فاطمه عبدالرحمن - الأحساء

لم يكن الرسام الصغير أحمد بن حمد العامر الذي يبلغ من العمر 10 سنوات يرتب أمنياته وأحلامه عندما بدأ يرسم مسارا لخطواته الفنية في عمر الخامسة، إذ خرج من صمته ليترجمها إلى لوحات فنية تحكي قصصا من نسج خياله، مستعينا بآمال وطموح ورجاء والدته التي آمنت به وبقدراته، وأدركت مبكرا أن فلذة كبدها مختلف، وقال العامر: أحب التعلم والاطلاع على المعلومات المتعلقة بالجانب العلمي الذي يجعلني أفكر، كما أحب الرسم والفنون التشكيلية المتنوعة، وأجد نفسي مبهورا بالألوان وأتعامل معها بحب، فالقلم والفرشاة والألوان أصدقائي المقربون إلى نفسي، وأثق أن الفن سيجعلني أنظر للحياة بعين مختلفة، فالفن إبداع إلهي أوجده الله، وموهبة لابد أن تعيش وتزهر، فالجانب العلمي والخيال الفني صنعا عقليتي.

وأضاف: بدأت تعلم الرسم في سن مبكرة، إذ رسمت الأشكال البسيطة بطريقة سهلة، بعد ذلك أصبحت أكثر دقة في تفاصيل الرسم وبتركيز أكبر لتجسيد الفكرة وجعلها قابلة للرؤية بالعين، كما كان لتشجيع الوالدين الدور الأبرز في حياتي لدفعي إلى الأمام لتطوير موهبتي، فقد ساعداني في الالتحاق بعدد من الدورات التدريبية والأنشطة داخل المدرسة، وأولى مشاركاتي مع الجمهور كانت في جمعية الثقافة والفنون بالأحساء وجواثا، وأتمنى أن تتكرر مثل هذه المناسبات وأن تخصص للفئات العمرية الصغيرة، وأستخدم القلم الرصاص وفرش الألوان وأقلام التلوين الفلومستر.

ودعا المسؤولين والقائمين على الفعاليات الثقافية والترفيهية للالتفات إلى المبدعين الصغار وتوجيه طاقاتهم لكل مفيد، مؤكدا أن الطفل لا يحتاج إلى الألعاب والملاهي فقط، بل منهم مَن يحتاج إلى مساحات بيضاء يضع عليها بصمات تحدد مسيرة حياته المستقبلية في وقت مبكر، وحتى لا تضيع هذه الهوايات والإبداع أو يندثر.

وأضاف إن من الصعوبات التي تواجهه عدم وجود صالات عرض مخصصة ودعوات للمشاركة في المعارض على المستوى المحلي والدولي، وتمنى أن يصل إلى مرحلة الابتكار والاحتراف في الرسم، ما يؤهله إلى العالمية في السنوات المقبلة وتمثيل الوطن في المحافل.

أما والدة أحمد العامر، فقالت: طموحي لا يحده شيء ودعائي لا يقف حتى أجده في مكانه الذي يستحقه، فالأجيال الصاعدة هم عماد المستقبل، ومَن يعول عليهم لبناء الشعوب ورفعتها، أتمنى أن تخصص أكاديميات للعناية بالمواهب، وتكون متاحة للجميع من غير شروط.