تأسست قبل 6 قرون على يد «الجد» مانع المريدي
يعد يوم تأسيس الدولة السعودية الأولى، أحد الأيام الوطنية التي يجب أن نفخر ونعتز فيها بهويتنا السعودية الضاربة في عُمق التاريخ، والممتدة لأكثر من ثلاثة قرون من الزمان.
وذكر أستاذ التاريخ السعودي بجامعة الإمام محمد بن سعود أ. د. طلال بن خالد الطريفي، أن يوم التأسيس هو يوم تولي الإمام محمد بن سعود إمارة الدرعية سنة 1139هـ - 1727، وقد حُدِّد 22 فبراير يومًا للتأسيس لتوافقه مع يوم 30/ 6/ 1139هـ، والذي يوافق يوم 15/ 2/ 1727م، وشعورنا بالفخر والاعتزاز بهذا اليوم، باعتبار أن دول العالم كافة تحتفي بأيامها الوطنية كيوم التأسيس.
وأشار د. الطريفي إلى أن الإمام محمد بن سعود أسس دولةً بالمعنى الحقيقي يوم توليه إمارة الدرعية 1139هـ - 1727؛ لأنه تولى الأمر بظروفٍ استثنائية في المنطقة عامةً والدرعية تحديدًا، التي كانت تعاني الضعف والانقسام، حالها حال البلدات والإمارات القريبة، كما أنها واجهت في تلك الفترة وباءً عامًا تمثل بانتشار الطاعون في الجزيرة العربية، ومع كل التحديات التي توافقت مع تولي الإمام محمد الإمارة، إلا أنه تغلب على كل التحديات، وواجهها ونجح في ذلك، بعد أن وحَّد الدرعية تحت إمارته، ونشر الاستقرار والأمن ليس فقط في محيط الدرعية، بل في إقليم العارض كافة حينها.
نظرة عميقة
ونهج الإمام محمد نهجًا سياسيًا حكيمًا وحصيفًا بتعاملاته وعلاقاته بالإمارات المجاورة له والعشائر القريبة منه، كما كان يتحلى بنظرة عميقة وثاقبة للأوضاع من حوله، وعلى وعي كامل بما يدور حوله وفي محيطه، لذا بدأ التخطيط منذ اللحظة الأولى التي تولى فيها لتغيير النمطية الفوضوية التي كانت تعيشها المنطقة سياسيًا واجتماعيًا ودينيًا واقتصاديًا.
وأبان د. الطريفي أن الإمام محمد بن سعود أسس مسارات جديدة في تاريخ المنطقة، حيث زاد الجانب المعرفي والتعليمي باهتمامه ودعمه بنشر الثقافة، واجتماعيًا تعززت القيم الاجتماعية وتعزز التواصل بين الأفراد والجماعات نتيجة الحالة الأمنية التي سعى لتحقيقها الإمام، والتي انعكست في الوقت نفسه على الجانب الاقتصادي، الذي كان يعاني انعدام الأمن في حركة القوافل والتجارة، بينما قام الإمام بفرض الأمن؛ ما زاد من النشاط الاقتصادي وارتفاع التبادلات التجارية.
وحدة سياسية
وبناءً على ذلك، يُعدّ بداية عهد الإمام محمد بن سعود تأسيسًا حقيقيًا ومنطقيًا لشموليته في النظرة لتأسيس الدولة، بفرض الوحدة السياسية للمنطقة المحيطة به في نجد، ومنها إلى بقية الجزيرة العربية؛ مما استُكمل بعد وفاة الإمام «رحمه الله» سنة 1179هـ - 1765، كذلك القفزات الاقتصادية المهمة في المنطقة بزيادة الحراك ونشاط القوافل وأمنها، إذ حرص الإمام على هذا الأمر تحديدًا؛ لأنه يفرض منطق الدولة الذي غاب طويلًا عن الجزيرة العربية قبله.
مرحلة تحول
وأكد د. الطريفي أن يوم 22 فبراير يُعد يومًا لبداية تأسيس الدولة السعودية ومرحلة تحوّل في تاريخ الأسرة السعودية المالكة الذي يمتد لقرابة ستة قرون من الزمن، حينما أسس مانع المريدي الدرعية، وهو الجد الثالث عشر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز «حفظه الله ورعاه»، وهذا التحول التاريخي الذي حدث في عهد الإمام محمد بن سعود كان في تغيير شكل الحكم من إمارة تمثل دولةً صغيرة إلى دولةٍ كبرى بكل تفاصيلها ومعطياتها، حسب المفهوم التاريخي العميق.
دولة المدينةوحينما نقول الدولة الصغيرة المتمثلة بالدرعية أو ما يسمى دولة المدينة؛ فإن هذا مفهوم فلسفي تاريخي ممتد منذ فترات تاريخية قديمة، كما هي الفلسفة اليونانية الكلاسيكية التي تحدد بخمسة قرون قبل الميلاد، حيث كانت اليونان مكونة من مدنٍ عدَّة أهمها أثينا وإسبرطة ومقدونيا، وكانت كل مدينة تمثل دولةً بحد ذاتها ولها استقلاليتها، والدولة الكبرى دائمًا ما تكون نواتها المدينة الدولة، وهذا ما حدث مع الإمام محمد بن سعود حين حوَّل الدرعية من المدينة الدولة إلى الدولة الكبرى المتمثلة بالدولة السعودية الأولى، فالثانية، والمملكة العربية السعودية.
