الوليد بن حمد آل مبارك

يحتفل الشعب السعودي، اليوم، بيوم التأسيس، وهو ذكرى اليوم الذي تأسست فيه (الدولة السعودية الأولى)، تحت حكم وراية أول الأئمة السعوديين الإمام محمد بن سعود «يرحمه الله»، في الثاني والعشرين من شهر فبراير عام 1727م، حين تعاقد وتعاضد أمير الدرعية -آنذاك- محمد بن سعود مع دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب، فكان الإنجاز العظيم الذي أسس دولة التوحيد بهذا الكيان السياسي الراسخ.

نحتفل في هذا اليوم الذي سيصبح اعتباراً من هذا العام الاحتفال الوطني الثاني في رزنامة الأيام الوطنية السعودية، بعد (اليوم الوطني)، الذي يمثل يوم اكتمال التوحيد في (الدولة السعودية الثالثة)، وقيامها بقيادة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، طيب الله ثراه، في الثالث والعشرين من سبتمبر عام 1932م.

إن الاحتفال والاحتفاء بذكرى التأسيس له رمزية خاصة، تؤكد رسوخ وامتداد هذه الدولة المباركة الضاربة جذورها في أعماق التاريخ، وتبين مدى عراقة مؤسسة الحكم فيها، مما انعكس على استقرار الأوضاع وأسس لقيام هذه النهضة الحضارية في الجزيرة العربية، لذا جاء الأمر الملكي باعتبار هذا اليوم التاريخي مناسبة وطنية هامة، ُيحتفل بها كل عام، فلهذا التاريخ رمزيته وخصوصيته، باعتباره بداية انطلاق الدولة السعودية حتى وصلت لما هي عليه الآن من تطور ونماء واستقرار في كافة الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

إن أهمية الاحتفال بيوم التأسيس تنبع من كونه يوما يؤرخ لفترة زمنية شهدت -في ظل ضعف الإمكانات ومع وجود الإرادة الصادقة- وضع اللبنات الأولى لاستقرار شبه الجزيرة العربية، بعد أن كانت تعيش أوضاعاً سياسية واقتصادية واجتماعية غير مستقرة، تسودها الفوضى والنزاعات، لذا فقد جاء الأمر الملكي من لدن مولاي خادم الحرمين الشريفين بأن تحتفل السعودية قيادة وشعباً بهذا اليوم التاريخي في مسيرة الدولة السعودية، كي تتذكر الأجيال بداية البذرة التي أقامت في الدرعية دولة وافرة الظلال امتد خيرها وعطاؤها لكثير من الدول.

وإذا كان اليوم الوطني يعبر عن إرادة التوحيد الصادقة، التي تمخض عنها ما نشهده اليوم من تطور واستقرار وترابط بين كافة مكونات الوطن الذي يسير على إيقاع موزون من نجاحات لنجاحات، فإن يوم التأسيس هو صنوه في تثبيت دعائم ومرتكزات هذا الاستقرار والازدهار، وهي حقبة تاريخية لا بد أن نحملها جميعاً في دواخلنا باعتزاز جيلاً تلو جيل، وهو إرث يجب أن نتناقله عبر الأزمان تقديراً لمن أنجزوه وأرسوا دعائمه رحمهم الله.

وبهذه المناسبة الوطنية الغالية، يطيب لي أصالة عن نفسي ونيابة عن كافة منسوبي دار اليوم للصحافة والطباعة والنشر، أن أتقدم بالتهنئة الخالصة لمولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، ولصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبدالعزيز نائب أمير المنطقة الشرقية، ولعموم الشعب السعودي، داعياً المولى الكريم أن يحفظ بلادنا الحبيبة، ويحفظ قيادتها الرشيدة، ويديم علينا نعمة الأمن والاستقرار.