدول العالم الإسلامي في دورته الـ 13 بالقاهرة -بإجماع أعضائه - الورقة المقدمة من وزارة الشؤون الإسلامية في المملكة لاستحداث لوائح وبرامج لتحصين المنابر من خطابات التطرف والكراهية والإرهاب، وضرورة نشر القيم الإنسانية المشتركة، وقيم التعايش والتسامح، إضافة إلى موضوع وسائل التواصل الحديثة ودور وزارات الشؤون الإسلامية والأوقاف في الاستفادة منها، كما وافق - بإجماع أعضائه - أيضا على مقترح استضافة المؤتمر العام التاسع في المملكة العربية السعودية، تحت عنوان «دور وزارات الشؤون الإسلامية والأوقاف في تعزيز مبادئ الوسطية وترسيخ قيم الاعتدال».

الدعوة السعودية إلى الحوار بين أتباع الأديان وأتباع الثقافات الأخرى في العالم، رسالة جادة في مواجهة دعاة الإقصاء والعنف من مختلف الثقافات متخذين منطلقات دينية خاطئة -حسب مفهومهم -، وهو ما جعلها تسعى منذ وقت مبكر إلى الحوار بين أتباع الديانات والثقافات والمشاركة بكل جهد سواء تحت مظلة منظمات دولية كالأمم المتحدة أو غيرها، كما قامت في 2012 بإنشاء وتأسيس مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات «كايسيد»، بمشاركة دول مؤسسة منها إسبانيا والنمسا، إضافة إلى الفاتيكان كمؤسس مراقب.

داخليا أطلق مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، برنامج «نسيج لتعزيز التعايش المجتمعي» بهدف تعزيز التماسك وبناء الحصانة الذاتية ضد كل ما يهدد التلاحم الوطني، وترسيخا للقيم السامية التي تأسس من أجلها المركز، عبر دورات لتعزيز قيم التعايش، ومفاهيم الاعتدال والأمن، والتعاون والاحترام والتراحم في المجتمع، إلى جانب عرض قصص وتجارب في السلم والحوار المجتمعي، وترسيخ ثقافة الحوار ونشرها بين أفراد المجتمع بجميع فئاته، بما يحقق المصلحة العامة، ويحافظ على الوحدة الوطنية.

السلام بين البشر لا يكون بإلغاء الاختلافات، وإنما باحترامها عن طريق الحوار، ولذا سيظل التعايش والتفاهم والتعاون بين أتباع الأديان وسيلة فعالة من أجل بناء السلام وتحقيق الأمن وإقامة العلاقات السليمة بين الشعوب، واحترام حقوق الإنسان، والحريات الأساسية المنصوص عليها في العهود والمواثيق الدولية.