د ب أ - واشنطن

أوضح أن احتمالات التوصل لاتفاق نووي جديد أصبحت أكثر بعدا

رغم نفي إيران الاتهام الموجه إليها بأنها تقدم دعما عسكريا لميليشيا الحوثي في اليمن، ظهر دليل جديد حول كيفية تعاون الانقلابيين مع داعميهم الرئيسيين في نظام الملالي، يسلط ضوءا جديدا على النهج الذي توجه به طهران، بشكل فعّال، أنشطتهم الإرهابية.

ويقول المحلل السياسي والباحث البريطاني كون كوفلن، أحد كبار زملاء معهد «جيتستون» الأمريكي، ومحلل شؤون الدفاع بصحيفة «الديلي تليجراف» البريطانية: إن علاقات إيران مع الجماعة الإرهابية في اليمن أصبحت محل تدقيق متجدد بعدما شن الحوثيون سلسلة من الهجمات، غير المبررة، على المملكة والإمارات الشهر الماضي، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص، وإصابة ستة آخرين.

وأضاف كوفلن في تحليل نشره معهد «جيتستون» إن خبراء الأمن في المنطقة قالوا: إن الحوثيين استخدموا صواريخ إيرانية الصنع في هجماتهم التي استهدفت مطار أبو ظبي الدولي، ومنشأة نفطية رئيسية.

وقد ظهر دليل جديد الآن يصف بالتفصيل كيف قام مسؤولون حوثيون رفيعو المستوى بزيارة إيران قبل وقت قصير من شن الهجمات، وهو ما يشير إلى أن إيران كان لها دور رئيسي في المساعدة على التخطيط للهجمات، وتنفيذها.

معلومات استخباراتية

ووفقا لمعلومات استخباراتية حصل عليها مسؤولو أمن غربيون، زار مسؤول حوثي رفيع المستوى العاصمة الإيرانية قبل وقت قصير من شن الهجمات على الإمارات.

وأفادت المعلومات بأن المسؤول الحوثي، الذي يتمتع بصلات وثيقة مع قادة العمليات الإرهابية في الجماعة، عقد اجتماعات مع عدد من مسؤولي النظام الإيراني رفيعي المستوى، وبينهم رئيس النظام إبراهيم رئيسي، وأمين مجلس الأمن القومي الأعلى علي شمخاني، وأيضًا مع كبار مسؤولي الحرس الثوري الإرهابي، وفيلق القدس.

وقال مسؤول أمني غربي، رفيع المستوى: هناك دليل متزايد على تعزيز التعاون بين إيران والحوثيين، خاصة فيما يتعلق بإمداد إيران الحوثيين بأسلحة متقدمة، مثل الصواريخ والطائرات المسيرة.

وأضاف كوفلن في تحليله، إن الدليل يتزايد على أن إيران تقوم بتدريب وتسليح الحوثيين، الذين تصنفهم دول عديدة منظمة إرهابية، بعدما اعترضت قوات أمن خليجية، مدعومة من الولايات المتحدة، عددا من الزوارق الإيرانية التي كانت تحاول تهريب أسلحة إيرانية الصنع إلى الحوثيين.

وظهرت الآن تفاصيل تشير إلى أن الأسلحة التي تم استخدامها في الهجمات، إيرانية الصنع.

وتتضمن هذه الأسلحة صواريخ كروز 351 إيرانية الصنع، والتي يقدر مداها بألف كيلو متر (600 ميل)، وقد تم استخدامها في الهجوم واسع النطاق الذي شنه الحوثيون على منشآت شركة أرامكو السعودية للنفط في 2019.

تهريب أسلحة

وفي شهر نوفمبر عام 2019، صادرت الولايات المتحدة سفينة كانت تحاول تهريب أسلحة من إيران إلى اليمن، وكان بينها صواريخ تم إنتاجها في إيران خصيصا للمتمردين الحوثيين.

وأوضح كوفلن أن الدليل المتزايد على دور إيران في توجيه العمليات الإرهابية التي ينفذها الحوثيون ضد حلفاء رئيسيين للولايات المتحدة، مثل الإمارات، يثير تساؤلات جديدة عن هوس إدارة الرئيس جو بايدن الواضح بإحياء اتفاق نووي «معيب» تم إبرامه مع إيران عام 2015.

ويتساءل كثير من الحلفاء الخليجيين الرئيسيين لأمريكا، عن السبب وراء إصرار واشنطن على التودد لملالي طهران بدلا من التركيز على حماية مصالح حلفائها في الشرق الأوسط على المدى الطويل، ويودون أن تتبنى واشنطن نهجا أكثر صرامة في تعاملاتها مع طهران.

وأوضح كوفلن أن الدليل الجديد الذي يسلط الضوء على تورط طهران المعقد مع الحوثيين، سوف يضيف ضغوطا مجددة على واشنطن لزيادة دعمها العسكري لحلفائها الرئيسيين في المنطقة لحمايتهم وحماية مصالحها من التهديد المتزايد من جانب طهران وحلفائها.

وذكر كوفلن أنه، على أقل تقدير، تحتاج إدارة بايدن إلى تركيز طاقتها على أمرين، مواجهة الشبكة الإرهابية للحوثيين، وتوفير الحماية للحلفاء ضد هجمات هؤلاء المتمردين.

وعقب هجمات الشهر الماضي، جدد مسؤولون إماراتيون رفيعو المستوى دعوتهم لإدارة بايدن بأن تعيد واشنطن إعادة تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية، والذي كانت رفعته بعد وقت قصير من تولي الرئيس بايدن مقاليد السلطة العام الماضي في بادرة حسن نوايا تجاه إيران.

لائحة الإرهاب

ومنذ ذلك الحين، أعلن مسؤولون أمنيون خليجيون عن زيادة كبيرة في هجمات الحوثيين، وحتى الآن، قاومت إدارة بايدن دعوات لإعادة تصنيف الحوثيين كإرهابيين.

ولكن في ظل تزايد المخاوف بشأن أمن الخليج، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أنها نشرت طائرات مقاتلة طراز إف 22 - رابتور في دولة الإمارات مؤخرا في إطار رد دفاعي أمريكي على الهجمات الصاروخية الأخيرة للحوثيين على البلاد.

واستطرد كوفلن بالقول: إن التوترات المتزايدة، التي تسببت فيها الزيادة الأخيرة في النشاط الإرهابي للحوثيين، أثارت أيضا تساؤلات عن الآفاق المستقبلية لاتفاق نووي يجري العمل للتوصل إليه بين إيران والقوى العالمية بشأن البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل.

وأعرب دبلوماسيون غربيون مشاركون في المحادثات الجارية في فيينا حاليا لإحياء الاتفاق النووي الإيراني، عن استيائهم إزاء الوتيرة البطيئة للتقدم في المحادثات، واتهموا طهران بالمماطلة من أجل كسب الوقت.

واختتم كوفلن تحليله بالقول: إنه نظرًا لظهور دليل جديد على تورط إيران الخبيث في دعم النشاط الإرهابي بالشرق الأوسط، والذي يتزايد يومًا بعد آخر، فإن احتمالات التوصل لاتفاق نووي جديد تصبح أكثر بُعدًا.