ترجمة: إسلام فرج

أبرزها.. رغبة إدارة بايدن في التفاوض لم تجذب اهتمام بيونغ يانغ

تساءلت مجلة «ناشيونال إنترست» الأمريكية عما إذا كان من الممكن منع كوريا الشمالية من أن تصبح قوة نووية خطيرة من المستوى المتوسط.

وبحسب مقال لـ «دوغ باندو»، الزميل البارز في معهد كاتو، في الأسبوع الماضي، أشاد رئيس كوريا الجنوبية مون جاي إن، بالاتفاق الذي توصلت إليه حكومته مع واشنطن. وأضاف: في مقابلة مع العديد من الخدمات الإخبارية، أعلن أن جمهورية كوريا والولايات المتحدة قد اتفقتا الآن على صياغة إعلان نهاية الحرب الذي سيتم تقديمه إلى كوريا الشمالية، وقال «إن الصين تدعم هذا الإعلان».

وأردف: اعترف «جاي إن، بأنه سيكون من الصعب الوصول إلى إعلان لإنهاء الحرب الكورية قبل نهاية فترة ولايته، لكنه رغب في تهيئة الظروف لإعلان نهاية الحرب.

وتابع: في رأيه إن إعلان نهاية الحرب مفيد؛ لأنه يشير إلى عملية لتعزيز الثقة المتبادلة والتحرك نحو نزع السلاح النووي وإضفاء الطابع المؤسسي على السلام في شبه الجزيرة الكورية مع وضع حد للعلاقات العدائية.

الثقة والتحرك

ومضى الكاتب يقول: إنها مشاعر رائعة بالطبع، ومع ذلك، فمن يتصور أن الثقة المتبادلة والتحرك نحو نزع السلاح النووي وإضفاء الطابع المؤسسي على السلام، التي تنطوي على كوريا الشمالية باتت وشيكة، العوائق أمام مثل هذه الدورة كثيرة.

ونبه إلى أن أول العوائق هو كوريا الجنوبية التي لديها انتخابات رئاسية وشيكة، موضحًا أن انتصار المعارضة، التي تدعو إلى موقف أكثر صرامة تجاه الشمالية، يجعل الانفراجة بين الطرفين أقل احتمالا ويجعل من اندلاع عنف من قبل بيونغ يانغ أمرًا لا مفر منه.

وأردف: كان آخر عمل عسكري ملحوظ في 2010، عندما دفعت الهجمات البحرية والمدفعية كوريا الجنوبية إلى حافة الهاوية، خلال رئاسة لي ميونغ باك المحافظ، ورفضت بيونغ يانغ طلب اعتذار بعد سنوات.

واستطرد: في المقابل، من المرجح استمرار السياسة إذا فاز الحزب الحاكم، ومع ذلك، منذ انهيار قمة «هانوي» في فبراير 2019، لم يكن للزعيم الأعلى لكوريا الشمالية كيم جونغ أون أي علاقة بمون، على الرغم من محاولات الأخير اليائسة للحفاظ على الحوار، وبالفعل، فجّرت كوريا الشمالية مكتب الاتصال الذي شيّدته سول لتشجيع المفاوضات، وهو إذلال من شأنه أن يكون صادمًا إذا ارتكب من قبل أي طرف آخر غير كوريا الشمالية.

وأشار إلى أن العائق الثاني يتمثل في الولايات المتحدة، مضيفا: أشارت إدارة بايدن إلى رغبتها في التفاوض، لكنها لم تجذب أي اهتمام من بيونغ يانغ، ومن غير المرجح أن يتغير شيء حتى ترى الشمالية مكاسب من الحديث.

أولوية متوسطة

وأردف الكاتب بالقول: ربما لن يحدث ذلك في العام أو العامين القادمين، من المحتمل أن يرى كيم أن إدارة بايدن قصيرة الأمد فقط، ولا تستحق التعامل معها، وربما ليس كذلك، بالنسبة إلى بايدن، كوريا الشمالية هي أولوية متوسطة.

