محمد عبدالعزيز الصفيان

«والله حالة مع هالناس اللي تتسلف وما ترجّع الفلوس، لو كلّمناه زعل».

جملة سمعتها قبل فترة ودفعتني لكتابة هذا المقال، أنا متأكد أن الكثير منا مر بتجربة إقراض المال لبعض أحبائنا، سواء كان ذلك في صورة كتابة شيك لأحد أفراد الأسرة، الذي تأخر في دفع الإيجار أو منح صديق مبلغا من المال، أو مساعدته على شراء سيارة أو ما إلى ذلك من ظروف ومتطلبات الحياة، ولكن وعلى الرغم من أن الموضوع يعتبر مساعدة إنسانية أو ما نسميه نحن في المجتمعات الخليجية «الفزعة» إلا أنها تنقلب على صاحبها «نكبة»، من خلال مماطلة المدين أو المقترض بسداد المبلغ للدائن رغم مرور وقت كبير جدا، وهو ما يتسبب في نشوب خلافات بين الطرفين أو انقطاعها في كثير من الأحيان بسبب عدم الوفاء بسداد المبلغ.

لا شك أن إقراض المال ليس بالأمر الهيّن، ولكن، لنكن أكثر واقعية، فاحتمالات أن يُطرق بابك، أو أن تُنَغّم نغمة هاتفك ليكون صديقك على الجانب الآخر من المكالمة يطلب منك المساعدة المالية الفورية، هي احتمالات كبيرة تتطلب منك التفكير السريع والإجابة الفورية بنعم أو لا. الجميع يمر بضغوط مادية لا تُعد ولا تُحصى، ويحاول أحدنا أن يجد مَنفَذا لتنفس بعض الأكسجين في محيط مُطوّق باستقرار مادي -حتى لو كان لحظيا-. ولكن من المهم أيضا ألا يتم استغفالنا أو استغلالنا لكوننا الأصدقاء الأكفاء الموجودين دوما لسد فراغ مادي أغفله صديقنا!

والأدهى من ذلك عندما ترفع قضية عليه بالمحاكم نجد البعض منهم للأسف يحلف اليمين بأنه لم يأخذ منك أي مبالغ أو يتبرأ من معرفتك.

@alsyfean