حسن الهديب

* الوطن أساس الهوية.. والتأسيس هو المنصة التي تنطلق منها آفاق مسيرة التنمية الوطنية لكي تصنع التاريخ وترتقي بجودة الحاضر وترسم ملامح المستقبل.. وحين يكون الحديث عن يوم تأسيس أغلى وطن، المملكة العربية السعودية، بلاد الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين حول العالم فلا بد أنه حديث يطول في غاياته ويتنوع في محطاته ويعجز عن استيعاب فصوله كل مقال وكتاب.

* في 27 يناير 2022م صدر عن سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله أمر ملكي بتحديد يوم 22 فبراير من كل عام يوما لذكرى تأسيس الدولة السعودية، وعليه فإن هذا اليوم سيكون يوما تحتفل فيه المملكة العربية السعودية بدءا من هذا العام بمناسبة «يوم التأسيس» وهو اليوم الذي أسس فيه الإمام محمد بن سعود الدولة السعودية الأولى العام (1139هـ/ 1727م) في تأكيد على رسوخ هذا الوطن العظيم وتاريخه المجيد الممتد منذ ثلاثة قرون.. ويعد يوم التأسيس ذكرى وطنية وفخرا للمملكة العربية السعودية يستحضر من خلالها الأحفاد تضحيات الآباء والأجداد وما كابدوه من تحديات في سبيل بناء وطن يمتد تاريخه لثلاثة قرون.

* تعتبر الدولة السعودية دولة ممتدة عبر تاريخها منذ قيامها للمرة الأولى قبل ثلاثة قرون، إذ لم يفصل بين الدولتين الأولى والثانية سوى 7 سنوات، فيما قامت الدولة السعودية الثالثة على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل آل سعود طيب الله ثراه بعد 10 سنوات فقط من الدولة السعودية الثانية، وهو ما يؤكد على امتداد الدولة ووضوح المبادئ الراسخة التي قامت عليها، والمملكة بتاريخها الوطني العظيم، ليست دولة طارئة لا على التاريخ ولا على الجغرافيا، فهي الأساس الذي تشكلت من خلاله وحدة أبناء الجزيرة العربية في تاريخها الحديث بعد أن عانت الجزيرة العربية لعقود طويلة من ويلات الفرقة والشقاق والنزاعات.

* المملكة العربية السعودية حين أعلنت عن ذكرى «يوم التأسيس» فهي تجسد قيمة رفيعة من الاهتمام بتاريخها الذي يعد امتدادا أصيلا لحاضرها ومستقبلها، تستلهم من خلاله عزيمة جميع أئمة الدولة وملوكها الذين ساهموا في مراحل بنائها.

* يحق لكل أمة من الأمم أن تفخر بتاريخها وتحتفي به وتعيد التذكير به، وإعلان المملكة العربية السعودية عن ذكرى «يوم التأسيس» لا ينفصل عن هذا النهج الذي يسعى لتأصيل امتدادات الدولة السعودية الضاربة في جذور التاريخ.. هنيئا لنا بهذا الوطن العظيم الراسخ في تاريخه والرائد في مكانته الإقليمية والدولية.