وذكر أستاذ التاريخ السعودي بجامعة الإمام محمد بن سعود أ. د. طلال بن خالد الطريفي، أن يوم التأسيس هو يوم تولي الإمام محمد بن سعود إمارة الدرعية سنة 1139هـ - 1727، وقد حُدِّد 22 فبراير يومًا للتأسيس لتوافقه مع يوم 30/ 6/ 1139هـ، والذي يوافق يوم 15/ 2/ 1727م، وشعورنا بالفخر والاعتزاز بهذا اليوم، باعتبار أن دول العالم كافة تحتفي بأيامها الوطنية كيوم التأسيس.
وأشار د. الطريفي إلى أن الإمام محمد بن سعود أسس دولةً بالمعنى الحقيقي يوم توليه إمارة الدرعية 1139هـ - 1727؛ لأنه تولى الأمر بظروفٍ استثنائية في المنطقة عامةً والدرعية تحديدًا، التي كانت تعاني الضعف والانقسام، حالها حال البلدات والإمارات القريبة، كما أنها واجهت في تلك الفترة وباءً عامًا تمثل بانتشار الطاعون في الجزيرة العربية، ومع كل التحديات التي توافقت مع تولي الإمام محمد الإمارة، إلا أنه تغلب على كل التحديات، وواجهها ونجح في ذلك، بعد أن وحَّد الدرعية تحت إمارته، ونشر الاستقرار والأمن ليس فقط في محيط الدرعية، بل في إقليم العارض كافة حينها.
نظرة عميقة
ونهج الإمام محمد نهجًا سياسيًا حكيمًا وحصيفًا بتعاملاته وعلاقاته بالإمارات المجاورة له والعشائر القريبة منه، كما كان يتحلى بنظرة عميقة وثاقبة للأوضاع من حوله، وعلى وعي كامل بما يدور حوله وفي محيطه، لذا بدأ التخطيط منذ اللحظة الأولى التي تولى فيها لتغيير النمطية الفوضوية التي كانت تعيشها المنطقة سياسيًا واجتماعيًا ودينيًا واقتصاديًا.
وأبان د. الطريفي أن الإمام محمد بن سعود أسس مسارات جديدة في تاريخ المنطقة، حيث زاد الجانب المعرفي والتعليمي باهتمامه ودعمه بنشر الثقافة، واجتماعيًا تعززت القيم الاجتماعية وتعزز التواصل بين الأفراد والجماعات نتيجة الحالة الأمنية التي سعى لتحقيقها الإمام، والتي انعكست في الوقت نفسه على الجانب الاقتصادي، الذي كان يعاني انعدام الأمن في حركة القوافل والتجارة، بينما قام الإمام بفرض الأمن؛ ما زاد من النشاط الاقتصادي وارتفاع التبادلات التجارية.
وحدة سياسية
وبناءً على ذلك، يُعدّ بداية عهد الإمام محمد بن سعود تأسيسًا حقيقيًا ومنطقيًا لشموليته في النظرة لتأسيس الدولة، بفرض الوحدة السياسية للمنطقة المحيطة به في نجد، ومنها إلى بقية الجزيرة العربية؛ مما استُكمل بعد وفاة الإمام «رحمه الله» سنة 1179هـ - 1765، كذلك القفزات الاقتصادية المهمة في المنطقة بزيادة الحراك ونشاط القوافل وأمنها، إذ حرص الإمام على هذا الأمر تحديدًا؛ لأنه يفرض منطق الدولة الذي غاب طويلًا عن الجزيرة العربية قبله.
مرحلة تحول
وأكد د. الطريفي أن يوم 22 فبراير يُعد يومًا لبداية تأسيس الدولة السعودية ومرحلة تحوّل في تاريخ الأسرة السعودية المالكة الذي يمتد لقرابة ستة قرون من الزمن، حينما أسس مانع المريدي الدرعية، وهو الجد الثالث عشر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز «حفظه الله ورعاه»، وهذا التحول التاريخي الذي حدث في عهد الإمام محمد بن سعود كان في تغيير شكل الحكم من إمارة تمثل دولةً صغيرة إلى دولةٍ كبرى بكل تفاصيلها ومعطياتها، حسب المفهوم التاريخي العميق.
دولة المدينةوحينما نقول الدولة الصغيرة المتمثلة بالدرعية أو ما يسمى دولة المدينة؛ فإن هذا مفهوم فلسفي تاريخي ممتد منذ فترات تاريخية قديمة، كما هي الفلسفة اليونانية الكلاسيكية التي تحدد بخمسة قرون قبل الميلاد، حيث كانت اليونان مكونة من مدنٍ عدَّة أهمها أثينا وإسبرطة ومقدونيا، وكانت كل مدينة تمثل دولةً بحد ذاتها ولها استقلاليتها، والدولة الكبرى دائمًا ما تكون نواتها المدينة الدولة، وهذا ما حدث مع الإمام محمد بن سعود حين حوَّل الدرعية من المدينة الدولة إلى الدولة الكبرى المتمثلة بالدولة السعودية الأولى، فالثانية، والمملكة العربية السعودية.