سالم اليامي

من البلدان التي لم تتح لي الظروف زيارتها، وتحظى بمكانة إعجاب، وود مملكة السويد، والسبب يعود لقصة قديمة نوعا ما حدثت في منتصف العام 2013م وكنت في ذلك الحين أعمل، وأعيش في العاصمة الليبية طرابلس، وفي أحد الأيام تلقيت اتصالا من أحد الزملاء من الوزارة في مدينة الرياض يخبرني فيه أن اسمي أدرج على قوائم المنقولين في الحركة القادمة من مكان عملي الحالي آنذاك (ليبيا) إلى مملكة السويد. ويعود سبب هذا القرار الذي حمدته حينها، أني طلبت وبشكل رسمي عبر رئيسي المباشر الانتقال إلى بلد يمكنني فيه اصطحاب أسرتي، حيث يمنع جلب الأسر للعيش في ليبيا نظرا للحالة الأمنية، والسبب الثاني البحث عن بلد تتوافر فيه شروط أفضل للرعاية الصحية، وكانت السويد بلدا مثاليا بالنسبة لي رغم أني لم أختره، ولم أستشر في أمر نقلي إليه، وأضيف على كل ما سبق أن سنوات خدمتي المتبقية قبل التقاعد من العمل الحكومي كانت تتيح لي العمل في هذا البلد الجميل من أربع على خمس سنوات. سارت الأمور بشكل طبيعي أصبحت خلالها أبحث عن كل شيء يخص هذا البلد، وأسعد باطلاعي على الأخبار الإيجابية دائما عنه، مثل مستويات الرفاه الاقتصادي، والاجتماعي، والأمان، وأنه جنة بالنسبة للمهاجرين حيث كانت تقول بعض التقارير أن طالبي اللجوء في السويد يعاملون على طريقة الخمس نجوم. المهم راحت هذه العلاقة النفسية، والعاطفية تتعمق مع هذا البلد، ومن النقاط التي كنت أفكر فيها قضية اللاجئين من العالمين، العربي، والإسلامي ماذا سيكون مصيرهم بعد أن تتغير الظروف في بلدانهم، وكيف ستكون حياة الأجيال الجديدة منهم الذين سيولدون ويتعلمون، ويعيشون ضمن النظام الاجتماعي، والثقافي السويدي. هل ستعجنهم الحضارة ويصبحون سويديين من أصول عربية، أم حتى موضوع الأصول العربية قد تذهب مع المزج، والاندماج الحضاري الطبيعي أحيانا، والقسري أحيانا، أخرى.

وإلى مطلع يناير من العام 2014م وتحديدا في النصف الثاني من ذلك الشهر تلقيت اتصالا من زميل يعمل في ديوان الوزارة في الرياض أخبرني أن هناك قرارا هاتفيا، أي شفويا صدر ذلك اليوم، وأن هذا القرار المشؤوم يقضي بإلغاء إتمام إجراءات نقلي للبد الذي بدأت أتفاعل معه، وأن أعود عوضا عن ذلك للرياض. كانت رغبتي في الدفاع عن هذه الفرصة الأخيرة لقضاء آخر سنوات ما قبل التقاعد في هذا البلد الجميل قوية، لدرجة أن حصلت على إجازة لمدة أسبوع ذهبت فيها للرياض، من طرابلس، عبر عمان، وفي الرياض فهمت أن موضوع السويد قد ألغي بشكل نهائي. موضوع إلغاء القرار بالنقل إلى السويد ليس هو موضوعنا الأساس، ويمكن التطرق له مستقبلا، وعلى الرغم من صدوره إلا أن علاقة الإعجاب، بالسويد، والأمنيات بزيارته بقيت إحدى الأمنيات. وبقي اهتمامي بهذا البلد حاضرا خاصة مع زيادة الصراعات السياسية والحروب في منطقتنا، وزيادة وتيرة الهجرة إلى الدول الأوروبية ومنها السويد، من قبل العرب والمسلمين طالبي اللجوء في شتى أرجاء العالم. وبقيت متابعا للمواقع العربية السويدية وكثيرا ما استمتعت بمعلومات إيجابية عن هذا البلد، ولكن الأخبار لا تكون إيجابية دائما. والتساؤلات لا تكون إيجابية دائما ومنها هل «سيكون هناك يوما ما سويديون عرب، أو عرب سويديون؟» أم لا!

@salemalyami