كتبت – نورهان عباس

أطلق عليها لقب «جوهرة شبه الجزيرة العربية»

يرى موقع «ذي أوبتميست» العالمي أن المشروعات العملاقة التي يتم تشييدها حاليا في العلا، يمكنها إعادة تشكيل وجه المنطقة، حيث تتمتع بالطموح والرؤية اللازمين لإحداث تغيير كبير في المستقبل، وخدمة عدد كبير من القطاعات الاقتصادية والاجتماعية. ووصف الموقع المنطقة أنها: «جوهرة شبه الجزيرة العربية».

وقال الموقع: «تجمع الخطة الرئيسية، التي تبلغ مدتها 15 عاما، ويطلق عليها اسم رحلة عبر الزمن، العديد من المبادرات المستدامة، الممتدة عبر الكثير من القطاعات، مثل: السياحة والفنون والثقافة والزراعة، وكل ذلك لتحقيق هدف مشترك يتمثل في حماية العلا لمستقبل المنطقة».

وأضاف الموقع العالمي في الموضوع الذي ترجمت صحيفة (اليوم) أبرز ما جاء فيه: «يعود تاريخ البشرية هناك إلى آلاف السنين، وتعد العلا واحدة من أكبر مواقع التراث الثقافي في العالم. ومع ذلك، ربما لم تسمع بها حتى الآن. لكن كل ذلك سيتغير من خلال مشروع تطوير طموح لتحويلها إلى وجهة عالمية في المملكة بحلول 2035».

ولفت الموقع إلى أن هذه الخطة الرئيسية للرحلة عبر الزمن تم تصميمها بعناية، تحت قيادة صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وتوجيهات صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة السعودي، ومحافظ الهيئة الملكية لمحافظة العلا.

وأردف: «ستسهم الخطة الطموحة في تحقيق برنامج رؤية 2030 للأمة لتقليل اعتمادها على النفط، وكذلك المبادرة السعودية الخضراء لمعالجة تغير المناخ».

ووفقا لـ«ذي أوبتميست»، تدعم الرؤية مسوحات أثرية وجيوأثرية واسعة النطاق، وبحوث ودراسات تمت بقيادة خبراء سعوديين ودوليين، وتعزز الخطة الرئيسية سياسة خالية من الكربون، والتي تضمن أن تكون الاستدامة في طليعة أي تطوير.

واستطرد الموقع مشيرا إلى أن الخبراء قاموا أيضا بفحص الكيفية التي يمكن أن تتبعها خطة التنمية المستدامة من حيث حماية واستعادة البيئة الطبيعية والثقافية، وأن تكون مجدية اقتصاديا ومفيدة للمقيمين الحاليين والمستقبليين، «فهي خطة ستجلب الماضي إلى الحاضر وستدوم جيدا في المستقبل»، حسب وصفه.

وتعتبر السياحة البيئية محور المخطط الرئيسي، حيث تبدأ المنطقة بمسار جديد تصطف على جانبيه الأشجار بطول 20 كيلومترا يُعرف باسم وادي الضيافة، وعلى طول هذا الطريق، وتوجد 5 مناطق مميزة، وهي: مدينة العلا القديمة، ودادان، وجبل عكمة، والأفق النبطي، ومدينة الحجر التاريخية. وسيخلق كل واحد منها تجارب منفصلة وفريدة من نوعها للزوار، وتتمحور حول موقع تراثي محمي، مع المتاحف والمعارض والمراكز الثقافية الجديدة، التي تعزز فهم الزوار لإرث العلا.

أيضا، وللحد من البصمة الكربونية للزوار بشكل فعال، سيكون هناك خط ترام منخفض الكربون بطول 46 كم لربط مطار العلا الدولي بكل من المناطق الخمس. وعلى طول الوادي، ستكون هناك أيضا مسارات للدراجات الهوائية والفروسية والمشي، لتقليل استخدام السيارات، والأثر البيئي للسياحة في المنطقة بشكل عام.

وتعد مبادرات السياحة البيئية إحدى الطرق التي سيتم بها تنفيذ سياسة عدم انبعاثات الكربون الخاصة بالمخطط الرئيسي.

ولتحقيق الحياد الكربوني هناك بحلول عام 2035، يبحث المخطط الرئيسي أيضا عن طرق لزيادة استخدام الطاقة المتجددة، وزيادة تجديد الأراضي، واستعادة المواد، وإعادة استخدامها حيثما أمكن ذلك.

وكجزء من إستراتيجية التنمية الأوسع للعلا، سينمو عدد السكان إلى 130 ألف شخص مع وجود مساحات عامة جديدة لسكانها، بالإضافة إلى المبادرات الثقافية والتعليمية التي يقودها المجتمع.

في الإطار نفسه، سيتم إنشاء حوالي 38 ألف فرصة عمل جديدة بحلول عام 2035 كجزء من إستراتيجية التنمية الأوسع للعلا. ولمواصلة معالجة مشكلة التصحر، سيتم إدخال نموذج جديد للإنتاج الزراعي المستدام وإدارة المياه.

واختتم الموقع: «يجري العمل على قدم وساق لدعم تطوير العلا. وتم توسيع مطار العلا الدولي بالفعل بنسبة 300 ٪ بفضل وحدة التحكم عن بُعد، وذلك حتى يتم تجهيزه لاستقبال تدفق مستمر من السياح».

«الخطة الطموحة ستسهم في تحقيق برنامج رؤية 2030 للأمة لتقليل اعتمادها على النفط، وكذلك المبادرة السعودية الخضراء لمعالجة تغير المناخ».

«التنمية المستدامة في العلا تدعم حماية واستعادة البيئة الطبيعية والثقافية، وأن تكون مجدية اقتصاديا ومفيدة للمقيمين الحاليين والمستقبليين».