عرّف الفيلسوف الفرنسي (جان جاك روسو) وهو أحد أشهر رموز الليبرالية الأخيرة بأنها الحرية الحقة في تطبيق القوانين، التي شرعناها لأنفسنا، ووصفها الفيلسوف (توماس هوبز) بأنها غياب العوائق الخارجية، التي تحد من قدرة الإنسان على أن يفعل ما يشاء، وعند المفكر (جوزيف هاليفي) هي الاستقلالية عن العلل الخارجية، فتكون أجناسها: الحرية المادية، والحرية المدنية أو السياسية، والحرية النفسية، والحرية الميتافيزيقية الدينية.
وفي موسوعة لالاند جاء تعريفها بأنها انعدام الموانع والعوائق، وترى الموسوعة العربية العالمية أن الليبرالية فلسفة اقتصادية وسياسية تؤكد الحريات والمساواة وإتاحة الفرص، وفي المعجم الفلسفي هي نظرية سياسية ترقى إلى مستوى الإيديولوجيا إذ تزعم بأن الحرية أساس التقدم، وعليه نستطيع أن ننتهي إلى أن الليبرالية قريبة من كونها منطقاً محايداً تجاه كل الحريات والقناعات واحترامها بتجرد دون أية عدوانية أو عدوانية مضادة.
وأستطيع أن أقول -كمهتم بالفلسفة الليبرالية ونشأتها وخصائصها وتاريخها، وكمراقب للتيارين الليبراليين الخليجي والسعودي- إن الأخير تيار خرج عن قيم الليبرالية كمفهوم عام وأساسي؛ فالمتأمل لسياقاته وأطروحاته سيجده منحصراً في الإساءة للدين الإسلامي والقيم العربية السعودية تحديداً، واعتبارهما متصادمين مع الأفكار الليبرالية في ذات الوقت، الذي يشن فيه المحسوبون على هذا التيار عدواناً صارخاً على حرية واختيار الأغلبية التي تؤمن بالقيم الدينية السمحة العفيفة، والأعراف والتقاليد العربية النبيلة، فما يفعله هذا التيار مجرد هجوم ووصاية ومصادرة لحريات وقناعات الأغلبية بازدراء مَن يصفون أنفسهم ليبراليي الأديان، وبتهديد السلم الأهلي والأمن المجتمعي، وبتدخلهم في تفاصيل تدين الناس وخصوصياتهم والسعي لتشويه المقدس الذي تؤمن به الأغلبية، ومحاولة إرغام الناس على تقبل أفكارهم عبر القوى الناعمة المستفزة لمشاعر المجتمع، وقد يعزى هذا الانحراف إلى انبثاق التيار الليبرالي من رحم المعاناة في حقبة الصحوة؛ فهو لا يتصور وجوده وبقاءه دون صراع مع الدين والقبيلة والأسرة، التي تمثل ركيزة ونواة القيم المحافظة، وكذلك لأن بعض المنضوين تحت هذا التيار كانوا في الأساس صحويين ثم انتقلوا إلى المعسكر الليبرالي واستوردوا فكر الوصاية إلى المعسكر الجديد.
على التيار الليبرالي أن يعي أن مخاض التطرف الذي ولد بسببه قد زال، وأن استمراره في ممارسة الوصاية والعدوانية يحوله إلى تيار متطرف ناعم يهدد قيم المجتمع الذي استطاع بكل جدارة أن يساهم في بناء رؤية 2030، والذود عن أرض الوطن، والقتال في الحد الجنوبي، ورفد الوطن بالأطباء والقضاة والمحامين والعسكريين والخبراء في كل مجال، فنحن لا نطلب منكم الصمت، ولكن نرفض تحولكم من دعاة للحرية إلى طغاة تهدمون قيم المجتمع فقط لأنكم لا تزالون عالقين في العاصفة الذهنية، التي واكبت حروب الصحوة الفكرية.
أعيدوا الليبرالية إلى سياقها وإطارها الفكري الصحيح، وتحلوا بشيء من الاحترام لما تؤمن به الأغلبية.
@falkhereiji
وفي موسوعة لالاند جاء تعريفها بأنها انعدام الموانع والعوائق، وترى الموسوعة العربية العالمية أن الليبرالية فلسفة اقتصادية وسياسية تؤكد الحريات والمساواة وإتاحة الفرص، وفي المعجم الفلسفي هي نظرية سياسية ترقى إلى مستوى الإيديولوجيا إذ تزعم بأن الحرية أساس التقدم، وعليه نستطيع أن ننتهي إلى أن الليبرالية قريبة من كونها منطقاً محايداً تجاه كل الحريات والقناعات واحترامها بتجرد دون أية عدوانية أو عدوانية مضادة.
وأستطيع أن أقول -كمهتم بالفلسفة الليبرالية ونشأتها وخصائصها وتاريخها، وكمراقب للتيارين الليبراليين الخليجي والسعودي- إن الأخير تيار خرج عن قيم الليبرالية كمفهوم عام وأساسي؛ فالمتأمل لسياقاته وأطروحاته سيجده منحصراً في الإساءة للدين الإسلامي والقيم العربية السعودية تحديداً، واعتبارهما متصادمين مع الأفكار الليبرالية في ذات الوقت، الذي يشن فيه المحسوبون على هذا التيار عدواناً صارخاً على حرية واختيار الأغلبية التي تؤمن بالقيم الدينية السمحة العفيفة، والأعراف والتقاليد العربية النبيلة، فما يفعله هذا التيار مجرد هجوم ووصاية ومصادرة لحريات وقناعات الأغلبية بازدراء مَن يصفون أنفسهم ليبراليي الأديان، وبتهديد السلم الأهلي والأمن المجتمعي، وبتدخلهم في تفاصيل تدين الناس وخصوصياتهم والسعي لتشويه المقدس الذي تؤمن به الأغلبية، ومحاولة إرغام الناس على تقبل أفكارهم عبر القوى الناعمة المستفزة لمشاعر المجتمع، وقد يعزى هذا الانحراف إلى انبثاق التيار الليبرالي من رحم المعاناة في حقبة الصحوة؛ فهو لا يتصور وجوده وبقاءه دون صراع مع الدين والقبيلة والأسرة، التي تمثل ركيزة ونواة القيم المحافظة، وكذلك لأن بعض المنضوين تحت هذا التيار كانوا في الأساس صحويين ثم انتقلوا إلى المعسكر الليبرالي واستوردوا فكر الوصاية إلى المعسكر الجديد.
على التيار الليبرالي أن يعي أن مخاض التطرف الذي ولد بسببه قد زال، وأن استمراره في ممارسة الوصاية والعدوانية يحوله إلى تيار متطرف ناعم يهدد قيم المجتمع الذي استطاع بكل جدارة أن يساهم في بناء رؤية 2030، والذود عن أرض الوطن، والقتال في الحد الجنوبي، ورفد الوطن بالأطباء والقضاة والمحامين والعسكريين والخبراء في كل مجال، فنحن لا نطلب منكم الصمت، ولكن نرفض تحولكم من دعاة للحرية إلى طغاة تهدمون قيم المجتمع فقط لأنكم لا تزالون عالقين في العاصفة الذهنية، التي واكبت حروب الصحوة الفكرية.
أعيدوا الليبرالية إلى سياقها وإطارها الفكري الصحيح، وتحلوا بشيء من الاحترام لما تؤمن به الأغلبية.
@falkhereiji