وتابع: يقول أحد المطلعين في الإدارة أنه بينما يدرك المسؤولون على مستوى العمل الحاجة إلى تغيير النهج، فإنهم يواجهون صعوبة في إقناع كبار صانعي السياسة تجاه كوريا الشمالية.

ومضى يقول: حتى لو لم يكن بايدن يكرر رسميا سياسة إدارة أوباما القائمة على عدم الاهتمام المزعج، والتي كثيرًا ما يُطلق عليها الآخرون الصبر الإستراتيجي، فهذا ما تبدو عليه سياسته.

وأضاف: من شبه المؤكد أن بايدن سيكون أكثر تشتتًا في عام 2022 مما كان عليه في 2021 حيث هناك حرب محتملة في أوروبا، وقلق بشأن الصين وتايوان، وثمة استمرار في المفاوضات مع إيران حول إحياء الاتفاق النووي، وزيادة في الهجمات على القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، الاقتراب السريع من انتخابات التجديد النصفي، وزيادة الفوضى السياسية الديمقراطية. وأوضح الكاتب أن العائق الثالث يتعلق بالرئيس السابق دونالد ترامب، الذي يُخبر الناس أنه يحافظ على نوع من المراسلات أو المناقشة مع كيم جونغ أون.

ولفت إلى أنه إذا كان ذلك يحدث بشأن أي شيء جوهري دون تنسيق أو تشاور مع البيت الأبيض، فقد يكون ذلك إشكاليا للغاية وقد يؤدي إلى نتائج عكسية بالنسبة إلى مصالح الولايات المتحدة.

وأضاف: في أسوأ الأحوال، يمكن أن يقترح ترامب على كيم الانتظار للتعامل مع الولايات المتحدة عند عودة الرئيس السابق إلى البيت الأبيض في عام 2025.

العائق الرابع

ونبّه دوغ باندو إلى أن العائق الرابع هو الصين، موضحًا أن العلاقة المتدهورة مع واشنطن قد جمعت بين بكين وبيونغ يانغ.

وتابع: بعد أن نجت كوريا الشمالية خلال العامين الماضيين من العزلة الاقتصادية، تبدو قادرة على المثابرة في حشدها العسكري الطموح على الرغم من عدم تخفيف العقوبات، ويبدو أن جمهورية الصين الشعبية تلعب دور الدعم الأساسي، مما يضمن صادرات كافية من الطاقة والغذاء للحفاظ على نظام كيم، لسوء الحظ، فإن الوضع الحالي للعلاقات بين الولايات المتحدة والصين يجعل التعاون بشأن كوريا الشمالية أمرًا مستبعدًا.

ولفت إلى أن العائق الخامس يتعلق بأطراف أخرى كالعلاقات بين كوريا الجنوبية واليابان، مضيفًا: على الرغم من أن كلا المرشحين للرئاسة في كوريا الجنوبية قد أعربا عن دعمهما لتحسين العلاقات مع اليابان، فإن الأخيرة تبدو أقل اهتمامًا بتقديم التنازلات الضرورية للتوصل إلى اتفاق.

وأضاف: كما انهارت المحادثات بين طوكيو وبيونغ يانغ منذ سنوات بسبب فشل كوريا الشمالية في تقديم تفاصيل كاملة عن المواطنين اليابانيين المختطفين، ونقلهم إلى كوريا الشمالية، ومع ذلك، فإن هناك أهمية بالنسبة لليابان للتواصل مباشرة مع كوريا الشمالية. وتابع: تلعب روسيا دورًا متواضعًا فقط في الشؤون الكورية، لكنها قد تعزز الضغط من جيران بيونغ يانغ الآخرين للتفاوض بشأن الحد من التسلح إن لم يكن نزع السلاح النووي، ومع ذلك، مع وجود خلافات حادة بين واشنطن وموسكو حتى قبل الأزمة الأوكرانية، فمن غير المرجح أن يفعل فلاديمير بوتين الكثير لتخفيف الصعوبات الأمريكية أو إزعاج الشمالية.